خبر : مختصون يدعون إلى تعزيز التنشئة الاجتماعية ودور الاسرة في رعاية وتربية الشباب

الثلاثاء 18 مارس 2014 02:24 م / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما / انطلقت في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية فعاليات اليوم الدراسي الشباب هموم وآمال، والذي نظمه اختصاص تأهيل الدعاة والمحفظين التابع لقسم الدراسات الإنسانية بحضور ومشاركة الأستاذ الدكتور رفعت رستم رئيس الكلية، السيد أيوب شويدح رئيس القسم، الدكتور وائل الزرد رئيس اللجنة التحضيرية، ونخبة الباحثين والمختصين في قضايا الشباب ومدرسي برنامج الدعوة الإسلامية المعاصرة وتأهيل الدعاة والمحفظين، ولفيف من الطلبة.

وفي بداية اللقاء رحب الأستاذ الدكتور رفعت رستم بالحضور، وأكد أن السبيل لتحقيق النهضة يكون بالشباب ومن أفكارهم الإبداعية، مبينا أن الكلية الجامعية بادرت في هذا الصدد بإنشاء حاضنة لأفكار الشباب النوعية والمتميزة، وعملت على إطلاق طاقات شبابية وإيجاد مشاريع إبداعية تترجم لأعمال دائمة، وذلك لإيمان الكلية التام بأن الشباب هم الكنز الأصيل للمجتمعات التي تعتمد على المورد البشري بدلا من المورد الطبيعي في إنشاء خططها الاستراتيجية وأفكارها البناءة، داعيا الطلبة إلى تقديم مقترحات تستفيد منها الكلية وتبني عليها.

ومع انطلاق وقائع اليوم الدراسي أوضح الدكتور وائل الزرد أن عدم فهم طبيعة الحياة، يوقع الكثير من الناس في الكثير من المشقات والصعاب، ويجعلهم عالة على مجتمعهم وعائلاتهم، يجلسون قد كساهم الكسل، وأعجزهم العجز، وأبطلتهم البطالة، وقال: " يخطئ الكثير من الشباب في فهمه لطبيعة الحياة، فيظن أن الدنيا تؤخذ غلابا، وما علم يقينًا أن الله تعالى أقام الدنيا على أسباب ومسببات، لا على معجزات وكرامات، وهناك سنن ثابتة بثها الله تعالى في خلقه، ومن العبث أن يعرض عنها الإنسان أثناء سيره في طريقه الطويل نحو الآخرة ".

من جانبه أفاد الدكتور مروان أبو راس عضو المجلس التشريعي أن الدين الإسلامي اهتم بالشباب، وأن الإسلام انتشر في مختلف ربوع الدنيا بهمة الشباب العالية وإرادتهم الصلبة، وأنهم ساهموا في بناء حضارة إسلامية مزدهرة حكمت العالم لسنوات طويلة، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالشاب المسلم والحفاظ عليه من الهجمة الشرسة التي يمارسها المجتمع الغربي بهدف الإضرار به وتفريغه من محتواه وجعله عنصرا فارغا لا قيمة له.  

من جانبه تحدث السيد أيوب شويدح التحديات المعاصرة وآثارها الاجتماعية 
على سلوك الشباب، وأشار إلى أهمية التنشئة الاجتماعية للشباب وتنمية إحساسهم بالمسئولية نحو الإنتاج عن طريق الاهتمام بالرعاية الصحية والرياضية وتوفير فرص التدريب والترفيه الملائمة لهم ومساعدتهم على مواجهة المشاكلات المختلفة، والعمل على إشباع الحاجات الأساسية مثل الحاجة إلى الانتماء والمنافسة والتعبير الابتكاري وخدمة الآخرين.

وفي سياق ذكر السيد سامي سلهب أن المشاكل النفسية عند الشباب تنشأ نتيجة للعقبات التي تحول بينهم وبين إرضاء حاجاتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية، وبالتالي بينهم وبين تحقيق النمو الجسمي والتكيف النفسي والاجتماعي السوي، وأشار إلى بعض مسببات الاكتئاب لدى الشباب، ومنها العلاقات الأسرية المضطربة، والعنف الأسري وضغوط الحياة والفقر وسوء المعاملة الجسدية والجنسية والعزلة الاجتماعية، فضلا عن الحاجة إلى الحب والاستسلام للفراغ العقلي والروتين اليومي وإدمان الكحول والمخدرات.

وفي مشاركته تحدث السيد سامي عكيلة عن واقع الشباب الفلسطيني الأليم في ظل الحصار والإغلاق والعدوان المتواصل، إضافة إلى شح الموارد وقلة الفرص المتاحة في التوظيف وتحقيق الطموح وبناء المستقبل المشرق، مبينا أن الشاب ليكون عنصر بناء في المجتمع لا بد من تلبية رغباته وتحقيق طموحاته بالقدر المستطاع، والتعامل معه كشريك في عملية البناء والتنمية وليس عنصرا للتهديد، والحرص على اكتشاف المواهب الكامنة فيه وتنميتها وغرس مجموعة من القيم لديه مثل الانتماء والعطاء.

وتخلل اليوم الدراسي استعراضا لمجموعة من القصص الحية لخريجين من الكلية الجامعية الذين صنعوا لأنفسهم مستقبلا مشرقا على الرغم من التحديات التي واجهوها، ومن ضمنهم السيدة سمر صبيح الأسيرة المحررة والتي تعمل في قسم شئون بالكلية الجامعية، والسيد خالد صافي الناشط الشبابي والمدون، والسيد ناجي الجعفراوي الداعية والمقرئ، والذين حفزوا الطلبة الحضور بالحديث عن كيفية التغلب على المستحيل وصناعة الأمل.

        وفي ختام اليوم الدراسي اتفق المشاركون على ضرورة رعاية الشباب من خلال المؤسسات المختلفة وأجهزة الاعلام، وتعزيز التنشئة الاجتماعية ودور الاسرة في التربية، وتشجيع الانشطة الترويحية والبرامج الهادفة لهم، وتفعيل دور المساجد والخطباء في توجيه الشباب ورعايتهم، والعمل على تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية والأسرة.

        ودعا الباحثون إلى تنمية احساس الشباب بمسؤولياتهم نحو المجتمع والعمل الإنتاجي، وتعزيز الديمقراطية والمناقشة والحوار وكذلك مفهوم المواطنة في المناهج الدراسية، واعداد دورات للمعلمين والمربين واطلاعهم بقضايا وهموم الشباب، وتطوير مناهج التربية من قبل الوزارات المعنية، وتعزيز المشاريع الصغيرة والتي من شأنها أن تساهم في توفير الدخل للشباب، ومواجهة والتحلل الأخلاقي والثقافات الهدامة للمجتمع.