خبر : طبيب غزى يعيد أمل الحياة لفتاة عشرينية باتت مهددة بالشلل الرباعي

الثلاثاء 18 مارس 2014 10:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما / باتت مهددة بالشلل الرباعي، حيث عدم التوازن و الصداع المستمر و الخذلان الذي يسرى في جميع أنحاء جسمها يوما بعد يوما دون سابق إنذار"

عام و نصف و سناء ابنة 19 ربيعا تعانى بصمت دون جدوى من علاجات تم تناولها خلال رحلتها مع المرض"

صورة الرنين مغناطيسي بينت وجود تضيق شديد في منطقة الحجرة الخلفية للجمجمة وأعلى العمود الفقري العنقي الأمر الذي أدى إلى خلل في الحركة الطبيعية للسائل الدماغي نشأ عنه تجويف مائي ضاغط بداخل الحبل الشوكي في منطقتي العنق والصدر، الأمر الذي سبب الأعراض المذكورة للمريضة وكان يشكل تهديد وشيك بشلل رباعي تام لها .

سناء تحدثت للمكتب الاعلامى الصحي بتفاؤل و أمل فى الحياة و قد بدا عليها التحسن في الحركة و التوازن :"كنت أخجل من الخروج من المنزل لاننى كنت أفقد التوازن أثناء المشي ،و لا أذهب لمدرستي،أما الآن و بعد اجرائى للعملية استعدت قواي الجسمانية و أصبحت أفضل من السابق بكثير و أتلقى جلسات علاج طبيعي الآن و اشعر بتحسن كبير"

شكرت سناء الطاقم الطبي الذي أجرى لها العملية و على رأسهم د.نضال أبو هدروس الذى كان لهم خير ناصح موضحا لهم خطورتها و مضاعفتها وبرغم ذلك أجراها بإنسانية و مهنية عالية"

فقد أجرى طاقم طبي في قسم جراحة الأعصاب برئاسة د.نضال أبو هدروس رئيس القسم عملية للمريضة بتوسيع الحجرة الخلفية من الجمجمة والفقرة العنقية الأولى وكذلك توسيع ورقع غشاء الدماغ "الأم الجافية" في هذه المنطقة .

و قال د.أبو هدروس بأن المريضة كانت تعاني من عدم اتزان شديد وصعوبة شديدة في الوقوف والمشي و ضعف شديد باليدين وذلك بشكل متزايد منذ حوالي العام .

د. أبو هدروس أكد على ضرورة إجراء العملية و مدى خطورتها، تزامنا مع إمكانية إجرائها بالقسم ، وقد سبق إجراء حالة مماثلة بالقسم من قبل ،منوها إلى أن هذه العمليات تعتبر من الجراحات النوعية والتي تحتاج لمهارات عالية لأن أي مضاعفات خلال الجراحة قد تتسبب بحدوث شلل رباعي وقد تشكل أيضا خطر شديد على الحياة .

ثقة عالية
و أوضح بأنه تم إجراء العملية بناء على رغبة المريضة و فضلت عدم التحويل للخارج للثقة العالية التي أولتها للطاقم الطبي الموجود رغم الإمكانيات البسيطة،مؤكدا على نجاح العملية و بتحسن كبير وصل إلى 80% و مع جلسات العلاج الطبيعي تستعيد المريضة عافيتها بالكامل.

يشار الى أن هذه العملية أجراها رئيس قسم الاعصاب د.نضال أبو هدروس و الطاقم المساعد له ضم د. عبد الرحمن نصار أخصائي جراحة الأعصاب بالأوروبي ، و من التخدير د.هاني سمور وشارك من فنيي العمليات كل من محمود رشيد وعبيدة فياض وأحمد جودة .

هذا وبدأت فكرة إنشاء مركز متخصص لجراحة المخ والأعصاب، في العام 2008م، ، بمنحة مقدمة من الهلال القطري، خاصة و أن قطاع غزة كان فى ذلك الوقت لا يزال بحاجة لمركز متخصص فى المخ و الأعصاب خاصة فى المنطقة الجنوبية ليكون مقره فى م.غزة الاوروبى.

والجدير ذكره بأنه تم افتتاح المركز في2012م بسعة 14 سرير في القسم؛ 8 أسرة للرجال و6 أسرة للحريم والأطفال، إضافة لغرفة عمليات تم تجهيزها بأجهزة متعددة أبرزها: ميكروسكوب جراحي، درل كهربائي وهوائي، وأجهزة تخدير وأشعة حديثة، وطاولة عمليات حديثة، وأجهزة طبية أخرى إلى جانب افتتاح غرفة عمليات متخصصة في جراحة المخ و الأعصاب في العام 2013.

و عقب د.أبو هدروس على ذلك قائلا :"منذ افتتاح المركز وغرفة العمليات، انخفض مستوى التحويلات إلى الخارج بنسبة وصلت إلى 50% في العام الأول مقارنة مع الذي سبقه من افتتاح المركز، ووصل الانخفاض في العام 2012 مقارنة بالعام 2011 إلى 20% زيادة على الانخفاض الأول.

ويجري المركز ست عمليات أسبوعياً بشكل اعتيادي مبرمج، ويصل المركز أسبوعيا من أربع إلى ست حالات طارئة ، بسبب الحوادث والأحداث الميدانية وغيرها.

ويوضح أبو هدروس أن المركز اكتسب ثقة كبيرة من المواطنين من خلال النجاحات التي قدمها المركز للمواطنين، غير أن بعض الحالات القليلة ما زالت ترفض العلاج في القطاع.،مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بعض الحالات التي نشعر أنها تحتاج للتحويل للخارج، يُصر ذويها البقاء والعلاج في المركز.