خبر : «السعودية والإخوان».. تاريخ معقد بدأ بالترحيب وانتهى بالحظر

السبت 08 مارس 2014 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
«السعودية والإخوان».. تاريخ معقد بدأ بالترحيب وانتهى بالحظر



فتح القرار الأخير للملكة العربية السعودية باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية صفحة جديدة في تاريخ العلاقة بين الجماعة والدولة، وهى العلاقة التي تعود جذورها إلى عام 1936.

وتمثل أول اتصال بين جماعة الإخوان والمملكة السعودية فى سفر مؤسس الإخوان، حسن البنا، للعمل مدرسا فى المعاهد السعودية لكن العلاقة بدأت فى عام 1936 عندما حج حسن البنا حجته الأولى بعد تأسيس الجماعة، بعد أن رفضت مصر الاعتراف بالدولة السعودية نتيجة لضغوط الاحتلال الإنجليزى وقتها، فلقى البنا ترحيبا رسميا واسعا، وسمح له بإلقاء كلمة فى المؤتمر السنوى الذى كان يقيمه الملك عبدالعزيز لكبار ضيوف الحج، كما رحبت به جريدة «أم القرى» السعودية الرسمية على صدر صفحاتها، معتبرة إياه من كبار حجاج هذا العام، مدونة فى عنوانها الرئيسى «حسن البنا.. على الرحب والسعة»

ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت زيارات مؤسس الإخوان حسن البنا ذات شكل خاص، فكان يلقى المواعظ والخطب ولقاء وفود الحج، وكان الملك عبدالعزيز يقيم له مآدب الغداء حتى إنه، وفقا لكتاب جمال البنا عن الدعوة، فى عام 1948 استشعرت السعودية مؤامرة دبرت لاغتيال البنا فى الحج فأنزلته ضيفا عليها وأحاطت مقره بحراسة شديدة.

واستمرت العلاقة طيبة بين الإخوان والسعودية بعد وفاة البنا فى فترة المرشد حسن الهضيبى الذى قام بزيارة للسعودية فى يونيو عام 1954 وحظى بتكريم كبير من الملك عبدالعزيز، لكن تلك العلاقة لم تستمر طويلا بسبب ثورة اليمن التى دعمها الإخوان وحاربتها السعودية، ولكن عادت علاقة الإخوان فى الصعود من جديد لتسجل حالا أفضل فى عهد حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك السعودية فى الفترة بين (1964 ــ 1975)، مستغلين العلاقات المتوترة بين السعودية ومصر خلال حكم الرئيس جمال عبدالناصر.

وحظى الإخوان باهتمام خاص فى فترة الستينيات بعد أن فتحت لهم السعودية أبوابها للتعلم والعمل فى أراضيها، واستمرت مراحل تطور العلاقات السعودية الإخوانية حتى إن الكثير من الروايات أكدت سعى الملك فيصل لإحداث تقارب بين الإخوان والسادات والعمل كوساطة بينهما بعد رحيل عبدالناصر وتحسن علاقات الملك مع السادات.

استمرت العلاقة السعودية الإخوانية متوسطة حتى توترت بشدة خلال حرب الخليج الثانية وموقفهم المتوافق مع أغلب مواقف الجماعات الإسلامية فى السعودية. وكانت أول زيارة للرئيس الإخوانى السابق محمد مرسى بعد توليه رئاسة مصر إلى السعودية، حيث قابل الملك عبدالله وقتها وتشاورا حول الكثير من النقاط لكن العلاقة لم تستمر طويلا وتوترت بعد فترة لتكون السعودية من أوائل الدول التى اعترفت بشرعية ثورة 30 يونيو 2013 التى أطاحت بالإخوان من الحكم.