غزة سمانظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في شمال غزة مساء اليوم، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقتها بحضور صف واسع من قيادة الجبهة الديمقراطية في قطاع غزة والعمل الوطني في محافظة شمال غزة واللجنة الشعبية وجمع غفير من الوجهاء والمثقفين والناشطين والأطر النسوية.
وافتتح الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالا لشهداء الثورة والشعب الفلسطيني.
وقدم د. أحمد ابراهيم حماد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في كلمة الجبهة التحية باسم اللجنة المركزية والمكتب السياسي، وباسم الأمين العام نايف حواتمه للحضور.
ووجه د. حماد تحية إكبار واعتزاز إلى أبناء شعبنا في المنافي والشتات، وبخاصة إلى الصامدين في مخيم اليرموك الباسل الذين صبروا على الجوع والقصف والحصار متمسكين بمخيمهم لأنه رمز لتشبثهم بحق العود، مؤكداً على أن مسيرة الجبهة حافلة بالمحطات النضالية المعمدة بالدم والشهداء.
وشدد على أن انطلاقة الجبهة تشكل خطاً ريادياً في العمل الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانت السباقة في الجمع بين العمل المسلح والسياسي بين سياسة السلاح وسلاح السياسة وفي الدفاع عن جماهير شعبنا في الوطن ومخيمات اللجوء والشتات.
ودعا د. حماد الرئيس محمود عباس لوضع حد للمفاوضات العقيمة قبل أن تتحول إلى مأساة، منوهاً الى أن اتفاق الإطار الذي يعكف على بلورته جون كيري يشكل مرجعية جديدة لحل الصراع بديلة عن مرجعية قرارات الشرعية الدولية مما يعني المزيد من الهبوط بالسقف التفاوضي الفلسطيني وإيجاد مدخل لتمديد المفاوضات إلى أمد غير محدد.
ودعا المتحدث الرسمي باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الى الوقف الفوري لهذه المفاوضات التي لن تثمر سوى الثمار الفاسدة لشعب فلسطين مقابل تلبية مطامع اسرائيل وأهدافه الكولونيالية الاستعمارية، كما دعا الى رفض اطار كيري لتمديد المفاوضات مؤكداً أنه كفى أكثر من عشرين عاماً من المماطلة الإسرائيلية وتضييع الفرص على شعبنا وقضيته الوطنية وآن الأوان لاعتماد استراتيجية نضالية وكفاحية بديلة تقوم على استنهاض عناصر القوة الفلسطينية وهي كثيرة، في مقدمها تفعيل واستنهاض وتطوير المقاومة الشعبية التي تشهد علاماتها واضحة في المبادرات الشعبية والفردية في مواجهة الاحتلال والاستيطان في طول الضفة الفلسطينية وعرضها، والتحرر من أسر الانفراد الاميركي بالعملية التفاوضية، والذهاب بديلاً من ذلك نحو تفعيل عضوية فلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة، والانتساب إلى الوكالات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة، ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي والنضال لأجل عملية تفاوضية جديدة تحت رعاية الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وتحت رعاية الامانة العامة للأمم المتحدة، وتحت سقف قراراتها ذات الصلة ومبادرتها بما في ذلك رفض الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة وضرورة احترام سيادة دولة فلسطين واستقلالها والانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران 67، بما في ذلك القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وقال حماد يكفى شعبنا انقساماً وعذابات، مشددا على ضرورة استعادة الوحدة، باعتبارها الطريق لفك الحصار عن قطاع غزة وإغلاق الطريق امام تنازلات المفاوض الفلسطيني، واعادة بناء الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية على أسس تم التوافق عليها في أكثر من محطة من محطات الحوار الوطني. لكن القيادة الرسمية هي التي انتهكتها وتجاوزتها لصالح الرضوخ لضغوط الجانب الاميركي وابتزازه.
وحث القيادي في الجبهة الديمقراطية الرئيس محمود عباس على حسم قراره بالتوجه فوراً إلى دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشروع قرار يجرم الاستيطان باعتباره انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي واتفاقات جنيف ويدعو الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للمعاقبة على جرائم الحرب
وأكد القيادى فى الجبهة الى اعتماد قرارات الشرعية الدولية مرجعية للمفاوضات، بما فيها قرار الأمم المتحدة في 29/11/2012 الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948.
واوضح د. حماد أن الاعتراف بإسرائيل وطناً قومياً للشعب اليهودي مغزى تصفويا لا يقتصر على شطب حق العودة للاجئين، ولا على حقوق إخوتنا فلسطينيي الداخل بتكريسهم مواطنين من الدرجة الثانية، بل في أنه يضفي مشروعية على الرواية الأيديولوجية الصهيونية التي تجعل منا نحن الغرباء الغزاة على أرض وطننا وهم أصحاب الأرض الشرعيين.
ودعا حماد إلى تشكيل أوسع تحالف فلسطيني وطني ضد مشروع إطار كيري، وضد المفاوضات الجارية، ولصالح الاستراتيجية الوطنية البديلة، استراتيجية الجمع بين المقاومة الشعبية الشاملة، وبين الهجوم السياسي والدبلوماسي على مستوى الأمم المتحدة لعزل اسرائيل، ونزع الشرعية عن الاحتلال واعادة تقديم قضية شعبنا باعتبارها قضية تحرر وطني لشعب يكافح ضد الاحتلال الكولونيالي الاستعماري الاستيطاني الاسرائيلي.
ودعا د. حماد إلى اسقاط الانقسام الفلسطيني كشرط ضروري من شروط استنهاض الحالة الفلسطينية في وجه الاحتلال والتفرد الاميركي.
وجدد الدعوة التى اطلقتها الجبهة الديمقراطية الداعية الى تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الرئيس أبو مازن، وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، ضمن فترة زمنية يتفق عليها في اجتماع عاجل تعقده الهيئة الوطنية العليا الفلسطينية، وعلى خلفية نتائج الانتخابات يعاد توحيد الحالة الفلسطينية.
من جهته، هنأ نبيل دياب القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في كلمة القوى الوطنية والإسلامية بمحافظة شمال غزة الجبهة الديمقراطية بانطلاقتها الـ45 مثمناً الدور الريادي والتاريخي للجبهة ودورها الوطني في صيانة المشروع الوطني. ودعا دياب إلى حركة وطنية عارمة والتفاف شعبي حول قضية الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي.


