خبر : غزة : احتفال للتاكيد على دور الراحل السراج الوطني والانساني والحقوقي

الأحد 16 فبراير 2014 08:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة : احتفال للتاكيد على دور الراحل السراج الوطني والانساني والحقوقي



غزة سماللتأكيد على الدور الذي لعبة الراحل السراج خلال مشوار حياته على الصعيد الوطني والدفاع عن حقوق الإنسان في المحافل المحلية والدولية

احتفلت كل من برنامج غزة للصحة النفسية والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وشبكة المنظمات الأهلية وعائلة السراج بتأبين رئيس ومؤسس ورائد "برنامج غزّة للصحة النفسية"، د. إياد السراج، الذي وافته المنية قبل حوالي شهرين، الذي يعد هذا الاحتفال نداء لكل العاملين في برنامج غزة من أجل إكمال المشوار على طريقه .

يأتي هذا الاحتفال رثاء لروح الدكتور الوطني إياد السراج الذي كان له إسهامات فعالة في قيادة الحملة الدولية لكسر الحصار عن غزة وكان فعالا في جهوده لإنهاء حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية وتحقيق المصالحة الفلسطينية، كما أنه جال كثيرا في ساحات المؤتمرات وشارك في العديد من الأبحاث العلمية وكتب الكثير من المقالات السياسية وحاز على جوائز دولية مهمة .

كما كان له دور فعال في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية والمحلية وشغل مناصب عدة شامخة وكان له دور في قمع الاحتلال في الانتفاضة الأولي حيث توفاه الله عن عمر يناهز السبعين عاما بعد صراع مع المرض ليدفن في ثرى غزة.

وحضر الحفل ممثلي عن المؤسسات والهيئات الأهلية والحقوقية والعديد من الإعلاميين وعدد كبير من الشخصيات الوطنية وقادة الفصائل ، والكتاب ووزراء الحكومة الفلسطينية ونواب من المجلس التشريعي، وممثلون عن القوي السياسية وعائلة السراج وعدد من أصدقاء الدكتور الراحل.

وافتتح الاحتفال بكلمات رثاء " حينما يكون الموت تتجلى رهبة الفقد وتصبح الثواني ثقيلة والذكريات وقعها مر وإن كانت حلوة فما بالكم لو كان الفقيد فارسا بحجم المدى رجلا كأبهى ما يكون الرجال مناضلا كما تشتهى الأرض إنسانا كما تتزين به المدن، ثم بعد ذلك آيات من القران الكريم والسلام الوطني الفلسطيني، كما تم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن حياة د. إياد ومراحل حياته وانجازاته.

وقال رئيس مجلس إدارة برنامج غزة للصحة النفسية د. محمد أبو شهلا أن وفاة السراج يعد نداء لكل العاملين في البرنامج من أجل إكمال المشوار على طريقه، مشيرا أن فلسطين خلال توديعها لهذا القائد فإنها تودع قامة من قاماتها العظام، ورجلاً شامخاً من رجالها الأوفياء ومناضلاً كبيراً، حيث تجلت حياته بالعطاء والتضحية من أجل قضية سامية كرس حياته من أجلها".

وأشاد أبو شهلا بمسيرة السراج وخطواته النضالية على مختلف الأصعدة، مؤكداً على سيرته العطرة النضالية، موضحا أن السراج هو من أنشأ مستشفى للخدمات النفسية في غزة وأول مأسسة لعمل الطب النفسي في غزة بإطلاق برنامج غزة للصحة النفسية ووضع الأسس لمفهوم حقوق الإنسان في فلسطين.

وأعلن أبو شهلا تأكيدا على هذه الحقيقية أن برنامج غزة للصحة النفسية الابن الأكبر لدكتور إياد والوارث للكثير من عطائه الفكري قد قرر إنشاء مبنى يحمل اسم والده بكلفة 600 ألف دولار عسى أن يكون هذا الصرح منارة تهدي إلي طريق النجاة تحت اسم وثقافة هذا الرجل العظيم.

وأكد أبو شهلا أن وفاة الدكتور العظيم لها أدلة عظيمة والدليل الأول أن الموت صمت وسكون ولكن وفاته ليست صمتا بل هي نداء صارخ إلى كل العاملين في الصحة النفسية وحقوق الإنسان تقول لهم جميعا الطريق من هنا وهكذا يعمل الرجال حتى أخر نفس وأخر نبض وعلى نفس القضية وبنفس الزخم و الإخلاص، مؤكدا أن الدليل الثاني الموت عدم وغياب ولكن وفاة د. إياد أكثر حضورا ووجودا من كثير من الأحياء الذين يفكرون إلا في مصالحهم ومصالح من يمثلوه.

واشار ابو شهلا إلي أن كل ما يتمتع به د. إياد من حسن معشر وأدب إلا انه كان صلبا كالصخر عندما يتعلق الأمر بالمبادئ مما أعطاه تلك القامة الكبيرة التي لم يستطع أي إطار سياسي او غير ذلك أن يحتويه ومما جعله هو في حد ذاته إطارا أكبر من كل الأطر الأخرى، الذي دفع ثمنا لذلك طردا من العمل والاغتراب عن الوطن وحتى السجن وإساءة المعاملة ولكنه ظل هو كما هو لم يتغير حتى باتجاه من ظلموه وأساءوا إليه.

وفي كلمة "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ، أكدت مديرة الهلال الأحمر الفلسطيني د. منى الفرا أن هذا اليوم وبكل تقدير وحزن عميق نتذكر علما من إعلام المجتمع الفلسطيني عمل بإخلاص وله الكثير من الإسهامات والانجازات في مسيرة العمل الأهلي الفلسطيني من خلال تأسيسه لبرنامج غزة للصحة النفسية والذي انتقل بالصحة النفسية في فلسطين نقله نوعية وساهم في تخفيض الوصمة بالنسبة للمريض النفسي.

وأضافت الفرا أن السراج كان رائدا في ربط الطب النفسي بالوضع السياسي وتجلى ذلك في تطبيقاته على الأسرى والمعتقلين السياسيين وضحايا الصدمة والاحتلال إلي جانب إسهاماته في مجال حقوق الإنسان وربطها بالصحة النفسية.

وأوضحت الفرا أن السراج كان مبادرا وناشطا مميزا على كل المستويات لخدمة الوطن والمجتمع كان منها السياسة والبيئة والتعليم والثقافة ومنها الحملة الدولية الفلسطينية لفك الحصار والتي بدأت بتسليط الضوء على حصار غزة الجائر وتتوجب بقدوم أول سفن فك الحصار إلي غزة، وما تبعها من قوافل بحرية وبرية ومعها كانت رسائل التضامن مع قضيتنا الوطنية العادلة تنطلق إلي جميع أنحاء العالم.

وقالت الفرا أن السراج كان يتطلع لبناء دولة ديمقراطية حديثة، يتم فيها احترام الإنسان الفلسطيني وحقوقه".

وبدوره أكد مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الدكتور راجي الصوراني أن د. إياد كان نهما للعلم والتعلم والمعرفة وكان قارئا شرها ومن طراز فريد لم يغادر الكتاب يوما يده واستغل كل فرصة للاطلاع وزيادة المعرفة كما أتقن استخدام الكمبيوتر لزيادة علمه واطلاعه ولزيادة علاقاته وإيصال صوته وكلمته إلي ابعد مدى وأوسع جمهور والتواصل الفعال.

وأوضح الصوراني أنه اختلف مع الدكتور إياد كثيرا حول العديد من القضايا وتجادلنا وتحاورنا واحتدم النقاش بيننا عشرات المرات أكثر من 25عاما واحترمته أكثر وإعجابي به كان يزداد حيث أدركت كم هو جميل وصحي هذا الاختلاف مع هذا المستوى من العقول الواعية المجربة والمثقفة والمجردة عن المصالح الشخصية او الحزبية الضيقة.

وأضاف الصوراني أن بيت د. إياد كان مفتوحا دائما للأصدقاء والأحباب والقوى السياسية الفلسطينية بكافة أطيافها وألوانها ولوفود التضامن الدولية والوفود السياسية والنقابية الدولية لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني المحلية والدولية والأممية، ليس للزيارة الشخصية والخاصة فحسب وإنما كخليه نحل للاجتماعات واللقاءات والنقاش وللمجتمع المدني الذي كان له قائدا وزعيما غير متوجا له منذ رحيل د. حيدر عبد الشافي.

وقال الصوراني أن د. إياد أعطى من وقته وجهده وحياته الكثير للمجتمع والوطن والقضية بهدوء وصمت ودون أدني تظاهر وأنكر ذاته بنبل الفارس دائما وقدم ورفع زملاءه حتى في أحرج مراحل حياة وهو يعد أخر أيام حياته لم يشكوا آلمه وقضى وهو يحرض على إنهاء الانقسام والحصار ويحلم بالغد وأجمل الأيام الذي لم يأتي بعد.

وقال مفوض عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د. ممدوح العكر انه في حضرة غياب د. السراج نستحضر دربا سار عليه جيل بأكمله وجسد دور المثقف الملتزم وسخر الطاقات لخدمة الشعب والقضية الوطنية مشيرا إلى ان د. السراج لم يكتف بلعن الظلام في اتفاق أوسلو بل اضار شمعة تحولت إلى منبر من أهم منابر حماية حقوق الإنسان ليس فيما يتعلق بجرائم الاحتلال وإنما جراء العنف الداخلي من خلال الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.

وأوضح العكر أن د.إياد كان يمتلك قناعة تصل إلى حد البعد الإيماني بالوحدة الوطنية كان وحدويا حتى النخاع نفس النخاع الذي انقض عليه المرض حيث كان د. إياد يؤمن أن دروس التاريخ تعلمها أن شرط الوحدة الوطنية هو أحد أهم شروط انتصار حركات التحرر الوطني.

وأضاف العكر أن د.إياد كان يكرر ويكرر أن الانقسام البغيض يقسم ظهر الشعب الفلسطيني كما أن بصيرته جعلته يدرك خطورة استمرار الانقسام الذي فرق أبناء الشعب الفلسطيني.

وأوضح العكر أن د. إياد امتلك الشجاعة من نوع أخر تجلت في كيفية تعامله مع المرض وكأنه جبهة أخرى من الجبهات العديدة التي خاضها.

وفي كلمة باسم عائلة السراج قدمها الداعية الدكتور حازم السراج قائلا أن ابننا د.إياد ترعرع وسط هذا الشعب المناضل وشاء أن يكون في أحضان التاريخ المشرف وكان جل همه أن يزول الاحتلال ويزول الحصار وان تعود اللحمة بين أقطاب الوطن المتقاسم وتحقيق المصالحة الوطنية.

وأوضح السراج أن الناس رجلان رجل يولد بعد مماته و رجل يموت قبل أن يولد وولادة الدكتور إياد الثانية شاهد على حضوركم الكريم لهذا الحفل المميز، مشيرا إلي أن د. إياد القائد المتواضع خدم ولم يستخدم أعطى ولم يأخذ عاش ولم يعش الي أن ارتقى إلي ربه، الذي عاش من أجل قضية ومات من أجل قضية.

وشكر السراج كل من قام وساهم لإقامة هذا الحفل الكريم كل من برنامج غزة للصحة ا لنفسية والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وشبكة المنظمات الأهلية.

واختتم الحفل برثاء وكلمة اعتزاز من الدكتور سمير زقوت ألقاها بنيابة عنه ابنه قائلا أن شهر ديسمبر يزحف متثاقلا وكأنه يرفض المغادرة تهيبا من حزن قادم حتى جاءت الجمعة الثالثة منه هائلة بأوجاعها لتخبرنا بخبر حزين الدكتور إياد السراج اختطفه المنون ، كنت أمني النفس بشفائه وقد غرني الأمل.