في تشرين الثاني 2008 قدم منسق اعمال الحكومة في المناطق اليوم، ورئيس الادارة المدنية آنذاك، يوآف (بولي) مردخاي، "مرسوم ترتيب الأولويات" لهدم البناء غير المرخص في منطقة يهودا والسامرة. وكان الهدف رفض الاستئناف لاجل البناء غير المرخص في البؤرتين الاستيطانيتين هيوفيل وحورشاه.
في الوثيقة التي عرضها مردخاي وضع في المكان الاول هدم هو تنفيذ لاوامر قضائية. وفي المكان الثاني – بناء جديد، وفي الثالث بناء على ارض خاصة. وفي 2011 في رد على استئناف آخر جيء بسياسة جديدة وهي أن يهدم ما يوجد على ارض خاصة ويتم تنظيم ما يوجد على اراضي الدولة. لكن حينما رفعت استئنافات طلبت هدم مبان على ارض خاصة، غيرت الدولة سياستها مرة اخرى، فصارت أن يهدم ما يوجد على ارض خاصة ورفع استئناف في شأنه ولا يهدم ما عدا ذلك. أي أنه كي تتفضل الدولة بهدم بيت بني بلا رخصة يجب أن يستأنف صاحب الارض الفلسطيني الى المحكمة العليا.
وأصبح للدولة الآن سياسة رابعة. إن المستشار القانوني للحكومة، يهودا فينشتاين، يفخر برسالة استصدرها من وزير الدفاع موشيه يعلون يهدم بحسبها كل مبنى جديد (قبل السكن فقط). ويمكن أن نفرض مرة اخرى أنه لن يحدث شيء من كل ذلك، والسؤال الوحيد هو هل يخدع فينشتاين ويعلون أنفسهما أم يخدعاننا؟.
بيّنت جولة في المناطق في يوم الاحد وجود بناء غير مرخص واسع. فلا يوجد من معسيه إيل في الجنوب الى ايتمار في الشمال مكان لا يبنون فيه – في حفات يئير ونوفيه نحاميا ورحليم وتقوع وجفعات هآفوت. ومراقبو الادارة المدنية يأتون ويصدرون اوامر هدم ويلتقطون صورا. والتهديد بالهدم فكاهة وهذا فهمه المستوطنون منذ زمن.
هذا ما كان مثلا في عوفره. ففي 2008 استأنف اصحاب ارض خاصة ومنظمة "يوجد حكم" لهدم تسعة بيوت بنيت على الارض بلا رخصة. وردت الدولة بأن البيوت لن تهدم، لكنه سيتم الحرص منذ الآن فصاعدا على تنفيذ قوانين التخطيط في عوفره، وطوبى لمن يصدق ذلك.
منذ ذلك الحين بدأت شركة "أمانه"، وهي الذراع الاستيطانية لغوش ايمونيم بادارة زئيف حفير، بدأت بناء حي جديد فيه عشرات الوحدات السكنية، وبدل أن تهدم الدولة وعدت حفير بأن تمنحه رخص بناء.
لا ينبغي أن يتوقع في واقع الامر شيء من الادارة المدنية لأنه حينما يتجول حفير، وهو من اكبر مخالفي البناء في المناطق، حرا في أروقتها ويأتي بهدايا وداع الى رؤساء الادارة الذين يتركون اعمالهم، تنتقل الرسالة الى المراقبين في أسفل. فتخيلوا زئيف روزنشتاين يدعى الى حفل رفع كؤوس في مكاتب العلاقات العامة.
إن المستوى السياسي ايضا أسير المستوطنين. فقد حصل يعلون على دعم واسع منهم وهو لا يستطيع أن يخرج في عملية هدم كبيرة. وقد حصل على البرهنة على ذلك في الاسبوع الماضي فقط حينما هدم افراد الادارة بيت مُركز لجنة مستوطني السامرة ساغي كرايزلر بالقرب من كيدا. فقد سارع مقاولو الاصوات في الضفة الى اعلان اسقاط دعم يعلون الذي استقبلهم للقاء في مكتبه ردا على ذلك. إن عند كرايزلر دعاوى حق عن هدم بيته لأنه توجد بيوت اخرى أعلى منزلة في ترتيب الاولويات لكن هذه الحالة تصور الشرك لأنه اذا كان هذا هو الرد على هدم بيت واحد فتخيلوا كيف يكون الرد على هدم عشرات ومئات بيوت المستوطنين.
في هذا الواقع يكون البديل عن الهدم البدء باجراءات جنائية كما يحدث عند مخالفي البناء في اسرائيل. واصبحت الكرة في هذا المجال موجودة عند يهودا فينشتاين، فهو يرسل منذ سنة ونصف رسائل متأثرة في هذا الشأن لكن جهاز تطبيق القانون بعيد عن العمل.
يفضل المستشار بدل أن يأمر الشرطة بالتحقيق مع حفير وأمانه وضبط وثائق واغلاق مشروع البناء غير القانوني هذا، يفضل أن ينظم جلسات تنسيق بين وزيرة القضاء ووزير الدفاع وقادة الشرطة. فقد تبين له كالجميع أن ارسال الرسائل أفضل من مواجهة اشخاص ساسة ذوي قوة كبيرة.


