خبر : وما زالوا يتهمون بالتحريض \ بقلم: نيفا لنير \ هآرتس

الأحد 09 فبراير 2014 03:41 م / بتوقيت القدس +2GMT



          هل اعتقدتم أن الحملة الدعائية على وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد هدأت؟ افتحوا القنوات والشبكات وشاهدوا واستمعوا. فالمد يهدد باغراق هذا الرجل "الهاذي" و"الموسوس والمسيحاني". حينما هاجم وزير الدفاع موشيه يعلون كيري تذكرت حملة "اليهودي الصغير" كما كان ناس غوش ايمونيم يسمون هنري كيسنجر. لكن الحملة آنذاك في 1974 – 1975 كانت حملة من معارضة حكومة رابين، وكيسنجر. ويقود الحملة اليوم اعضاء حكومة كبار، ولا يتورع رئيس الوزراء عنها، ويتابعهم كثيرون ويقودهم كالعادة مجلس "يشع" ولا تنبعث من هذه الحملة رائحة نتنة فقط بل تحول اموال دافع الضرائب الى مجلس "يشع" ومنه الى حملة لافتات شوارع وافلام قصيرة تطرح في الشبكات. وهكذا تكون الحال حينما تكون جائزة نوبل بعيدة عن جون كيري كبعد سمك السلمون النرويجي عن سمك البلطي في بحيرة طبرية. ففي هذا الوقت سنبذل اقصى ما نستطيع كي نهشم صورة كيري والباعث عنده.

          تحذير: إن عددا من الاقتباسات قراءتها قاسية. ولنبدأ بالفكاهة - ففي فيلم قصير عنوانه "جون كيري في الطرق" أنتجته شركة "رود تيكا" لمجلس "يشع". إن كيري – ممثل ألصق شعره كما يبدو مصفف شعر نتنياهو – يقترح بناء حائط غربي بديل في مركز البلاد وعدسات تصوير (سلفي؟) على الجدار في غور الاردن وقبة حديدية تحمي كانيون عزرائيلي.

          ويجند مجلس "يشع" لحملة لافتات الشوارع الدعائية مناحيم بيغن واسحق رابين واريئيل شارون وآبا ايبان والحاخام مئير كهانا، وكلهم مؤيد لارضنا ويعارضها واحد هو جون كيري. فرابين يعد بحدود امنية في الغور. وشارون لن يقسم القدس. وبيغن يلتزم ألا تكون اسرائيل قطعة نقد تنقل الى تاجر. وايبان يتذكر اوشفيتس، ويقول الحاخام كهانا إنه اذا "حدث صراع بين الديمقراطية والدولة اليهودية فلتذهب الديمقراطية الى الجحيم". وماذا عن كيري؟ ليس عند كيري في اللافتات ما يقوله وصمته هو اعترافه. في الاسبوع الماضي كتب رئيس جلسة مجلس "يشع" عدي مينتس مدونة في صفحته في الفيس بوك قال فيها: "كنت اعتقد الى الآن أن كيري هاذ وموسوس ومسيحاني. وادركت هذا المساء (مؤتمر ميونيخ – نيفا لنير) أنه تحركه بواعث معاداة السامية: لأن قول كيري إضرب اليهود في جيوبهم قول معاد للسامية".

          لو أن مذيعا في محطة مذياع رسمية في نيويورك مثلا هاجم نتنياهو كما يهاجم المحامي يورام شبيتل كيري بلا توقف، فماذا كان سيكون؟ اليكم ما قاله شبيتل: "إن هذا المتطرف المعادي للسامية يهددنا بانتفاضة ثالثة اذا لم ننتحر بارادتنا الخيرة الحرة، باتفاق يصبح اساسا للقضاء الكامل على اسرائيل"، وقد أثار الشوق الى ضبط النفس عند نواب الوزراء اوفير ايكونيس ("كنا هنا قبل جون كيري وسنكون هنا بعده ايضا")، وداني دنون ("لن نجري تفاوضا مع مسدس ملصق باصداغنا")، وقول الوزير يوفال شتاينيتس ("كلام كيري مضر وغير عادل ولا يحتمل")، ورأي الوزير جلعاد أردان ("كيري ليس وسيطا نزيها وموضوعيا"). وكذلك كان الوزراء نفتالي بينيت ويئير شمير واوري اريئيل في قائمة المهاجمين وجها لوجه، وكانت كذلك بالطبع نائبة الوزير تسيبي حوطوبلي. لكن صفقوا لعضو الكنيست اييلت شكيد التي كتبت الى وزير الخارجية: "لا استطيع أن أحد نفسي بحدود اسلوب السلامة السياسية... أنت لا تتصرف بنفاق متطرف فقط بل تشغل نفسك بمحاولات ورهانات وتعرض حياتي وحياة أبنائي للخطر".

          وهم يتحدثون عن التحريض.