غزة / سما / نظمت هيئة التوجيه السياسي والمعنوي بوزارة الداخلية والأمن الوطني ، صباح الخميس ، وقفة تضامنية في ساحة الجندي المجهول وسط غزة مع اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق لأكثر من مائتي يوم على التوالي.
وشارك في الوقفة حشد من قادة وضباط الأجهزة الأمنية والإدارات المركزية بوزارة الداخلية وعدد من الشخصيات الاعتبارية ونواب التشريعي تقدمهم مقرر شئون اللاجئين في المجلس النائب د. عاطف عدوان ورئيس التوجيه السياسي العميد محمود عزام.
واستنكرت وزارة الداخلية الحصار الظالم المفروض على مخيم اليرموك، وعدتَّه "جريمةً ضد الإنسانية".
الموت جوعاً
وتقدم أجهزة "الشرطة والأمن الوطني والأمن الداخلي والأمن والحماية والشئون العسكرية والخدمات الطبية والدفاع المدني والتدخل وحفظ النظام" الوقفة التضامنية.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات تضامنية مع اللاجئين المحاصرين في مخيم اليرموك شملت "الموت في اليرموك صوته أعلى من الحرب .. الموت في اليرموك أصعب أشكال الموت لأنه موت الجوع وأنقذوا مخيم اليرموك".
وتساءل قادة ومنتسبو الأجهزة الأمنية المشاركون في الوقفة "أين الضمير الإنساني من كارثة مخيم اليرموك"، مطالبين بإنقاذ المخيم وتحييده من الصراع الداخلي السوري.
وجدد النائب عدوان التأكيد على عدم تدخل أي فلسطيني في الأحداث الداخلية السورية، مطالباً بضرورة تحييد اللاجئين الفلسطينيين من الصراع الدائر هناك.
وقال عدوان : "شعبنا يعيش مأساة وملحمة تتلوها ملحمة وتشريد يتلوه تشريد ومذبحة تتلوها مذبحة وحصار يتلوه حصار".
وعدَّ مقرر شئون اللاجئين في المجلس التشريعي ما يجري حالياً في مخيم اليرموك "جزء من مخطط كبير يستهدف القضية الفلسطينية وأبناء شعبنا".
وأضاف "شعب غزة يعيش في حصار يفرضه الأخ الشقيق قبل العدو بل ويلتقيان معا في حصارنا وفي اليرموك يقتل أبناء شعبنا جوعاً وحصاراً وعطشاً".
أين الإنسانية؟
واستغرب النائب عدوان أن يموت أحد جوعاً في هذا العصر الذي يشهد تقدماً تكنولوجياً كبيراً، مستطرداً "لا يتخيل أي عقل أن يموت أحد جوعاً في ظل الواقع المعاصر الذي تحياه الإنسانية".
وتساءل قائلاً: "أين الإنسانية والرحمة والأخوة (..) هل هكذا يفعل العربي بالعربي والمسلم بأخيه المسلم؟"، مؤكداً أن ما يتعرض له أهالي مخيم اليرموك يتعرض له أهل غزة "ألماً وحزناً".
وأشار إلى أن الوجود الفلسطيني في الشتات ومخيمات اللجوء هو "وجود مؤقت"، مشدداً على أن شعبنا وقواه لم يتدخلوا على طول المخيمات في سوريا في الحرب المجنونة الشرسة هناك، حسب وصفه.
وفي ختام حديثه، توجه النائب عدوان لأبناء شعبنا في الشتات بأن يتوحدوا في مواجهة ما يصيبهم بإرادة صلبة تتكأ على وعد الله بالنصر.
تحمل مسئولياتها
بدوره، طالب العميد عزام كافة المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية بتحمل مسئولياتها الأخلاقية والعمل الجاد لفك الحصار عن مخيم اليرموك وتأمين ممرات آمنة لنقل المساعدات للمحاصرين داخل المخيم.
ودعا رئيس هيئة التوجيه السياسي بوزارة الداخلية إلى ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية معادلة الصراع الدائر بين الأطراف المختلفة في سوريا.
وناشد بسرعة التحرك لرفع المعاناة عن أهالي "اليرموك" من خلال الضغط على الأطراف ذات الصلة وتسهيل حركة المرضى والشيوخ والنساء والأطفال.
وقال العميد عزام إن الحكومة في غزة لن تألوا جهداً لحل مشكلة اليرموك عبر التواصل مع كافة الجهات ذات العلاقة".
وتساءل : "أين المنادون بالقومية والوطنية وحقوق الإنسان وهم يرون المآسي لأطفال وشيوخ ونساء اليرموك يموتون جوعاً في ظل حصار تجاوز 200 يوم".


