دمشق / سما / أنقذوا المدنيين في مخيم اليرموك! امرأة تحمل ابنها بيد وبالأخرى تقبض على رغيف خبز، أما عيونها فشاخصة باتجاه الدور مرة، و على علبة حليب في المرة الثانية، أما صوت الطفل الذي يبكي الجوع فلا شيء يسكته سوى رغيف خبز نسي شكله.
وقالت"أنباء موسكو" المشهد الأقوى كان صوت طفل ينادي أمه التي تركته ريثما تستلم السلة الغذائية المخصصة وتعود لإطعامه، يتمتم بالبكاء، والجوع ظاهرٌ على كل تفاصيله، يقطع المشهد صراخاً بين الحين والآخر، "افسحوا الطريق" وإذا بحالة إنسانية مستلقية على حمالة المسعفين، فإما أن تنجو وتصل المشفى أو أن تفارق الحياة عند بوابة المخيم، فالجفاف والجوع لم يعد يفرق كبيراً عن صغير ولا رجلاً عن امرأة.
"نشرب الماء مع البهارات، ونأكل نبتة تدعى ( رِجْلِ العصفور )" هذا ما قاله سكان المخيم ، لا حليب أطفال ولا دواء أما عندما سألناهم عن المؤن التي كانت مخزنة في المخيم فكان الجواب " أول شيء فعله المسلحون لدى دخولهم المخيم سرقوا المستودعات والمحال التجارية ونقلوها إلى المناطق المجاورة، وبدأوا يبيعونا إياها بمئات أضعاف أسعارها، " ليعقب أحد كبار السن "يسرقون رغيفك ويستغلونك به" .
بطبيعة الحال لم يعد لديهم أموالا ليشتروا المواد والأقسى من هذا أن ثمن كيلو الأرز كما أكد الجميع من السكان المدنيين وصل إلى 15 ألف ليرة سورية أما المجموعات المسلحة كما قال أحد الشبان فهم يتقاضون رواتبهم، ويملكون ما سرقوه منا.
رغم ما أقدم عليه أحد القناصين في الداخل أثناء البدء بالدفعة الأولى من التوزيع، بإطلاقه النار بالتجاه المكان المخصص لتجمع المدنيين المتجمهرين لاستلام معوناتهم واندلاع اشتباك إلا أن الهيئات الإغاثية المتعاونة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، استمرت بالتوزيع بمعدل وسط 1000 صندوق يوميا.
الكميات لن تكون كافية حسب الإحصائيات الأخيرة فأكثر من 7300 عائلة داخل المخيم أي ما يقدر بحوالي 63 ألف نسمة بين فلسطينيين وسوريين، منهم حوالي 23 ألف فلسطيني، يقبعون داخل المخيم، أما الحالات المرضية المتأثرة بالجوع والجفاف وانعدام أدوية الامراض المزمنة، فتقدر بحوالي 2000 حالة تستدعي الإخراج من المخيم.
أما الحصار فحسب المسؤولين الفلسطينيين جاء نتيجة دخول مجموعات من جبهة النصرة و"الجيش الحر" ومجموعات متطرفة أخرى إلى المخيم، ما استدعى الجيش السوري لاغلاق المخيم كي لا يتسللوا إلى العاصمة دمشق، خاصة أن المجموعات المسلحة في المخيم، دخلت المخيم برؤية منها أن مخيم اليرموك هو بوابة دمشق الجنوبية.
المشهد كان متكاملاً في المخيم، جوع وبنادق وحصار، أما مسلحي "الحر" و"النصرة " وباقي المجموعات، تحاول أن تسرق ما يستلمه المدنيون من إعانات، وكان الجواب على سؤال للمدنيين عن سبب بقائهم في المخيم : "لم يكن لنا مأوى في الخارج إلى أن علقنا داخل المخيم بسبب الحصار الذي فرضه إفشال المحاولات السلمية لحل أزمة اليرموك وإخراج المسلحين من المخيم".


