القدس المحتلة / سما / ذكرت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم ان الاسابيع الاخيرة شهدت مواجهات بين قادة بعض المستوطنين في الضفة الغربية، وبين المجلس الاقليمي للمستوطنات حول كيفية مواجهة المفاوضات الدائرة بين الحكومة الاسرائيلية والفلسطينيين، الامر الذي يهدد الجسم الاستيطاني الجامع بين المستوطنين للمرة الاولى بالتفكك.
واشارت الصحيفة إلى ان الخلاف ليس وليد هذه الايام، لكنه بدأ منذ قيام حكومة شارون بالانسحاب الاحادي الجانب من مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة، حيث تم تبادل الاتهامات آنذاك بأنه تم الخضوع للحكومة ووزارة الجيش والتعاون معهما في هدم مستوطنات غوش قطيف.
واضافت الصحيفة ان قادة المستوطنين حرصوا على إبقاء النيران تشتعل تحت الرماد، الا ان السنوات الاخيرة شهدت اشتعالا لهذه النيران على خلفية الكيفية التي ستتم فيها مواجهة إخلاء البؤرة الاستيطانية في ميغرون وحي الاولبانا في مستوطنة بيت ايل ومواضيع اخرى، الى ان وصل الخلاف الى درجة الغليان في الاسابيع الاخيرة مع بدء الحديث عن خطة كيري وإخلاء منطقة الاغوار من المستوطنات.
وعبّر العديد من قادة المستوطنين البارزين عن غضبهم لعدم التنسيق معهم بهذا الخصوص وانهم لم يكونوا شركاء باتخاذ القرارات، وتزعّم هذا الاتجاه رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة "جرشون مسيكا" ورئيس مجلس مستوطنات غوش عتصيون "دويدي برل"، واستمرت كرة الثلج بالتدحرج والنمو بعد ان اعلن الرئيس السابق لمجلس المستوطنات "داني ديان" الذي يشغل حالياً منصباً هاماً في المجلس الاقليمي للمستوطنات، عن مطالبته زعيم حزب البيت اليهودي "نفتالي بينت" بالاعتذار لرئيس الحكومة بسبب هجومه عليه، مما دفع بكل من مسيكا وبرل ورئيس مجلس المستوطنات في جبل الخليل الى إصدار بيان يعلنوا رفضهم لمطالبة ديان بالاعتذار.
وعقد مؤخراً اجتماع بين مسيكا وبرل وغيرهم من قادة المستوطنين المؤيدين لهم من اجل بلورة موقف موحد تجاة المجلس الاقليمي للمستوطنات، حيث طالب جزء منهم بحل المجلس وإعادة تشكيله من جديد، واتهم الحضور المجلس بأنه لا يقوم بدوره بشكل كاف ومهني، في حين رد قادة المجلس الاقليمي ان الموضوع سيتم بحثه قريبا للوصول الى اتفاق بين الجميع.
