رام الله /سما / يصادف في الرابع من شهر شباط/ فبراير من كل عام، اليوم العالمي للسرطان، حيث تنضم وزارة الصحة الفلسطينية إلى الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان ومنظمة الصحة العالمية، من أجل الترويج لسُبل التخفيف من العبء الناجم عن مرض السرطان، إذ تتركز الجهود على أهمية سبل الوقاية من السرطان، والكشف المبكر عن السرطان، وتحسين نوعية حياة المصابين به.
ويتم التركيز في هذا العام على الهدف الخامس من الإعلان العالمي للسرطان وهو تقليل وصمة العار وتبديد الخرافات حول السرطان، ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "فضح الأساطير".
حيث يعتبر اليوم العالمي للسرطان فرصة لتحسين المعرفة العامة حول السرطان ورفض المفاهيم الخاطئة عن هذا المرض.
ويعتبر مرض السرطان من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، كما يعتبر من أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة أي نحو 13% من مجموع الوفيات في عام 2008، ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن يناهز 13.1 مليون وفاة في العام 2030 حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وتحدث معظم إصابات ووفيات السرطان بسبب عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية هي ارتفاع معدل كتلة الجسم، وعدم تناول الفواكه والخضروات بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، والتدخين بكل أشكاله، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
وتبذل وزارة الصحة الفلسطينية جهودا كبيرة لتطوير خدماتها في هذا المجال وتوفير العلاج للمرضى، وتصرف عشرات ملايين الدولارات من ميزانيتها على علاج مرضى السرطان.
كما قامت وزارة الصحة الفلسطينية وبالتعاون مع كافة الشركاء من مقدمي الخدمات الصحية بإنجاز الإستراتيجية الوطنية للوقاية ومكافحة السرطان، والتي تسعى إلى الحد من الإصابة بالسرطان بين المواطنين الفلسطينيين من خلال الإجراءات الوقائية، وبرامج الكشف المبكر، وتوفير الرعاية المناسبة للمرضى، وقد تم الشروع بمسح خاص لسرطان الثدي تنفذه الوزارة مجانا على المستوى الوطني.
كما قامت وزارة الصحة بوضع بروتوكول علاجي للأورام، أعتمد من قبل لجنة الأورام، التي تضم ممثلين عن المؤسسات ذات العلاقة.
وبمناسبة اليوم العالمي للسرطان أصدر مركز المعلومات الصحية الفلسطيني في وزارة الصحة، حيث السجل الوطني للسرطان في فلسطين، بيانا حول أهم معطيات مرض السرطان في فلسطين.
وأشار الدكتور جواد البيطار مدير مركز المعلومات الصحية في بيانه إلى أن السرطان من أخطر الأمراض التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني، ففي العامين 2011 و 2012 حل السرطان في فلسطين في المرتبة الثانية كمسبب ثاني للوفيات بين الفلسطينيين بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، بعد أن ظل السرطان ولسنوات طويلة المسبب الثالث للوفيات بين الفلسطينيين.
وسجلت حالات السرطان الجديدة المبلغ عنها في العام 2012 زيادة قدرها 20% عن عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها في العام 2011.
وشهدت الأعوام الأخيرة إرتفاعات متتالية في نسب وفيات الفلسطينين نتيجة السرطان، ففي 2012 وصلت إلى ما نسبته 13.7% من مجموع الوفيات، بعد أن كانت في العام 2011 (12.4%)، وكانت تبلغ في العام 2010 (%10.8).
ويأتي سرطان الرئة في مقدمة السرطانات المؤدية للوفاة بين الفلسطينيين وبنسبة بلغت 16.3% من مجموع الوفيات المسجلة بسبب السرطان، تلاه سرطان القولون بنسبة 13.7%، ثم ثالثا سرطان الثدي بنسبة 10%، ورابعا سرطان الدماغ.
أما عند الذكور المتوفين بسبب السرطان فكان سرطان الرئة هو المسبب الأول للوفاة
بالسرطان، يليه سرطان القولون.
وعند الإناث جاء سرطان الثدي في المرتبة الأولى بين السرطانات المؤدية للوفاة عند الإناث في فلسطين، تلاه سرطان القولون.
وقال د. البيطار: إن بيانات السجل الوطني للسرطان في فلسطين، وهو أحد اقسام مركز المعلومات الصحية الفلسطيني في وزارة الصحة أشارت إلى أن السرطانات الأربعة: الثدي، والرئة، والقولون، والدماغ شكلت حوالي 50% من حالات السرطان التي أدت لوفاة الفلسطينيين في العام 2012.
ويصيب السرطان كلا الجنسين في فلسطين، وقد توزعت حالات السرطان الجديدة المبلغ عنها في العام 2012 حسب الجنس بواقع 49.9% من الإناث و50.1% من الذكور، أما الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان فتوزعت بواقع 45.8% من الإناث و54.2% من الذكور.
وتجدر الإشارة إلى أن 55.3% من الحالات الجديدة المسجلة في العام 2012 كانت في الفئة العمرية من 15 سنة وحتى 64 سنة، وهي سنوات الشباب والإنتاج لدى الإنسان الفلسطيني.
وتأتي حالات السرطان في مقدمة الأمراض التي تقوم وزارة الصحة بشراء الخدمة العلاجية لها من خارج مرافقها، ففي العام 2013 تم إعطاء أكثر من 11 ألف تحويلة لمرضى السرطان الفلسطينيين من محافظات الوطن الجنوبية والشمالية للعلاج والمتابعة خارج مرافق وزارة الصحة، وهو ما تزيد نسبته عن 18% من التحويلات للعلاج خارج مرافق وزارة الصحة، وبتكلفة مبدئية زادت عن 156 مليون شيكل أي حوالي 45 مليون دولار، وهو ما يقارب ثلث تكلفة تحويلات وزارة الصحة.
علما بأن فاتورة تحويلات مرضى السرطان في إزياد مستمر فلقد كانت في العام 2011 حوالي 30 مليون دولار، وفي العام 2012 بلغت حوالي 42 مليون دولار.


