غزة / سما / على شرف الذكرى السنوية السادسة لرحيل الدكتور جورج حبش، ووفاء للطبقة الفلسطينية الكادحة، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منظمة غزة الغربية حفل تكريم لعمال النظافة، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة وشخصيات وطنية واعتبارية والأهالي والعمال.
وافتتح الرفيق زكريا أبو عبيد الحفل مرحباً بالحضور، مستعرضاً سيرة المؤسس الدكتور جورج حبش ومواقفه الوطنية التي أكدت على ضرورة الوفاء للطبقة الكادحة من العمال والفلاحين والفقراء باعتبارهم أعمدة النضال الفلسطيني، ومن ثم دعا الرفيق أبو عبيد الحضور للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني.
وألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة ومسئول المنظمة الرفيق سمير بكر كلمة الجبهة أكد فيها أن هدف تكريم اليوم كوكبة من عمالنا البواسل وفاءً لجهودهم ودورهم في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني هو استعادة سيرة الحكيم العطّرة وحياته النضالية التي سخرها في خدمة أبناء شعبنا، ودعوته مراراً وتكراراً بأن العمال والطبقات الفلسطينية الكادحة هم الأساس الذي تتكون منه الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو ما شهدناه فعلاً عندما قدّمت طبقة العمال وصغار الموظفين الغالي والنفسي من أجل تحرير الأرض والإنسان.
وأشاد الرفيق بكر بمناقب الدكتور المؤسس جورج حبش، مشيراً بأن هناك ترابط روحي وثيق بينه وبين الأرض الفلسطينية.. بينه وبين مدينته اللد التي ولد وترعرع فيها.. ترابط وثيق بينه وبين المقاومة والحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة، مضيفاً بأنه أصبح من بديهيات الأمور القول أن مناسبة الحكيم المؤسس الدكتور جورج حبش هي مناسبة لها دلالة رمزية للتأكيد على هذه الحقوق والثوابت التي شغلت عقل وقلب الحكيم، وهي بمثابة فرصة للجميع من أجل التشبث بواصاياه ومبادئه الوطنية الوحدوية من أجل فلسطين.
وأكد بكر بأن الرفيق د.جورج حبش، أعطى عمره كله من أجل فلسطين، مؤمناً بحتمية الانتصار رغم قساوة المرحلة ، ورغم ظلال الهزيمة التي طالت الوطن من أقصاه إلى أقصاه، فقد كان دائماً يحدوه الأمل الكبير، والإصرار العنيد بأن وعد النصر والتحرير والوحدة والعودة سوف يتحقق بعزيمة الثوريين الحقيقيين الذين ما زالوا قابضين على المبادئ والأهداف وساعين بالفعل والعمل نحوها.
وأضاف بأن الحكيم كان ثورياً جذرياً بمعنى الكلمة، وقائداً لتنظيم وحدوي مقاتل له برنامج ورؤية ومشروع سياسي وفكري وأخلاقي على الصعيد الوطني والقومي والأممي،وبرحيله فقدنا رمزاً وطنياً كبير كانت له كاريزما مؤثرة وروح وطنية معبئة بالثورة والوحدة والنضال، وقد كان مؤمناً دائماً بأن الصراع مع الكيان الصهيوني المجرم هو صراع يجب أن يكون شاملاً ومفتوحاً معه، والذي يجب أن يتواصل وألا يتوقف إلا بتحقيق الحقوق التاريخية والعادلة للشعب الفلسطيني.
وأوضح بأن الحكيم آمن بأن قضية فلسطين بكل تجلياتها وأبعادها المحلية والإقليمية والدولية ستبقى جوهر الصراع العربي الصهيوني حتى تزول الأسباب الحقيقية لهذا الصراع برحيل الاحتلال كاملاً عن أرضنا وعودة الحقوق المسلوبة إلى أهلها.
وفي هذا السياق، وامتثالاً لوصايا الحكيم دعا الرفيق بكر لرفع الصوت عالياً صوتاً واحداً مدوياً قوياً لمواجهة كافة المخططات الصهيونية الأمريكية الساعية لنكبات جديدة لشعبنا، وعلى رأسها مخططات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي تستهدف حقوقنا الوطنية..
وقال بكر" لنرفع صوتنا عالياً في مواجهة القيادة الفلسطينية المتنفذة ونقول لها كفى استهتاراً بالحقوق الوطنية .. وانتهاكاً لحالة الإجماع الوطني... عودوا إلى شعبكم وامتثلوا لإرادته وأعلنوا الانسحاب الفوري والنهائي من هذه المفاوضات العبثية والضارة التي تستهدف فقط تجميل صورة الاحتلال أمام العالم، والانقضاض على حقوقنا الوطنية".
وشدد بكر على أهمية العمل الجاد والسريع عبر الضغط الشعبي المتواصل من أجل إجبار طرفي الانقسام على تنفيذ اتفاق المصالحة، والضغط من أجل تحقيق إرادة سياسية حقيقية وجدية لديهما لإنهاء هذا الانقسام الكارثي، وإعادة بناء مؤسساتنا الفلسطينية، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، وضرورة أن تبنى على أساس ديمقراطي بحيث يمكن أن تكون المنظمة العنوان والكيان السياسي الموحد لكل شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج, بما يمكن من رسم استراتيجية مقاومة شاملة وحقيقية متكاملة ضد الاحتلال والمستمر للاسف في استغلال هذا الانقسام من أجل فرض الأمر الواقع عبر ممارساته وجرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.
كما دعا السلطة الفلسطينية لوقف سياسة التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، مشيراً أنه من العار أن تستمر الجرائم الصهيونية بحق شعبنا في ظل اعتقالات فلسطينية لمقاومين فلسطينيين.
وفي الختام، جدد تحياته للعمال البواسل شموع الوطن المضيئة، مؤكداً أن هذا التكريم هو أقل شئ يمكن أن نعطيهم له، موجهاً التحية لأبناء شعبنا في الوطن والشتات والأسرى في سجون الاحتلال وعلى رأسهم القائد سعدات ورفاقه، معاهداً الرفيق القائد المؤسس وقادتنا العظام بأن الجبهة ستواصل المسيرة والنضال وستحمل راية الأجيال وراية الشهداء ورايات التحرير والعزة والكرمة حتى يحقق شعبنا حقوقه المشروعة والتاريخية .
من جهته، تحدث عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق بكر الجمل عن العمل النقابي، عن الدور الهام على الصعيد الوطني والاجتماعي الذي يقوم به عمال النظافة، لافتاً أن تكريمهم هو أقل ما يمكن تقديمه لهم.
واستعرض الرفيق الجمل معاناتهم، مشدداً على ضرورة إنصافهم وتلبية احتياجاتهم وحقوقهم المشروعة والتي تضمن لهم ولأبنائهم حياة كريمة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني.
بدوره، عبّر رئيس قسم النظافة في محافظة غزة عاهد الحتو باسم زملائه بالعمل عن شكره العميق للجبهة الشعبية على لمسة الوفاء هذه، مستعرضاً الجهود والعمل الذي يقوم به عمال النظافة في خدمة ابناء شعبنا.
وفي الختام، كرمتّ قيادة الجبهة مكونة من الرفاق ( أبو نضال طومان، بكر الجمل، أبو إياد السيسي، خميس بكر، إلياس الجلدة، سامر أبو سير، عمر مسعود، سمير بكر) كوكبة من عمال النظافة التابعين لبلدية غزة ووكالة الغوث حيث وزعت عليهم شهادات شكر وتقدير.


