خبر : شعب منكوب بجماعته ...عماد الدين حسين

الأحد 24 نوفمبر 2013 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شعب منكوب بجماعته ...عماد الدين حسين



بهذه الوتيرة من الأحداث الأمنية المتلاحقة فإن إعلان السلطات المصرية لجماعة الإخوان باعتبارها جماعة إرهابية صار مسألة وقت فقط.

لا أستند إلى معلومات موثقة، لكن أحاول أن أقرأ الواقع فقط.

الاجتماع الذى عقده مجلس الوزراء يوم الخميس الماضى كان فى غاية الخطورة لأنه أعطى الأجهزة الأمنية صلاحيات قانونية جديدة لم تكن تحلم بها منذ 28 يناير 2011.

مجلس الوزراء قال يوم الخميس إنه سيتخذ جميع الإجراءات للحفاظ على هيبة الدولة وحماية الوطن ومواجهة الإرهاب واستكمال خارطة الطريق.

عندما تكون هناك مادة فى الدستور المعدل تلزم الدولة بمكافحة الإرهاب، وعندما تتعهد الحكومة بمراجعة قرارات العفو التى منحها الرئيس المعزول محمد مرسى لبعض المسجونين، أو مراجعة من حصل على الجنسية المصرية فى عهد الإخوان، وعندما تعلن الحكومة أن الشرطة صار بمقدورها دخول الجامعات فى حالة وجود تهديد للمنشآت أو خطر على الموجودين داخلها ــ حتى من دون إذن أو انتظار ــ عندما يحدث كل ذلك فإن اليوم الذى يفصل الإخوان عن تصنيفهم منظمة ارهابية صار قريبا.

بعض أنصار الإخوان مايزال لديهم يقين أنهم قادرون على هزيمة الدولة. وعندما أقول الدولة أقصد الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والمجتمع المدنى والأهم قطاع كبير من الشعب لم يعد يطيقهم.

وكلما توسع الإخوان فى مواجهة الدولة كانت فرصة جرهم للوقوع فى المصيدة أكبر وأسرع.

لا يدرك الإخوان أن المظاهرات العشوائية لمجرد إثبات أنهم متواجدون فى الشارع قد تكلفهم الكثير، لا يدركون أن البلطجة واقتحام مقر مشيخة الأزهر ومقرات إدارة الجامعات سواء فى الأزهر أو غيرها سوف يدفعون ثمنه بالمنع الكامل ربما من التظاهر داخل الجامعة وإبعاد انصارهم من الطلاب من المدن الجامعية إضافة الى الفصل المؤقت أو الشامل من الكليات.

لا يدركون أنهم مهما كانت نواياهم بريئة ــ وهو أمر صار مشكوكا فيه ــ فإنهم سوف يتحملون كامل المسئولية عن أى حادث يقع فى مصر من أول العمليات الإرهابية فى سيناء إلى أى حادث ارتكبه لصوص وحرامية مبتدئين.

لا يدركون أن إحراق عربة مترو النزهة يوم الجمعة الماضى أو التسبب بقصد أو بدون قصد فى قتل طفل بالسويس وقبله طفل فى العمرانية سوف يزيد من نقمة الناس عليهم وكذلك الحال فى تعطيل عودة قطارات الوجه القبلى التى توقفت بعد ساعات قليلة من استئنافها امس السبت.

من يقرأ التقرير الذى نشرته جريدة الجمهورية فى صدر صفحتها الأولى أمس منسوبا الى مصادر سيادية سيدرك أن نقطة اللاعودة بين الدولة والإخوان تقترب إلا إذا حدثت معجزة.

فى كل يوم تعلن الحكومة وأجهزتها أنها بصدد ربط الإخوان بما يحدث فى سيناء وغيرها وأن الأدلة على هذا الربط تتزايد.

وإذا افترضنا أن هذه الأجهزة تكيد للجماعة وتلفق لها التهم، فإن الأخيرة تقدم جميع المبررات كى يتم ليس فقط العصف بها ومحاصرتها، بل والتضييق على الحريات بصفة عامة فى كل الوطن.

الحوادث المتلاحقة من القتل العشوائى لجنودنا فى سيناء نهاية بتعطيل الحياة اليومية أمام غالبية المواطنين مرورا بما يحدث فى الجامعات شكل «كوكتيلا» لشيطنة الجماعة، وجاءت تصرفاتها الخرقاء لتزيد الطين بلة.

من سوء حظ المصريين أنهم نكبوا بالجماعة فى الحكم وفى المعارضة أيضا.