خبر : فلسطينيو سورية ...بقلم: سميح شبيب

الجمعة 22 نوفمبر 2013 04:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
فلسطينيو سورية ...بقلم: سميح شبيب



عوامل كثيرة ومعقدة، حالت دون بقاء فلسطينيي سورية في حالة النأي عن النفس، بعد أن سادت هذه الحالة لمدة تزيد على العام الاول من عمر الازمة السورية. كان لتلك الدعوة "النأي بالنفس" ما يبررها وما يجعل منها دعوة ايجابية، قطف فلسطينيو سورية ثمارها في البداية، لدرجة اصبحت المخيمات ملاذاً آمناً لمن يدخلها من السوريين.

لدعوة "النأي بالنفس" فلسفتها المستمدة من تجارب سابقة مرّة، في لبنان، والكويت والعراق وغيرها من الدول.
تورط الفلسطينيون في الازمة السورية، ودخولها من عدة معابر، اولها ولاء بعض الفصائل لأجندات اقليمية، غير فلسطينية، ووفقاً لوكالات انباء متعددة، فقد وقفت بعض الفصائل مع النظام السوري علانية وبوضوح، وجعلت من بعض مقراتها مكاتب اعتقال للسوريين والتحقيق معهم، وفي مقدمتهم: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، والصاعقة، وجبهة التحرير الفلسطينية، بينما وقفت فصائل اخرى، في المقابل، كحركة حماس وغيرها.
عبر هذه البوابة، تسربت قوى من المعارضة، الى ساحات المخيم، وشوارعه، بحجة مقاومة هؤلاء بالسلاح، وكان منهم: النصرة والتوحيد وغيرها من قوى، غريبة عن المخيم، وعما تسوده من رؤى وافكار وتوجهات.
اصبح مخيم اليرموك، ساحة صراع حقيقي، اكان عبر حرب الشوارع، او الاستهداف بالقصف، بما فيه سلاح الطيران، او حالة الحصار الشديد، مما اسهم في احداث دمار واسع، واضحت الحياة فيه شبه مستحيلة.
كان واضحا للجميع، بمن فيهم السلطة الوطنية الفلسطينية، وم.ت.ف بأن محاولة اعادة تحييد المخيم، هي الحل الوطني والانساني والاسلم للفلسطينيين في سورية، نجحت جهود السلطة والمنظمة جزئياً، وبات من الواضح، بأن انسحاب المسلحين على اختلاف مشاربهم من المخيم، ومن ثم فك الحصار الشديد عليه من لدن السلطة السورية، ومن ثم عودة المدنيين اليه، او الانسحاب منه.
باتت الاوساط الفلسطينية السورية تدرك تمام الادراك بأن عودة الامور في المخيمات الفلسطينية على ما كانت عليه، امر مُحال.. ذلك ان ما حدث في مخيم اليرموك، تحديداً وهو يمثل جغرافيا، بوابة دمشق الجنوبية، لم يعد مقبولا من السلطة السورية.
كما ان نسبة الدمار الكبير في منازله وشوارعه، وبنيته التحتية، باتت إرادة سياسية، لاعادة اعماره، وفي المقدم منها، الارادة السورية!
هنالك نسبة عالية من الهجرة الى الخارج، ومنها الى الدول الاسكندنافية .. وهذا يحتاج الى دراسات واستخلاصات جديدة.
مستقبل الوضع الفلسطيني السوري، بات مربوطاً بمستقبل الازمة السورية عامة، وبالتطورات الاقليمية خاصة.