سؤال: ما الذى يوحد بين معسكر ٣٠ يونيو ؟.. الاجابة هى معارضة الاخوان ولا احد غيرهم.
سؤال آخر: وهل هذا المعسكر كله على قلب رجل واحد؟.. الاجابة هى لا بالطبع.
سؤال ثالث: ومتى ستبدأ الخلافات بين اعضاء هذا المعسكر؟.. الاجابة هى انها بدأت بالفعل وربما بعد اسابيع قليلة من ازاحة الاخوان من السلطة.
سؤال رابع: وهل ما حدث غريبا ومختلفا؟.. الاجابة هى لا والدليل ان الخلافات بدأت بين معسكر المنتصرين فى ثورة ٢٥ يناير بعد اقل من شهر حينما حاول التيار الدينى وفى مقدمته الاخوان اقناع البسطاء بضرورة التصويت بنعم على تعديلات الدستور فى ١٩ مارس ٢٠١١ حتى لا يتم الغاء الاسلام والمادة الثانية على يد الشيوعيين والليبراليين والمسيحيين كما خدعوا الناس وقتها!.
الفراق بين معسكر ٢٥ يناير كان طبيعيا لأن الخلافات والانقسامات العميقة بينهما لا يمكن تجاهلها والذى وحد بينهما هدف طارئ هو ازاحة حسنى مبارك ولذلك تفاقم الشقاق بينهما حتى وصل اشده بالاعلان الدستورى الكارثى فى نوفمبر الماضى. وبعدها كان لابد ان نصل الى محطة الثلاثين من يونيو.
هل هذا السيناريو مرشح للحدوث الآن بين معسكر الثلاثين من يونيو؟.
الاجابة هى نعم ايضا رغم ان كل طرف فى هذا المعسكر يقول ان هناك الكثير من العوامل الموحدة بينهم وليس فقط معارضة الاخوان.
اخلتف الاخوان والليبراليون فكان الكاسب الاكبر هو كل من تضرر من سقوط حسنى مبارك. وبالقاعدة نفسها فإن اى خلاف كبير بين معسكر يونيو سوف يصب آليا فى جيب جماعة الاخوان ولا احد غيرها.
يقول البعض انه ليس عيبا ان تكون هناك خلافات بين فريق ثلاثين يونيو لكن الخطأ الكارثى هو ان يختلفوا قبل ان يضعوا الاساس الحقيقى والصلب الذى يمنع انقضاض الاخوان قريبا على السلطة رغم الضربة الشديدة التى تعرضوا لها.
المطلوب من هذا الفريق ان ينتهى من انجاز مسودة الدستور ثم اقناع الناس بأنها فى مصلحتهم حتى يذهبوا الى صناديق الاستفتاء بصورة اكبر مما حدث فى دستور الاخوان العام الماضى. بعدها ينبغى على هذا الفريق ان يتفق على تنسيق حقيقى فى الانتخابات البرلمانية ليضمن نصف مقاعد البرلمان على الاقل كى يضمن ان مصر ستكون مدنية فعلا ولا تعود متطرفة مرة اخرى.
المنطقى والطبيعى ان يكون قادة معسكر يونيو اكثر وعيا بهذه القضايا الجوهرية لكن المأساة التى نشاهدها فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور تقول ان السعى وراء المكاسب الشخصية حينا والحزبية حينا آخر يمكن ان يقود الى تدمير كل شىء ويمهد الطريق ليس فقط الى عودة جماعة الاخوان ولكن الى تدمير مصر فعلا وليس مجازا ودخولنا فى متاهة قد لا نعرف طريقة للخروج منها قريبا.


