خبر : الإخوان يصطدمون بالجميع ...عماد الدين حسين

الأحد 17 نوفمبر 2013 06:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
الإخوان يصطدمون بالجميع ...عماد الدين حسين



 ظهر الجمعة قبل الماضية كتب بعض أنصار جماعة الإخوان شعارات مؤيدة للجماعة ومعادية للجيش والشرطة والحكومة على جدران كنيسة وكاتدرائية الزيتون شرق القاهرة.

وظهر الجمعة أمس الأول حاول نفس الأنصار تكرار نفس الفعل، لكن سلسلة بشرية من المسيحيين حول الكنيسة حالت دون تكرار الأمر ــ طبقا لما قالته كل صحف أمس السبت ــ وحدثت اشتباكات شارك فيها أهالى المنطقة الذين استفزتهم محاولات الإخوان كتابة شعاراتهم على جدران بيوتهم ايضا.

السؤال البسيط، إذا جاز للإخوانى أو أى مؤيد للتيار الإسلامى أن يكتب «إسلامية إسلامية» على جدران كنيسة، فماذا سيكون رد فعله إذا حاول أى مسيحى أن يكتب مثلا «مسيحية مسيحية» على جدران مسجد؟!.

لا أعلم هل توافق جماعة الإخوان على مثل هذا السلوك أم لا، وإذا كانت ترفضه نظريا فالطبيعى أن تسيطر على المشاركين فى مظاهراتها، لأنها فى النهاية هى التى سوف تتحمل المسئولية الكاملة لأى شىء يحدث أثناء التظاهر.

ولا ينفع وقتها أن تتملص من المسئولية ببيان ينتقد ما حدث، على غرار ما حاولت أن تفعل بعد سلسلة الاعتداءات واسعة النطاق على العديد من الكنائس بعد 30 يونيو ثم بعد فض اعتصام رابعة العدوية.

الذى تابع تغطية احتجاجات جماعة الإخوان يوم الجمعة الماضية سوف يكتشف أن السمة الرئيسية التى تكررت فى معظم المظاهرات كانت هى الاشتباكات مع أهالى المناطق التى تمت فيها المظاهرات وأحيانا مع أجهزة الأمن.

مرة أخرى لا أدعى معرفة كيف بدأت الاشتباكات ومن كان السبب، لكن وللمرة المليون، لا أعرف سر إصرار جماعة الإخوان على الاصطدام بقطاعات شعبية عريضة بعد أن اصطدمت بالجيش والشرطة؟.

من عناوين المظاهرات يوم الجمعة:

ــ اشتباكات مسيرة الإخوان مع أهالى منطقة السيوف بالإسكندرية ومقتل فتى عمره 16 عاما.

ــ اشتباكات بين الإخوان وسائقى الأجرة بعد تعطيل المرور فى جسر السويس وتحطيم سيارة سيدة حاولت المرور من المظاهرة.

ــ مسيرة الإخوان تحطم سيارة أمن مركزى ويعتدون على سائقها بالمعادى.

ــ مراسلة المحور: الإخوان اعتدوا علينا بالحجارة وحطموا أدوات التصوير.

ــ كر وفر بين عناصر التنظيم والباعة الجائلين فى المحلة.

ما سبق عناوين سريعة حتى السادسة من مساء الجمعة الماضية ومن يتأملها يصل إلى حقيقة واحدة أن الإخوان يتورطون كل يوم فى صراع مع قطاعات شعبية.

هل هناك احتمال أن الإخوان أبرياء من ارتكاب الأفعال السابقة، وأن هذه قد تكون حوادث فردية غير مخططة أو حتى يرتكبها طرف ثالث؟.

ربما يكون ذلك صحيحا، لكن مرة أخرى فهم كجماعة أو حزب أو تنظيم الذى سيتحمل مسئوليتها السياسية والأخلاقية إضافة إلى المسئولية القانونية بالطبع.

للمرة المائة لا يدرك الإخوان أنهم يخسرون خسارة فادحة سياسيا من جراء الصدام مع الشارع وتعطيل حركة الحياة، ناهيك عن فقدان تعاطف الكثير من الفئات الشعبية كل يوم، وبالتالى نكرر السؤال: لماذا لا يعيد الإخوان التفكير فى الأمر ليس حبا فى الوطن ولكن خوفا على أنفسهم؟.