خبر : «شىء ما.. يتغير» ...عماد الدين حسين

الثلاثاء 12 نوفمبر 2013 10:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
«شىء ما.. يتغير» ...عماد الدين حسين



أسهل شىء يفعله المرء الآن أن يطبل ويزمر ثم يقوم بتشغيل «تسلم الأيادى»، كما يفعل بعض سائقى سيارات الأجرة والملاكى عندما يقتربون من كمائن الشرطة أو الجيش، باعتبارها صارت «كلمة السر» لإثبات أن المرء «طبيعى».

«أن تفعل مثلما يفعل أهل روما»، ليس هو الخيار الأصح دائما. الموضوعية والنزاهة، بل والوطنية تحتم على المرء أن يقرع جرس الإنذار ويقول لأهل الحكم «انتبهوا»: هناك شىء ما بدأ يتغير فى الشارع، فاحذروا.

رأيت بعينى الملايين يخرجون فى الشوارع منذ ظهر 30 يونيو حتى 3 يوليو الماضى. بعض هؤلاء الذين ساهموا فى اقتلاع نظام الإخوان بدأ ينقم على الحكومة الجديدة الآن، بل والبعض يقول إنه قد يتظاهر ضدها.

أعلم أن غالبية المظاهرات الراهنة هى إخوانية حتى لو تنكرت تحت مسميات متعددة من التيار أو الميدان الثالث إلى الدفاع عن الديمقراطية، لكن هناك تحركا بطيئا فى اتجاه مشاركة غير الإخوان فى المظاهرات الراهنة والسبب أن حال البلد صار مشلولا.

هناك مواطنون كثيرون يرفعون شعار «افرم يا سيسى» فى إشارة لضرورة إبادة كل الإخوان ويصل التزيد بالبعض إلى ضرورة إبادة كل الإسلاميين، ونحمد الله أن هذا البعض لم يصل بعد فى تطرفه للمطالبة بإبادة كل المسلمين.

لكن فى المقابل هناك فريق صغير العدد لكنه صار مؤثرا، ليس إخوانيا، يرى أن الإفراط فى عمليات الاعتقال ضد الإخوان والدماء الكثيرة التى سالت أمر فى غاية الخطورة ولا يمكن استمراره.

أعرف شخصا لا يطيق كلمة «الإخوان» وشارك بفاعلية فى كل أحداث الثورة منذ 25 يناير 2011 حتى جمعة التفويض فى 26 يوليو الماضى مرورا بـ30 يونيو بطبيعة الحال. هذا الشخص بدأ يشارك فى بعض المظاهرات المنددة بالحكومة الراهنة، فما الذى دفعه ليفعل ذلك؟!.

لا أدعى أنى أعرف الإجابة الحقيقية لكن ينبغى أن يشغل هذا السؤال أذهان وعقول كثيرين فى مقدمتهم الفريق أول عبدالفتاح السيسى والدكتور حازم الببلاوى واللواء محمد إبراهيم، والدكتور زياد بهاء الدين وسائر قادة الحكومة والنظام.

أتمنى أن تجرى الحكومة استطلاعات رأى حقيقية وخاصة كى تعرف عبرها مدى شعبيتها أسبوعيا.

على الحكومة أن تسأل عن تأثير وقف القطارات خصوصا فى الصعيد، عليها أن تسأل عن تداعيات جمود الوضع الاقتصادى وعدم وجود بارقة أمل للمستقبل، والأهم عليها أن تقيس نسبة إحباط المواطنين من السياسات الراهنة.

إحدى أهم القضايا التى تشغل بال الناس بعد لقمة العيش هى افتقاد الأمن وزيادة نسبة الجرائم الجنائية وجرائم البلطجة والانفلات العام، والأخطر قضية المرور التى صارت لغزا فى القاهرة الكبرى، وانتقلت منها إلى مدن كثيرة فى سائر أنحاء الجمهورية.

الأمانة تحتم علينا ان نلفت نظر د. حازم الببلاوى وكل من بيدهم الأمر إلى خطورة ما يحدث. أسوأ شىء ممكن أن يضرب الحكومة هو سقوط هيبتها عند المواطن العادى.

ما يحدث فى الأيام الأخيرة على الأرض، وما يبث ليلا على غالبية الفضائيات يشير إلى أن هناك شيئا ما يحدث فى الكواليس خصوصا بعد تسريبات قد تسىء إلى وزارة الداخلية أو غالبية الوزراء، وبالتالى فالقضية الجوهرية هى ضرورة مساندة الحكومة والداخلية فى محاربة الإرهاب، لكن علينا ألا نترك «الداخلية» تقتل نفسها وتقتلنا معها كما فعلت مع نظام حسنى مبارك خصوصا فى أيامه الأخيرة؟!.