بيت لحم -نجيب فراج - صباح الثلاثين من كانون أول كان مختلفا على الحاجة أمونة عبد ربه، هذا الصباح تمكنت وبعد ثلاثين عاما من ضم ابنها المحرر من سجون الاحتلال عيسى عبد ربه.
هذه المرة كان لقاد الاجساد من دون فاصل زجاجي او حديدي، جلست بجانبه تتأمله مرة وتقبله أخرى، ثم تمطر بوابل من الاسئلة حول ما تغير عليه منذ اعتقاله.
ورغم أن عيسى شارف على اجتياز نصف العقد الخامس الا أن والدته ظلت تتعامل معه كالطفل، فبدا ذلك واضحا من خلال سلوكها مع الاسير المحرر.
وتعمق هذا السلوك حينما أصرت الحاجة أم نصري على أن تقدم الطعام لعيسى بيدها وسط مشاعر جياشة من الحضور.
وقالت الوالدة أم نصري "ان كل التعب والمرض الذي تعيشه قد اختفى وهي تشعر بحيوية لم تشعر بها طيلة حياتها"، واضافت "انني اوجه التحية والشكر للرئيس ابو مازن الذي وعدنا بهذه الساعة واوفى الوعد واشكر كل الناس والجيران والاحبة وابناء مخيمنا وابناء محافظتنا وكافة ابناء فلسطين ، الذين وقفوا معي طيلة هذه السنوات والشكر اولا لله العلي القدير الذي صبرني واراني هذه اللحظات".
المحرر عيسى عبد ربه من بيت لحم اعتقل عام 1985، ومنذ ذلك الحين ووالدته تنتقل من سجن الى اخر، ويقول وزير الاسرى عيسى قراقع عن ام نصري انها امضت ثلاثين عاما وهي تستل السيف رافضة ان تضعه في الغمد، مبينا انه واكبها كأسير ومن ثم كرئيس لنادي الاسير ومن ثم نائبا في المجلس التشريعي الى ان اصبح وزيرا للاسرى.
وقالت ام نصري "إن بيت عيسى جاهز، ولن ارتاح قبل ان نكمل هذا"، وتجيب عن سؤال ان كانت العروس جاهزة بالقول "بنات الحلال كثار يا بني".
ويعبر الآسير المحرر عبد ربه عن فرحته وسعادته بعد ان بات في احضان مخيمه وبين أحبته، مؤكدا ان الفرحة لن تكتمل الا بتحرير الوطن واقامة الدولة المستقلة.


