خبر : "هارتس": اطلاق سراح الاسرى لم يخرج الفلسطينيين عن طورهم وكانوا لا مباليين

الأربعاء 30 أكتوبر 2013 09:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"هارتس": اطلاق سراح الاسرى لم يخرج الفلسطينيين عن طورهم وكانوا لا مباليين



القدس المحتلة سمارغم الضجة التي حاولت انتاجها، في الطرف الاسرائيلي، اللجنة الاسرائيلية ضد اطلاق سراح الاسرى والتي ابتدأت بالحملات الاعلامية وامتدت الى التماس العليا والتظاهر امام سجن عوفر ومحاولة وسائل اعلام السلطة الفلسطينية، في الطرف الاخر، خلق جو من التأثر والفرحة، حيث سجل المتحدثون الرسميون باسم السلطة الموضوع كانجاز كبير للسلطة ورئيسها محمود عباس وكخطوة اخرى على طريق انهاء الاحتلال، رغم كذلك فان اللا مبالاة التي اعترت الشارع الفلسطيني كانت سيدة الموقف، باستثناء المشاركة المفهومة ضمنا في فرحة العائلات التي تستقبل ابنائها، كما تقول صحيفة "هارتس" في تعليق بقلم الصحفية عميرة هس نشرته في موقعها على الشبكة، قبل ساعات من اطلاق سراح الاسرى.

الصحيفة تعدد بضعة اسباب لحالة اللامبالاة، على رأسها واقع ان الفرحة الطبيعية بتحرير الاسرى لا تغير من انشغال الفلسطينيين بكم جماعي من المشاكل التي تمس كل عائلة، مثل وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، نجاح اسرائيل في عدم اعارة اهتمام للموقف الدولي واستمرارها في البناء في المستوطنات ومصادرة الاراضي، المخاطر التي تنتظر المزارعين وقاطفي الزيتون من قبل المستوطنين، الرواتب التي لا يوجد أي ضمان بانتزامها، التفكك الاجتماعي، السياسي والاقتصادي في القدس الشرقية وقطعها عن سائر انحاء الضفة الغربية، حصار غزة الذي تعزز منذ الانقلاب الاخير في مصر والانقسام الفلسطيني الذي لا تبدو له نهاية في الافق. كل هذه المواضيع هي ليست عناوين اخبارية في الصحف الفلسطينية بل هي واقع يومي، تقول "هارتس".

سبب اخر لغياب الفرحة العارمة وفق "هارتس" هو معارضة الشارع الفلسطيني لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، في ظل استمرار البناء في المستوطنات وفي ظل الشكوك المتعاظمة للنتائج التي قد تسفر عنها، فحتى الذين يؤيدون استئناف المفاوضات يعرفون ان احتمالات ان تؤدي الى اتفاق هي ضئيلة جدا.

ويعرف الجميع ان العودة الى المفاوضات العبثية، هو الثمن الذي دفعته السلطة لاطلاق سراح الاسرى، بـتأخير 20 عاما، وهناك من يعتقد انه ثمن غال للتنازل عن الطريق الدبلوماسي المقاوم في الامم المتحدة ولكنهم لا يسمحون لانفسهم بقول ذلك جهرا، لانهم لا يريدون خلق انطباع بأن مصير الاسرى ووجع عائلاتهم غير مهم لهم.

سبب اضافي هو قدرة اسرائيل على التعويض عن اطلاق سراح ال 26 اسيرا، باعتقال ناشطين اخرين بنفس الكمية او اكثر دون رادع ومتى شاءت، حيث اعتقلت امس فقط عضوي مجلس فلسطيني ينتميان لحماس ليرتفع عدد اعضاء المجلس التشريعي المعتقلين الى 15 عضوا، بينهم 9 اعضاء يقعون تحت طائلة الاعتقال الاداري المتواصل وصباح يوم الاثنين، اعتقلت 20 فلسطينيا بينهم طلبة جامعات في الخليل ونابلس، ما يشير الى ان اطلاق سراح بضعة اسرى لا يعنى تغييرا في التوجه الاسرائيلي.

وفي ضوء اللامبالاة العامة في موضوع الاسرى تطلق من سجن "روبن ايلاند" الشهير في جنوب افريقيا، الذي تم تحويله الى متحف، وتحديدا من الزنزانة التي امضي فيها نلسون مانديلا، تطلق شرارة معركة اطلاق سراح القائد مروان البرغوثي وكافة الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، وذلك بحضور منظمات حقوق انسان ووفود فلسطينية من السلطة وحركة فتح وزوجة الاسير فدوى البرغوثي.