غزة / حكمت يوسف / سما / استقبل المئات من الفلسطينيين فجر الاربعاء في كلا من غزة ورام الله 26 أسيرا محرراً باحتفالات ممزوجة بالأهازيج والزغاريد التي أطلقتها النسوة وبصيحات الرجال من التكبير والتهليل، في وقت ارتفعت رايات الاحزاب والفصائل الفلسطينية وصور الرئيس عباس على بوابة معبر بيت حانون "إيريز" شمال قطاع غزة ومقر المقاطعة برام الله في الضفة الغربية المحتلة.
ووصلت الدفعة الثانية من الأسرى القدامى الذين أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، إلى حاجزي عوفر غرب مدينة رام الله، وبيت حانون في قطاع غزة.
وتشمل الدفعة الثانية 26 أسيرا، 5 من قطاع غزة، و21 من الضفة الغربية، معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، وأمضوا ما بين 19و28 عاما في سجون الاحتلال، وينتمون لفصائل وطنية وإسلامية مختلفة.
ومع وصول الحافلة التى تقل الأسرى لبوابة المعبر من الجانب الفلسطيني ، اختلطت دموع الفرح من أمهات وزوجات وأبناء الاسرى، برصاصات أطلقت من البنادق وألعاب نارية زينت سماء غزة، ابتهاجا بالنصر الكبير الذي تمثل بالإفراج عنهم بعد غيابهم سنوات طويلة في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وقالت ام عمر والدة الأسير عمر عيسي رجب مسعود لوكالة (سما):" فرحتي لا يمكن وصفها،وهذا يوم عيد بالنسبة لي،لا يمكن وصف المشاعر والأحاسيس التي تنتابني،لا شئ يساوي لحظة احتضان والدي المحرر"عمر".
وأوضحت ان الأسير المحرر عمر اعتقل قبل اتفاقية اوسلو بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ، حيث أمضي 21 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وتتابع:منذ ان اعلنت اسرائيل عن كشف اسماء الاسرى وإدراج اسم عمر فيها،لم أعرف طعم النوم نهائيا،وواصلت النهار بالليل من أجل التحضير لاستقباله واحتضانه".
ووجهت ام عمر شكرها للرئيس محمود عباس على ما بذله من جهود لإطلاق سراح الأسرى، معربةً عن أملها في أن يتم الإفراج عن كافة الأسرى الآخرين وأن تعم الفرحة جميع منازل أهالي الأسرى.
الشاب ابراهيم (26) عاما أبن الأسير حلمي العماوي عبر عن فرحته وسعادته برؤية والده لأول مرة منذ ثمانية سنوات.
وقال لوكالة (سما):" مش مصدق أنني أحتضن أبي، انها لحظة العمر، سعادة لا يمكن وصفها، أبي سينير حياتي انا وعائلتي من جديد، بعدما حرمني الاحتلال منها لسنوات طويلة".
وأضاف:" منذ ان تأكدنا ان والدي سيخرج في هذه الصفقة ونحن نجهز ونعد لاستقباله استقبال الابطال،حيث اننا قمنا بتزين المنزل من أجله".
ويتابع:"انا وكل عائلتي من هنا من على معبر بيت حانون أوجه الشكر الجزيل للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولكل القيادة الفلسطينية التي استطاعت ان تسعدنا وتسعد عائلتي بخروج والدي من سجون الاحتلال".
وعمت الافراح كافة منازل قطاع غزة ابتهاجا بإطلاق سراح الأسرى وأنه رغم تأخر الوقت ومحاولات الاحتلال التنغيص على المواطنين وذوي الأسرى، إلا أن المواطنين استمروا في مظاهرهم الاحتفالية في الشوارع ابتهاجا بالأسرى لإيصالهم لمنازلهم وسط إطلاق نار كثيف.
وأفرجت سلطات الاحتلال منتصف أغسطس الماضي عن 26 أسيرًا ضمن رزمة إفراجات حسن النوايا الأخيرة، وذلك بالتزامن مع انطلاق محادثات مباشرة بين حكومة الاحتلال والسلطة، برعاية أمريكية.
الأهالي يشكرون الرئيس
أعرب أهالى الأسرى الفلسطينيين القدامى عن سعادتهم الغامرة بهذه اللحظة التاريخية التى سيرى من خلالها أبناؤهم الأسرى منذ عقود من الزمن حريتهم ويرونهم بينهم من جديد.
وتقدم الأهالى بالشكر والتقدير لرئيس دولة فلسطين محمود عباس الذى وعد فصدق الوعد وبذل الجهود المتواصلة من أجل الإفراج عن أبنائهم الأسرى.
وقالت أحلام شقيقة الأسير زياد غنيمات من بلدة صوريف بمحافظة الخليل إن فرحتها لا توصف وأعربت عن أملها بأن يتم الإفراج عن كل الأسرى، وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت غنيمات فى 27 يونيو عام 1986 وكان يقضى حكما بالسجن مدى الحياة.
من جانبه قال والد الأسير أسرار مصطفى سمرين من رام الله إن فرحته وفرحة أم أسرار وأهله لا تقدر معتبرًا أن الإفراج عن الأسرى اليوم يعتبر إنجازًا تاريخيًا، وتجدر الإشارة إلى أن الأسير أسرار كان طالبًا فى جامعة بيرزيت فى السنة الثانية عندما اعتقلته قوات الاحتلال فى 4 أغسطس عام 1992 وحكم عليه بـ99 عامًا أمضى منها 23 عامًا خلف القضبان.
وقال حسين شقيق الأسير رزق صلاح إن شقيقه الأسير كان متزوجًا وله ولدان عندما اعتقلته قوات الاحتلال فى 7 يونيو عام 1993 وإن ولديه تزوجا ولديهما أبناء وزوجته أكملت تعليمها وبقيت صابرة طوال العقود الماضية، وعلى نفس الصعيد قالت أم محمد والدة الأسير محمد أحمد الصباغ من مخيم جنين إن محمد كان عمره 16 عامًا عند اعتقاله وأول شيء ستقوم به فور الإفراج عنه هو إقامة حفل زفاف له ومحمد اعتقل عام 1991 وحكم عليه بالمؤبد.


