بيروت / وكالات / رأى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له بعد ظهر اليوم بمناسبة مرور 25 عاما على تشييد مستشفى الرسول الاعظم، ان "الاحداث السورية تؤثر على كل شيءفي لبنان، لان هناك فريق في لبنان ربط كل شيئ بانتظار ما يجري في سوريا، وعطل كل شيء على قاعدة انتظار ما يحدث في سوريا وعلى سقوط الرئيس بشار الاسد وهناك من لا يريد العودة الى لبنان الا من مطار دمشق"، مضيفا: "اللبنانيون ملوا من تبادل الاتهامات بالتعطيل، واللبنانيون ادرى من يعطل مجلس النواب والتشريع والحوار وجلسات حكومة تصريف الاعمال، وتشكيل حكومة جديدة".
وفي الموضوع السوري اشار الى انه "حصلت تطورات كبيرة في الاشهر الاخيرة، بدأ من الميدان، وتطور الميدان لمصلحة الجيش العربي السوري وعجز الجماعات المسلحة عن تغيير موازين القوى، وارجحية النظام، وصراع الجماعات المسلحة الذي اودى بالاف القتلى والجرحى، وتبدل المزاج السوري بسبب افعال المجموعات المسلحة، وتبدل المزاج العام العربي والعالمي، وعجز المعارضة السورية عن توحيد صفوفها، وتفكك الجبهة المناهضة بسبب احداث مصر، وسقوط فرضية العدوان العسكري على سوريا، والصمود الشعبي والعسكري للنظام السوري اوصلتنا للخلاصة التالية التي تؤكد ان لا حل عسكري في سوريا"، لافتا الى ان "العالم كله وصل الى مكان ان لا حل عسكرياً في سوريا، والحل المقبول والمتاح في سوريا هو الحل السياسي، والطريق المتاح للحل هو الحوار بدون شروط مسبقة، ومن يضع شروطاً مسبقة لا يريد الحوار كما يحصل في لبنان، وما يقال اليوم عن جنيف 2، بغض النظر عن الشروط والتفاصيل يفتح افقاً، ولبنان وكل شعوب المنطقة التي تاثرت حكما من الازمة السورية يجب ان تدفع نحو الحل السياسي في سوريا، وان هناك دولة اقليمية غاضبة جدا مما يجري في المنطقة وهي السعودية وهذا ليس سرا، وقد استقطبت عشرات الالاف من المقاتلين من كل انحاء العالم، ومونتهم بسلاح وتموين و30 مليار دولار حتى الان وتحريض وسائل اعلام وغيرها، فقد قامت الجبهة المقابلة بكل ما تستطيع فعله لاسقاط سوريا ولم تستطع".
واضاف: "المنطقة لا تستطيع ان تبقى مشتعلة لان هناك دولة غاضبة، وهناك دولة تريد تعطيل الحوار وناجيل جنيف 2، وكل من يعارض الحل السياسي في سوريا يشربون من بئر واحد، ومن يريد المزيد من الخراب في سوريا وكل دول المنطقة وعلى فلسطين وقضية فلسطين، والعناد هو عناد بلا افق على الاطلاق، واغتنام فكرة الحوار الحالي فرصة لكم، لان الزمن الاتي ليس لمصلحتكم على الصعيد السياسي والميداني، وكل الذين تخفق قلوبهم للشعب السوري ويتالمون للجراح يجب ان يوجهوا اصابع الاتهام الى كل من يعيق الحل السياسي، وهم مكشوفون ومعروفون، وهذه المسؤولية مسؤولية الامة، ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية تريد حلا سياسيا، والنتيجة في سوريا فشل الجبهة الداخلية والاقليمية والدولية التي عملت على اسقاط النظام في سوريا، وقد خططوا جيدا وعملوا وفشل مخططهم"، مشددا على انه "يجب الاستفادة من الافق المفتوح لمعالجة جراح سوريا، وهذه مسؤولية السوريين والعرب وكل دول المنطقة، الا اذا كان هناك قراءة ثانية للوضع الاقليمي، يكون هناك مشكلة في القراءة".
ودعا الامين العام لحزب الله "فريق 14 اذار وتيار المستقبل الى عدم التاخير والانتظار، لان التاخير سيحسن من ظروف وموقعية الفريق الاخر، ومن يريد العودة من مطار دمشق يمكن ان يبقى مكان ما هو، وعليه ان يعود عبر مطار بيروت الدولي، لان مطار الشهيد رفيق الحريري يرحب بجميع القادمين الى لبنان، والى العودة الى الواقع اللبناني، ونرى مشكلة اهلنا وملفاتنا من سلسلة الرتب والرواتب الى ملف النفط وقانون الانتخابات وملف رئاسة الجمهورية كل الملفات متوقفة وعالقة"، وتوجه الى فريق 14 اذار بالقول: "سقطت رهاناتكم على سوريا".
وتساءل نصر الله قائلا: "اذا فريق 14 اذار يدعي انه وطني وشريف الا يستاهل البلد منه القليل من التضحية؟ نحن لا نريد ان نضحي، ضحينا بما يكفي، وتشكيلة حكومة 9-9-6- ليست تضحية وليست منة من احد بل اعادة الحقوق لاصحابها".
واعتبر نصر الله انه "اذا لم يكن هناك امكانية تاليف حكومة هل يجوز لاعتبارات غير دستورية تعطيل مجلس النواب، وفريق 14 اذار يعترفون لبعضهم البعض ان جلسات مجلس النواب دستورية"، متسائلا "لماذا تعطيل الحكومة وهناك مواضيع تحتاج لمتابعة؟"، مشيرا الى ان "الاغلبية الساحقة من الوزراء موافقة على عقد جلسة للحكومة للبحث ملف النفط وملف الاحداث الامنية في طرابلس، ولماذا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي متردد في عقد جلسة حكومية، وهناك ضغط سياسي كبير منذ ان استقال ميقاتي"، مضيفا: "انا لا املك تقديراً لموقف رئيس الجمهورية من انعقاد مجلس الوزراء، وهناك ضغط من فريق تيار المستقبل والسعودية على ميقاتي لعدم عقد مجلس الوزراء، وهناك ملفان لا يحتملان التاجيل، وهما ملف النفط لبحثه في مجلس الوزراء، وانا لا اريد استعمال مصطلح التخلف عن القيام بواجباتنا تجاه هذا الموضوع، ونحن نضيعه، وثانيا الملف الامني عموما وطرابلس في الطليعة، وما يحدث في طرابلس محزن وما نحتاجه هو ارادة سياسية وقرار حاسم بان يستلم الجيش اللبناني كي يكون في كل المناطق، وعندما ياخذ تدبيراً يسانده الجميع، وهذا هو الحل للجميع، والحل الوحيد هو باستدعاء الجيش اللبناني والدولة، وليس عبر استدعاء داعش والنصرة".
وسأل نصرالله: "الى اين جاءت داعش والنصرة بالامان للمناطق التي دخلتها"، مشيرا الى ان "ائمة المساجد في كل الاحياء في جبل محسن وباب التبانة يجب ان يحرموا اطلاق النار على الجيش والقتال وهذا هو حل لبناني، وعموما الملف الامني في لبنان صعب وخطر".
ولفت الامين العام لحزب الله الى ان "الدولة تعرف عن شبكات التفخيخ والمتفجرات، وهي تعرف السيارات المفخخة في هذه البلدة او تلك، وهي لم تحرك ساكنا، ولا غطاء سياسي لاي من المرتكبين لان التفجير مدان، لان كل ارواح اللبنانيين معرضة للخطر، فهناك سيارتان اكتشفتا في البقاع، وهناك سيارات مفخخة في بعض المناطق، ويجب ان يجتمع مجلس الوزراء كي نعرف كيف نتابع معهم، وهذان الملفان لا يحتملان التاخير".


