تونس / سما / انطلقت اليوم الإثنين، بمدينة المهدية (وسط الجمهورية التونسية) أعمال المؤتمر العربي للآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي في دورته الحادية والعشرين الذي افتتحه وزير الثقافة التونسي السيد الهادي المبروك.
يناقش المؤتمر التراث الثقافي المغمور بالمياه، وتشارك فيه الدول العربية الأعضاء في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'الالكسو'، وجامعة الدول العربية والمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم 'اليونسكو'، وممثل من الأمم المتحدة، والمركز الدولي للدراسات وحفظ وترميم الممتلكات الثقافية (الايكروم)، وعن المركز الإقليمي للتراث العالمي.
وقد مثل دولة فلسطين في المؤتمر وكيل وزارة السياحة طه حمدان الذي سيقدم لاحقا مداخلة عن التراث الحضاري والتاريخي الديني الإسلامي والمسيحي بدولة فلسطين وما يتعرض له في ظل الاحتلال من هدم وسطو وسيطرة وتغيير معالم.
وخص المدير العام للالكسو السيد عبد الله محارب في كلمته الافتتاحية حيزا كبيرا لما تتعرض له الآثار والتراث الفلسطيني خاصة في مدينة القدس من سرقة ومن تغيير معالم تاريخية ودينية وحضارية، معرجا على حجم التخريب الذي تتعرض له المدينة المقدسة من هجمة 'شرسة'، مضيفا أن كل تلك المحاولات تجري لمجرد محاولة الاحتلال فرض واقع تاريخي وحضاري غير موجود على أرض الواقع.
من جانبها، أشارت ممثلة الأمين العام لجامعة الدول العربية سامية بيبرس في كلمة الافتتاح إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من 'محاولات سلب وقرصنة لمواقعه التراثية والتاريخية والدينية الإسلامية والمسيحية التي لم يسبق أن حصلت في أي مكان عبر التاريخ'.
ويناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام الوضع الراهن للتراث العربي وعرض توصيات المؤتمر السابق بالجزائر، ومشروع الدليل الاستشاري للمصطلحات الفنية المتداولة في مجالي الآثار والتراث الثقافي وأوضاع المتاحف العربية، إضافة إلى الموضوع الرئيسي للمؤتمر وهو التراث الثقافي الغارق تحت الماء من مرحلة اكتشافه إلى عرضه وحمايته ووضع التراث الحالي في الوطن العربي والتحديات التي تواجهه، إضافة إلى التشريعات والقوانين الموجودة والتي بصدد الأحداث والخاصة بالتراث المغمور، وضرورة وضع مناهج تعليمية وبناء القدرات والتوعية في مجال حفظ التراث الغارق.


