خبر : ما لا يدركه الإخوان ...عماد الدين حسين

الثلاثاء 22 أكتوبر 2013 02:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
ما لا يدركه الإخوان ...عماد الدين حسين




تتحدث جماعة الإخوان كل لحظة عن السلمية، لكن التحركات على الأرض تكشف أن ذلك ربما كان مجرد كلام للاستهلاك المحلى، أو يصلح شعارا بين فقرات قناة «الجزيرة مباشر مصر» على غرار مقولة المرشد محمد بديع فى خطبته الشهيرة برابعة: «ثورتنا سلمية.. وستظل سلمية».

ظهر الأحد كانت بعض القنوات الفضائية تنقل على الهواء مباشرة مظاهرات طلاب الإخوان فى جامعة الأزهر. رأينا الطلاب يخرجون من الجامعة ويريدون دخول ميدان رابعة العدوية. الأمن منعهم من الوصول للهدف. الطلاب «السلميون» قذفوا الأحجار والمولوتوف على قوات الأمن التى ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع.

أثناء حكم مرسى كان الإخوان ينتقدون المتظاهرين المعارضين خصوصا «البلاك بلوك» لأنهم ملثمون، ويقطعون الطرق ويستخدمون المولوتوف والأحجار ضد الشرطة. طلاب الإخوان يوم الأحد فعلوا نفس ما فعله البلاك بلوك بالضبط، لكنهم نسوا ما كانوا يقولونه أثناء حكم مرسى.

ليس هذا بيت القصيد، فالكذب فى السياسة صفة لا يحتكرها الإخوان فقط، لكن ما لا يدركه الإخوان أيضا هو عدم تقديرهم لعواقب طريقتهم فى التظاهر. بالطبع من حقهم التظاهر، لكن ليس من حقهم قطع الطرق وتعطيل المواصلات. يعتقدون أن هذه الطريقة ستجبر الحكومة فى النهاية على الجلوس معهم والموافقة على شروطهم.

لا يلتف الإخوان الى أمر فى منتهى الخطورة وهو أن استمرار قطع مظاهراتهم للطرق والمواصلات وشل البلاد وتعطيل مصالح العباد، قد يقود لإسقاط حكومة حازم الببلاوى، لكنهم لم يفكروا أن هذه الإجراءات قد يتم اتخاذها تكأة لمزيد من القوانين والإجراءات القمعية ليس ضد الإخوان فقط ولكن ضد القوى السياسية. إذا حدث ذلك ــ وأغلب الظن أنه سيحدث للأسف ــ ستكون أجهزة الأمن قد ضمنت رضاء وموافقة غالبية المواطنين على هذه الإجراءات.

لا يدرك الإخوان أن تفجيرا إرهابيا مثل هذا الذى وقع ضد مبنى المخابرات الحربية فى الإسماعيلية ظهر السبت الماضى، سيجعل مقاومة ورفض بعض البسطاء للقوانين الاستثنائية يتضاءل، ينسى الإخوان أنه بعد يومين فقط من محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم أمام منزله فى مدينة نصر، جرى تمديد قانون الطوارئ.

يتجاهل الإخوان أن استمرار تعطيل مصالح الناس بالمظاهرات سيدفع الناس للتساهل مع أى إجراءات حكومية ضد حرية التعبير والاحتجاج.

بطبيعة الحال يعتقد الإخوان أن الناس ــ وبفعل حالة الشلل فى البلاد ــ ستنقلب على الحكومة قبل ان تنقلب على الإخوان، كما حدث فى 25 يناير 2011.

ما الذى سيحدث؟! هذا فى علم الغيب وكل شىء وارد فى السياسة، لكن هناك اختلافات جوهرية حدثت فى المشهد السياسى أهمها أن الشرطة والجيش معا ضد الإخوان ومعهما قطاعات شعبية كبيرة وغالبية القضاء والإعلام.

والأهم أن الناس جربت حكم الإخوان لمدة عام كامل وتبين لهم أنهم «مقلب كبير» فى عالم السياسة والحكم.. فما الذى سيجعل الناس تقبل بعودة الإخوان مرة أخرى؟!.

الخلاصة أن على جماعة الإخوان أن تفكر بطريقة معكوسة وهى أن استمرار أعمال العنف المباشرة فى مظاهراتهم الميدانية وقطع الطرق، واستمرار الأعمال غير المباشرة كما يحدث فى سيناء ومدن القناة، قد لا تعيدهم إلى الحكم أو حتى تسمح لهم بصفقة جيدة.. بل تقود إلى انقلاب الشعب والدولة للأبد عليهم وعلى كل من يعاند حركة التاريخ.