قالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا إن سفينة تقل مئات اللاجئين الفلسطينيين غرقت في عرض البحر الأبيض المتوسط بعد أن أطلق خفر السواحل الليبي النار عليها ما أدى لتعطل محركاتها. وقال أحد الناجين في مالطا إن خفر السواحل الليبية أطلق الرصاص عليها، وأصاب إثنين من اللاجئين، فيما استمرت السفينة بالإبحار حتى وصلت إلى منطقة ما بين مالطا ولمبيدوزا وهناك توقفت المحركات عن العمل بسبب إصابتها بالرصاص، مما أدى لغرق السفينة بمن فيها، والحديث يدور عن فقدان 200 لاجئ فلسطيني على الاقل.
وذكرت مجموعة العمل أنه تم إنقاذ حوالي 70 فلسطينياً موجودين الآن بمالطا ويوجد عدد من المفقودين، فيما كانت السفينة تقل 375 مهاجرًا.
وناشد اللاجئون الفلسطينيون الناجون الجهات الدولية والحقوقية والصليب الأحمر المالطي التدخل العاجل والفوري لانتشال من تبقى من ركاب المركب حيث لا يزال عدد كبير من ذويهم في عداد المفقودين. ستنطلق الحناجر ، و تُذرف الدموع ، و تقام اللطميات ، و تنشد الأشعار ، و ينوح النائحون نثراً و مقالاً و خطابة ، و ترتجف الميكروفونات ، و ليس بعيداً أن تؤلف الحكايات و الأفلام و التمثيليات و الأغاني المعتمدة على قصص واقعية .. و ستعقد الندوات ، و الورش ، و الإجتماعات ، و تعقد المناظرات بين الأبيض و الأخضر و الأصفر و الأحمر ..
و ليس بعيدا أن تجتمع جامعة الدول العربية ، و الإسلامية ، ومجالس حقوق الإنسان .. و ستتربص الأحزاب و الفصائل و التيارات ، تتخطف كالضباع ما تبقى من جثث اللاجئين اللاجئين اللاجئين بالثلاثة القتلى الغرقى من الفلسطينيين الهاربين من العرب و العروبة ، من الحدود و أختام الإقامة ، من الإذاعات و الأصوات الرنانة ، من القصف البلاغي و الوعود الطنانة ، من قنابل الصوت وصواريخ المؤتمرات ، من المقاومة و الممانعة المنطلقة من قواعد العم سام ، ستمضغ الحركات و الجبهات لحومهم ، و تسمن على عائدات التجارة بأبدانهم ، كلٌ سيُحمل كلٍ المسئولية ، و كل سيستعمل الأطفال و أمهاتهم ، و آبائهم ليكسر شوكة الآخر ، و يبرهن صدق برنامجه و حجته ، سينطلق ألف مسيلمة ، و ألف سجاح ، على كل الجرائد و كل القنوات ، يبشرون بعهدهم القادم ، المبني على جماجمهم و عظامهم ، مشهد متكرر ، بنفس الرتابة ، و و بنفس الأبطال و السيناريو و الحوار ..
لو أن تنظيما أو حزبا فلسطينيا ، واحدا ، حمل المسئولية ، لو أن قائدا أعطى من وقته في جناحة في أي فندق بعضا من إهتمامه ، و توقف ولو لبعض ساعات عن التفكير في كلمات خطاب العيد ، أو خطة تعرية الخصم و توريط فلان أو علان ، أو نسج مؤامرة مع دولة كذا ضد الأخرين .. لو أن الغارق في ثنايا السياسة و تجارة المواقف ، أحس بالغارقين في بحور اللجوء و الذل و الهوان و التشرد ، لو كانت أرواحهم أهم من سعر الدولار ، لو أنه فقط يشعر ، بأنه إنسان ، ما كان ليرحل طفل أو تغرق عائلة في بحر ، ما كان لِييأس فلسطيني .
يا سادة ، هؤلاء القتلى في رقابكم ، فإخرسوا و لا تنطقوا ، إخرسوا ، و كفاكم جعجعة ، و إصمتوا صمت القبور ، لقد فروا من خيانتكم ، ألقوا بأنفسهم في اليم ، خلاصا من تفاهاتكم ، و تنازعكم ، و إنقسامكم ، دمرتم فيهم كل معاني الحياة و الأمل ، كفرتوهم بالمستقبل ، و مسختم بأيديكم و عهركم و خطاباتكم الجوفاء أحلامهم .. حولتم قبلتهم من القدس إلى روما أو قبرص ..فأنتم من الجاهلية وأنتم التقلب ، أنتم التذبذب والباطنية ..تبايعون أرباباً في الصباح و تأكلونهم حين تأتي العشية ، أكدتم بتصرفاتكم لهم ، أن القضية هي قبرص ، و أن الحل في نفق ، ونسفتم كل حقيقة و دمرتم كل أصيل فيهم لا تسمعونا صوتكم ، و لا تتاجروا بأبدان أطفال خنقتموهم بأيديكم غرقا في بحر الضياع بعد أن أضعتم وطنهم و أحلامهم الصغيرة إخرسوا .. لا سامحكم الله..


