خبر : خطاب هنية المتوقع ....د. عبدالله السعافين

الأربعاء 09 أكتوبر 2013 12:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطاب هنية المتوقع ....د. عبدالله السعافين



أخبرتني مصادر أثق بها أن اسماعيل هنية، رئيس وزراء حكومة غزة سيلقي خطاباً شاملاً في الأيام القليلة القادمة. واذا كانت هذه المعلومة دقيقة، فان أهمية الخطاب المنتظر تكمن ليس في فحواه فحسب، ولكن بشكل اكبر في كونه الظهور العلني الأهم لقيادي حمساوي للحديث في القضايا الكبيرة منذ الأزمة الطاحنة التي يعيشها الشعب والمنطقة منذ عام تقريبا وبلغت ذروتها في الانقلاب العسكري المصري وما نتج عنه من تغير في جيوبوليتيك العلاقة مع قطاع غزة.
هذا الخطب يأتي في مرحلة من مراحل التاريخ تتسم بالتعقيد الشديد وتقلب المواقف وتغير التحالفات بسرعة قياسية، وبدا خلالها كأن المنطقة برمتها عاشت وتعيش فوق رمال متحركة.
نتوقع أن يقول اسماعيل هنية زعيم حماس ورئيس الحكومة التي تدير غزة كلاما كثيرا يختلط فيه الديني بالسياسي، والمواقف بالأمنيات، والاعتذار بالتبرير، والواقع بالتاريخ، والتظاهر بالقوة والشكوى من الضعف.
نتمنى أن لا يغرق أبو العبد ويغرقنا معه في خطاب ديني ايماني، فعلى الرغم من حاجتنا للايمان، الا أننا نريد أن نسمع كلاماً يمس واقعنا وقضيتنا وتفاصيل حياتنا.
اقترح علي أبو العبد ان يختار بين ان يكون الخطاب ديني او سياسي ولا يخلط بينهما بمعنى أن تكون المفردات والمصطلحات سياسية راقية، وألا يقع فيما يقع فيه خطيب الجمعة الذي يهرب من عجزه السياسي الى الاستشهاد بالقران.
نتوقع من السيد هنية، وعلى الرغم من أهمية العلاقة بين قطاع غزة ومصر، ودخول فتح عباس على خط التحريض على غزة، والاجراءات التي نفذها ويقوم بها نظام الانقلاب في مصر، ومجمل ملف العلاقة مع مصر وتعقيداتها، ألا يخصص تسعين في المائة لمصر وعشرة لبقية العالم.
نأمل ان يكون هنية واضحا في الحديث عن رفض الوقوف في معسكر اسرائيل، حتى لو كانت فيه دول تدعم حماس بالاموال.
نتوقع من أبو العبد ان يعطي ايران حجمها الذي تستحقه والذي حصلت عليه مؤخراً على الساحة الدولية، وأن يكون منصفاً في الاعتراف بفضل ايران ودورها في دعم المقاومة ودعم حماس على أصعدة عديدة. وأن يكون واضحاً وصارماً في هذا السياق من مسألة معاداة الشيعة، وأن يعلن أن اثارة النعرة المذهبية هدفه حرف الشعوب عن القضايا الرئيسية المتعلقة بالتنمية والصراع الوجودي والتسلح وتحرير الأوطان من الاستعمار والاستيطان والاحتلال.

نتوقع ان يكون زعيم حماس في غزة قويا في حديثه عن الدور السعودي والاماراتي بصيغة لا تقبل التأويل من قبيل كنا نتمنى على بعض الدول الخليجية التي سكتنا عن علاقاتها مع اسرائيل التزاما منا بسياسة عدم التدخل في شئون الدول العربية الا تتآمر علينا وان يكون تدخلها لصالح الشعب وليس التحالف مع من لفظهم الشعب بعد ان ولغوا في دمائه،

صحيح أن حماس تعيش حالة من الضغط والأزمة، وليست بحاجة لمزيد من الاعداء، الا أن هذا الخطاب ضروري لمغازلة أطراف أخرى في الاقليم تنتظر من حماس اعادة المياه الى مجاريها. نتمنى من ابو العبد ان يطمئننا الى أن الموقف من الظام السوري يجب أن تحكمه مصالح الشعب والمقاومة وليس مصالح وايديولوجيا جماعة الاخوان المسلمين.

وحتى لا يغلق بابا من الأبواب، نريده أن يرحب بأي جهد سعودي للوساطة بي حماس ومصر، أو بين حماس وفتح، على أن يضمن الوسطاء التنفيذ الدقيق لما يتفق عليه، وألا تتكرر تجربة اتفاق مكة، الذي نقضته أطراف في فتح بمجرد عودتها من مكة الى غزة.
نتوقع من الأخ اسماعيل هنية أن يظهر لنا ادراكه لحقيقة التغيرات التي تجري في المنطقة على المستوى التكتيكي، وتحديداً ما يتعلق بسوريا، حيث بات النظام هناك يحظى بإجماع اقليمي ودولي على دعمه واستمراره. وألا يكون أقل براغماتية من محمود عباس الذي أرسل مندوباً عنه واجتمع مع بشار الأسد.
نتوقع كذلك أن نسمع في الخطاب تأكيداً على خيار المقاومة، وتحية للأيدي القابضة على الزناد في الضفة
وتوجيه التحية تحديدا لمخيمات جنين وقلنديا وعسكر وبلاطة والفارعة التي تتعرض لحملة صهيونية عباسية مشتركة، وأن يطالب أجهزة أمن السلطة من خلال رئيسها أبو مازن بكف أيديهم عن أهلنا في مخيمات الضفة.
نتمنى كل ذلك...ونتمنى معه أن يستعير خطباء الجمعة أفكاراً ومواقف من خطاب السيد اسماعيل هنية لا أن يستعير هو أفكاراً ومواقف من خطبهم. وأخيراً، نتمنى أن يعرض هنية خطابه على قيادة كتائب القسام، فهم صمام الأمان لحركته، وللمقاومة، وللقضية، وأن يلتزم بما يقترحون.
ونتمنى ألا يطول الخطاب أكثر من ساعة، وأن يتجنب أوقات مباريات الدوري الانجليزي والأسباني، وأن لا يفوته التهنئة بحلول عيد الأضحى.