خبر : ارهاب دولة لا تمنعه سيادة ...د.يوسف رزقة

الأحد 06 أكتوبر 2013 08:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
ارهاب دولة لا تمنعه سيادة ...د.يوسف رزقة



لا اعرف جيدا من هو ( أبو انس الليبي)، ولا املك الآن غير المعلومات التي تنشرها وسائل الاعلام بمناسبة اعتقاله. ما اعرفه مؤخراً ان قوة من التدخل السريع أمريكية الهوية قامت باعتقاله قرصنة وهو عائد الي بيته من المسجد في طرابلس عند صلاة الفجر. القوة الاميركية مكونة من عشرة أفراد وثلاث عربات. قوة الكومندز اعتقلته تحت تهديد السلاح، وربما خرجت به من خلف ظهر الحكومة الليبية. 
ما يلفت النظر ان الحكومة الليبية نفت علمها بالعملية ، ونفت مشاركتها فيها، وأنها أخبرت بها لاحقا من السفارة الأميركية بطرابلس ؟! ولم تكشف الإدارة الاميركية عن مكان وجود ( أبي انس الليبي)، ولا كيف تمت العملية؟! 
السلطات الأميركية توجه اتهامات بالإرهاب ضد مصالح أميركية لليبي، وهي اتهامات خطيرة قد تفضي إلى الحكم المؤبد. 
ما يثير المواطن الليبي والمواطن العربي أمور عديدة ومنها : اعتقال الليبي من على الأرض الليبية، بيد قوة تدخل سريع أميركية، من خلف ظهر الحكومة الليبية، في عهد ليبيا الثوري الذي لم يستقر بعد. الثورة الليبية جاءت لإرساء قواعد القانون ، ولتثبيت أسس الديمقراطية، ولحماية حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار تكون أميركا قد ادخلت الحكومة الليبية في دائرة المتهم ، أما بالتواطؤ ، وإما بالعجز، وكلا الأمرين لهما تداعيات سلبية على الحكومة وعلى الشعب الليبي. لا سيما وان الليبي ربما ينتمي لتنظيم القاعدة حقاً كما تزعم أميركا، وهذا يضاعف حالة الاحتقان والارتباك في ليبيا. 
أميركا لا تسطيع القيام بهذه العربدة في دولة قوية ، لان مفهوم سيادة الدولة يمنع هذه العربدة، ومن هنا نستطيع القول ان أميركا لا تقر لضعيف بالسيادة، لان السيادة لا تعني ما هو مكتوب في القانون ، وإنما هي ما تكتبه الدولة القوية في الميدان. 
القوات الاميركية تنتهك السيادة في باكستان وفي اليمن وفي أفريقيا دون النظر في القانون الدولي وفي مفهوم السيادة الذي تقرره الكتب، لان لها مفهومها الخاص للسيادة، حيث تنهي سيادة الدول الضعيفة في العالم عند بداية المصالح الاميركية ، أو قل القرار الأميركي. لا احد يقر أميركا في مفهومها للسيادة ، ولكن لا احد بمكانته ان يمنع تطبيق أميركا لمفهومها عن السيادة. 
إرهاب أميركا الدولة لا يختلف عن إرهاب أي منظمة تحمل هذا الاسم. الإرهاب هو استعمال القوة ضد ضعيف لا يملك القوة، وأميركا تتطبق هذا لمفهوم تماماً كما يطبقه تنظيم ضد مدنيين لا حول لهم ولا قوة. أميركا هي الدولة الأكثر رعاية وتطبيقا لمفهوم الإرهاب في العالم خاصة في نظر المستضعفين في الأرض. أميركا تخترق القانون الدولي باسم مكافحة الإرهاب ، وترعى دولا إرهابية كاسرائيل باسم مكافحة الإرهاب، وتقتل أفرادا وجماعات خارج القانون وخارج المحكمة باسم مكافحة الإرهاب، وهي الدولة الأكثر احتكارا للإرهاب نفسة، لذا تجد العالم الثالث كله تقريبا مسكون بكراهية متوارثة لأميركا. 
من حق الحكومة الليبية ان تشتكي أميركا إلى الامم المتحدة، ولكن السؤال الأهم هو هل تستطيع ذلك؟! وماذا بعد الشكوى ؟! وهل أنصفت أميركا أو الامم المتحدة الاميركية أحدا حتى تنصف السيادة الليبية؟! إذا كان الإحباط هو سيد الموقف ( فغلب باستيرة، خير من غلب بفضيحة). والليبي ليس الاول ولن يكون الأخير ، و( وآل بيشوب بلوك غيرة بتهون عليه بلوته)؟ وفي الأمثال عادة ما ينفس الكريات.