خبر : وداعًا للسلمية ....عماد الدين حسين

الأحد 06 أكتوبر 2013 12:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
وداعًا للسلمية ....عماد الدين حسين



سقطت كلمة سلمية، لم يعد أحد يصدق أحدا حينما يهتف سلمية، صارت ــ للأسف ــ مبتذلة ومثيرة للسخرية ومادة للتندر.

كان للكلمة هيبة ووقار عندما كان يهتف بها ثوار التحرير فى وجه جبروت بعض أجهزة حبيب العادلى.

كان غالبية المتظاهرين سلميين حقا، وربما للموضوعية كان بعضهم يضطر لاستخدام الحجارة للتصدى بطش أجهزة الأمن وقتها.

ظلت الثورة متمسكة بسلميتها بعد إسقاط مبارك بشهور، حتى تم استدراج بعض الثوار إلى استخدام المولوتوف ومحاولة اقتحام الوزارات والهيئات والسفارات وحرق المجمع العلمى، وكان المستفيد الوحيد من هذا الأسلوب هو أجهزة الأمن وكل من يريد شيطنة الثورة وإظهارها بأنها عنيفة ودموية كى يتم تشويه الصورة الحضارية التى اكتسبتها خصوصا لدى الخارج الذى كان يتعامل مع ميدان التحرير باعتباره مزارا نبيلا.

ومنذ سقوط الإخوان ولا تكاد تمر مظاهرة لأنصارهم من دون اشتباكات مع الأهالى أو الأمن الأمر الذى يقود إلى سقوط ضحايا.

يقول أنصار الإخوان إن مظاهراتهم دائما سلمية وإن الأمن هو الذى يعتدى عليهم بصورة مباشرة أو عبر «المواطنين الشرفاء»، وهم المجموعة التى يعتقد الإخوان أنهم بلطجية ولا يريدون تصديق أن غالبيتهم فعلا مواطنين وشرفاء أو لنقل مواطنين عاديين.

فى مرات كثيرة يركز الإخوان على القشور ويهملون الجوهر. لا يكفى مثلا أن تعلن أن مظاهرتك سلمية فى حين تقوم بقطع الطريق، الأمر الذى يتسبب فى تعطيل مصالح العباد، ما يدفع بعضهم إلى الخروج من سيارته والاشتباك مع المتظاهرين.

لا يكفى أن تقول إن مظاهرتك سلمية ثم تقوم بكتابة شعارات تشتم وتسب فيها الجيش وقادته، على جدران بيوت المواطنين ومن دون إذنهم وعلى المنشآت العامة والخاصة، رغم أن هذا الأمر مجرم قانونا.

لا يكفى أن تقول إن مظاهرتك سلمية فى حين أنك تهاجم مواطنين آخرين رفعوا صور السيسى أو أعلنوا تأييدهم للجيش أو لثورة 30 يونيو.

لا يكفى أن تقول إن مسيرتك سلمية وأنت دائم التهديد للمواطنين بأنك ستعطل المترو وشبكة الهاتف والطرق.

والأهم أنه لا يكفى أن تقول إن مظاهرتك سلمية فى حين أن مجمل أفكارك إقصائية ومتطرفة ولا تقبل الآخر.

نموذج ذلك هو هذا المتطرف الذى هاجم الزميل خالد داود القيادى بحزب الدستور وطعنه بالمطواة صائحا: «ياكافر» وهو لا يعلم أن خالد لا هم له هذه الأيام إلا الدفاع عن كل صاحب رأى بمن فيهم الإخوان.

فى المقابل فإنه لا يحق لأجهزة الأمن أو خصوم الإخوان مهاجمة مظاهراتهم طالما أنها التزمت بالقانون.

وللموضوعية فالأمر ليس مثاليا، فعندما يكون الاستقطاب على أشده فإن مجرد خروج مسيرة للإخوان حتى لو كانت سلمية فى محيط معادٍ سيعرضها للتحرش والضرب.

صار معروفا أن المظاهرة الإخوانية تخرج فيتعقبها بقية المواطنين بأغنية «تسلم الأيادى» أو «صور السيسى»، وبعدها يجن جنون الإخوان وتبدأ الاشتباكات وتتطور إلى سقوط قتلى.

وإذا تعاملنا مع ما حدث فى هذا اليوم باعتباره بروفة لما هو متوقع اليوم الأحد، فعلينا أن نضع أيدينا على قلوبنا خشية وقوع حمام دم.

نناشد جماعة الإخوان ونقول لهم إن الإصرار على التظاهر فى أماكن معارضيكم سيؤدى إلى مجازر محققة. وإذا حدث ذلك لا قدر الله فعليكم ألا تلوموا إلا أنفسكم.