خبر : نبيل عمرو:استبعد حصول انتفاضة فلسطينية ثالثة وغير متأكد من عقد مؤتمر فتح

الخميس 26 سبتمبر 2013 03:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
نبيل عمرو:استبعد حصول انتفاضة فلسطينية ثالثة وغير متأكد من عقد مؤتمر فتح



رام الله / سما / استبعد القيادي في حركة فتح، نبيل عمرو، نشوب انتفاضة فلسطينية ثالثة، معتبراً أن مقتل جنديين "إسرائيليين" في الضفة الغربية هو نتاج طبيعي لحالة الإحباط التي تسود العملية السياسية.

 واعتبر عمرو في تصريحات لموقع"سلاب نيوز" ،ان "لا أحد يستطيع قراءة التطورات، وكلما انحصرت فرص نجاح المفاوضات والتقدم في الحل السياسي تبرز ظواهر العنف هنا وهناك". وأضاف عمرو "لا يمكن القول أن ما جري في الضفة الغربية من تصعيد مؤخراً مقدمة لانتفاضة أو لتصعيد مسلح ولكن هي نتاج طبيعي لحالة الإحباط التي يستغلها كثيرون، والمسار السياسي إذا لم يتقدم فإن الوضع سيضل غامض ومرشح لكافة الاحتمالات". وتابع قائلا : "نشوب انتفاضة ثالثة يعني دم وفوضي داخلية، واحتمال استغلال الطرف الأقوى عسكرياً للوضع، إنما من حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال بوسائل أخرى بالتظاهرات والإضرابات وبالصمود على الأرض هناك وسائل كثيرة لا تعطي فرصة لإسرائيل لإسالة دماء الفلسطينيين".

ورفض عمرو توجيه الاتهامات إلى أي جهة فلسطينية تحاول استغلال حالة التصعيد الجارية في الضفة الغربية لصالحها، مكتفياً بالقول: "علينا الاستفادة من دروس الماضي لتحسين أداءنا في الحاضر والمستقبل، نحن شعب يريد الحرية والاستقلال وهذا هدف لا تنازل عنه ولا تراجع، ويجب التدقيق بالوسائل التي نملكها وعدم الذهاب إلى ردود فعل قد تؤدي إلى نتائج عكسية علينا". تجدر الاشارة الى مقتل جندي إسرائيلي مساء الأحد، بعد تعرضه لعملية إطلاق نار قرب منطقة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وهذا هو الجندي الثاني الذي يقتل في الضفة الغربية خلال يومين، بعد أن أعلن مساء السبت الماضي عن مقتل جندي إسرائيلي تم إختطافه من قبل فلسطيني واقتياده إلى مدينة قلقيلية التي عثر على جثته فيها.

وفيما يتعلق بالمفاوضات، أكد عمرو أن العودة إلى المفاوضات تسببت بحرج كبير للوفد الفلسطيني المفاوض كونها تسير في ظل استمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداءات المتكررة على الأراضي والممتلكات. و في السياق نفسه، أوضح عمرو ان المفاوضات هي استحقاق دولي وليس رغبة جامحة من الفلسطينيين بالعودة إليها، قائلاً: "العالم يريدنا ان نجلس على مائدة المفاوضات ولا نستطيع ان نعارض العالم، هذا لا يمنع القيام بأنشطة قوية للغاية في مجالات متعددة يحترمها العالم ويعترف بنا من خلالها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي حل سياسي". كما استبعد عمرو، ان تؤدي المفاوضات الجارية إلى سلام شامل، وذلك بسبب تصرفات حكومة العدو على الأرض، وانشغال العالم في قضايا أكثر سخونة من قضيتنا، داعياً إلى مواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق بالوسيط الأمريكي الراعي لعملية السلام، قال: "دعنا نراقب إلى أي مدى يستطيعون أن يحرزوا تقدم في العملية السياسية، واعتقد أن اللقاء الذي تم بين الرئيس عباس والرئيس الامريكي باراك أوباما أمس في نيويورك يوضح وجود رغبة أمريكية بمواصلة العمل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

يشار إلى أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استؤنفت نهاية يوليو الماضي بعد جهود قادها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري. وعقد الفريق التفاوضي عن الجانبين إلى الآن سبعة اجتماعات في واشنطن والقدس والضفة الغربية، دون أن يعلن أي تقدم ملموس لاحتمال التوصل إلى سلام.


وعن المصالحة الفلسطينية، قال عمرو، أن هناك طرف لم يسميه، يسعى إلى تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. وهناك طرف أخر –بحسب عمرو- هو أكثر نفوذاً لا يريد تحقيق المصالحة الفلسطينية، ربما لتحقيق مصالحه الخاصة والضيقة من خلال استمرار الانقسام. ورأى عمرو، أن الظرف المحيط بحركتي (فتح وحماس) تملي عليهم لإعادة التفكير في حساباتهم، قائلاً: "الوطن المقسم لا يمكن أن يأتي بنتيجة سياسية إيجابية، وبالتالي أنا أعتبر أن الظروف تهيئ لمصالحة من خلال الذهاب إلى الشعب عبر انتخابات ليقرر المستقبل ونحترم جميعا نتائجها".


وقال: "يجب أن تعود الكرة للشعب الفلسطيني ليقرر ولذلك يجب ليذهب إلى صناديق الاقتراع ليختار ممثلين جدد يفرزون قيادة جديدة"، موضحاً أن النخب السياسية الحالية عجزت وفشلت سواء على صعيد المفاوضات أو على أي صعيد أخر. وكانت حركتي (فتح وحماس) قد توصلتا لاتفاقيتين للمصالحة الأولى في مايو 2011 برعاية مصرية، والثانية في فبراير 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات العامة. يشار إلى أن حركتي (فتح وحماس) وقعتا في السادس من فبراير 2011 برعاية قطرية (إعلان الدوحة) الذي نص على تشكيل حكومة توافق برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للإعداد للانتخابات العامة، الا أن بنود الاتفاق لم تجد طريقها للتنفيذ حتى الآن. وفي الشأن الداخلي لحركة فتح، أجاب عمرو على سؤال حول استعدادات وتجهيزات حركة فتح للمؤتمر السابع للحركة والمفترض عقده في شهر آب القادم، قائلاً: "لست متأكد من عقد مؤتمر قادم لحركة فتح، أنا لا اعتقد أن هناك عمل جدي لإجراء مؤتمر بصورة دورية يفرز قيادات متجددة، لم نصل إلى هذا الوعي حتى الآن". وأضاف "لا يوجد هناك تفكير ولا يوجد حشد ولا تعبئة للمؤتمر القادم، وما يجري تداوله هو مجرد حديث، هناك أشخاص في الحركة لا تريد عقد مؤتمر للحركة وترغب ببقاء هذا الوضع كونه يريحها". وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية طالب بمباشرة التجهيز للمؤتمر السابع للحركة والمفترض عقده في شهر آب القادم، داعيا حركة فتح لتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر استكمالاً لحالة الاستنهاض التي تقوم بها الحركة في الأقاليم.