خبر : تفخيخ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بقلم.. توفيق أبو شومر

الإثنين 23 سبتمبر 2013 11:40 م / بتوقيت القدس +2GMT




"قُتل الجندي غال كوبي برصاصة من قناصٍ في الخليل يوم 22/9/2013"
خبرٌ تناقلته كل وسائل الإعلام، خبرٌ له ما بعده، خبرٌ قد يكون نقطة تحول جديدة في مستقبل الاستيطان في الخليل كلها، فها هو نتنياهو نفسُه يقول بعد وقتٍ وجير من قتل الجندي:
"يجب السماح للمدنيين الإسرائيليين بأن يسكنوا المنطقة المحاذية للحرم الإبراهيمي، لأن إسرائيل لن تسكتْ عن قتل جنديين خلال الأيام القليلة الفائتة.
إن الإرهابيين الذين يحاولون اجتثاثنا من أرض آبائنا وأجدادنا سيحققون هدفا مُغايرا، فسوف نُعزِّز الاستيطان ونحارب الإرهاب"
شكر مستوطنو الخليل رئيس الوزراء لأنه أعادهم إلى (حرمهم) الإبراهيمي، وطالبوه بأن يوقف فورا المفاوضات مع الفلسطينيين، وأن يلغي صفقة إطلاق الأسرى.
قال الليكودي داني دانون نائب رئيس هيئة الأركان:
" يجب على رئيس السلطة الفلسطينية(أبو مازن) والمسؤولين الفلسطينيين أن يشجبوا العملية بوضوح!!!".
أما آفي روعيه رئيس مجلس يهودا والسامرة الاستيطاني فقال:
" على كل الوزراء الإسرائيليين أن يوقفوا المفاوضات مع الفلسطينيين، لأن السلطة تشجع التحريض"
استعدتُ حادثة مستوطنة إيتمار في نابلس عندما قتل فلسطينيٌ عائلة فوغل الإسرائيلية المكونة من خمسة أفراد يوم 12/3/2011 كيف وظَّف المطبخُ السياسي الإسرائيلي هذه الحادثة لتعزيز الاستيطان في نابلس ببناء مستوطنة إيتمار الثانية، بعد اغتصاب أراضي الفلسطينيين!!
هاهم اليوم ينتقلون إلى المرحلة الاستيطانية الثانية في الخليل، وهي الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي بالطريقة نفسها وبالعذر نفسه، وهو عذر الإرهاب الفلسطيني.
تُرى ماذا سيفعل الفلسطينيون، هل سيشجبون العملية وفق المواصفات الإسرائيلية، ليعودوا من جديد إلى طاولة المفاوضات؟
مع العلم بأن شجب العملية وفق مواصفات إسرائيل يقتضي ما يلي:
أن يُعلن الرئيس أبو مازن أولا عن الشجب العلني (للإرهاب الفلسطيني) في وسائل الإعلام الفلسطينية قبل وسائل الإعلام الغربية، لغرض تعميق الخلاف الفلسطيني الفلسطيني!!
أن تعلن الخارجية الفلسطينية بلغة واضحة عن شجبها لهذا العمل (الإرهابي) في كل وسائل الإعلام!!
وإذا حدث ذلك فسيحتج الإسرائيليون على صيغة الشجب ولغته،وإذا لم يجدوا ثغرةً فسوف يحتجون على نوع وسيلة الإعلام التي ظهر فيها الشجب والاستنكار!! فهم دائما بارعون في تفخيخ الجو السياسي والدبلوماسي!!
ملاحظة أخيرة:
إن قتل الأبرياء الفلسطينيين غير المسلحين وتدمير ممتلكاتهم ومصادرة أراضيهم وتشريد العائلات في القدس والعراقيب وغور الأردن، فهذه كلها لا تخضع للمواصفات الدبلوماسية الإسرائيلية، وليس معتادا أن يُطالب المسؤولون الفلسطينيون المسئولين الإسرائيليين بأن يشجبوا هذه العمليات، على الرغم من أن كل أحرار العالم يسمونها:
التطهير العرقي للفلسطينيين!!