خبر : مجرم حرب يحصل على مهلة والعالم يُبارك \ بقلم: بوعز بسموت \ اسرائيل اليوم

الإثنين 16 سبتمبر 2013 10:13 م / بتوقيت القدس +2GMT



   يحصل مجرم حرب على مهلة ويبارك العالم الاتفاق الامريكي الروسي.

 

          لم يجتز الاسد الى الآن حتى المرحلة الاولى وهي تقديم قائمة بمخزون سلاحه الكيميائي يفترض أن ينقلها حتى الاسبوع القادم – لكن أصبح الجميع (تقريبا) يمدحون عبقرية الاتفاق الذي وُقع عليه في جنيف. سيتخلى الاسد في سنة 2014 فقط، اذا تخلى أصلا، عن سلاحه الكيميائي لكن مباركي الاتفاق الكثيرين أصبحوا في المحطة التالية وهي طهران.

 

          إن سياسة الرئيس الامريكي الخارجية الجديدة (لا تُمسكوا بي فلن أطلق النار) يفترض أن تجرد سوريا من السلاح الكيميائي وأن تجرد ايران بعد ذلك من سلاح غير تقليدي. "لا يجوز للايرانيين أن يستنتجوا أننا لن نهاجمهم"، قال اوباما أمس في مقابلة صحفية مع شبكة "إي.بي.سي". لكن من الصعب شيئا ما أن نؤمن بأن الايرانيين هم على يقين حقا من أنه يوجد اليوم خيار عسكري حقيقي. إن سوريا هي هدف أسهل كثيرا من ايران ومن الحقائق أنها هوجمت أربع مرات في هذه السنة دون قدرة حقيقية على الرد. فمن المنطق أن نفرض أن من لم يهاجم سوريا فلن يهاجم ايران ايضا. وهذه هي الرسالة الرئيسة التي تلقيناها من القضية السورية كلها.

 

          كان يجب في واقع سوّي أن يكون الاسد مقيدا في طريقه الى المحكمة في لاهاي. لكن يا للذة حينما يكون لك راعٍٍ روسي. إن الاسد قد حصل اليوم على جائزة على استعماله للسلاح غير التقليدي. وينبغي أن نذكر أن كل سياسة التصعيد التي اختارها منذ بدأت الأحداث تخدمه فقط. من كان يُصدق أن استعمال السلاح الكيميائي في 21 آب سيجعله أكثر حصانة؟.

 

          إن الاسد والنظام في طهران ووكيله الروسي ايضا أدركوا مبلغ كون الحروب لم تعد من الموضة. ومبلغ كون الرأي العام لا يتحمل ضحايا عسكريين. وهم يعرفون قراءة استطلاعات الرأي ايضا.

 

          إن نظام الاسد كنظام آيات الله مبرمجان لحكم شعبيهما بأجهزة تخويف. وهما يبقيان على هذا النحو فقط، فالحكم بالنسبة إليهما هو حكم مدة الحياة كلها. إن المشروع العسكري في ايران يفترض أن يكون شهادة تأمين للنظام (كما في كوريا الشمالية)، أما في سوريا ولأنهم لم ينجحوا في 2007 في الاستمرار في المشروع، فان السلاح الكيميائي هو سلاح يوم القيامة بالنسبة إليهم، ولهذا من الصعب شيئا ما أن نرى الاسد يتخلى عن شهادة تأمينه وذلك خاصة في اثناء حرب أهلية قاسية. وقد كان القذافي يُرى في العالم العربي على أنه أكبر ساذج بعد أن تخلى عن مشروعه الذري في 2003.

 

          سيُنشر تقرير الامم المتحدة قريبا ويفترض أن يُزعزعنا. وسيتبين لنا بصورة رسمية أن الاسد هو الذي كان مسؤولا في شهر آب عن استعمال السلاح المُحرم على مواطنيه، وسنرى ايضا مبلغ أهمية الحفاظ على الحلفاء وعلى المصالح بالنسبة للروس وأن ذلك أعظم من الحقيقة نفسها (ما زالت موسكو تزعم أن المعارضة السورية هي التي استعملت السلاح الكيميائي).

 

          إن الاغراء بالانضمام الى قائمة مباركي اتفاق كيري – لافروف كبير. فأي شخص سوّي يحب الحروب؟ بيد أن اوباما يحب اليوم أن يصغي الى الروس ولهذا يحسن به أن ينتبه الى الكلام الذي قاله مُحب كبير للسلام وهو تولوستوي: "لا تكون مهتما بالحرب دائما، لكن الحرب تكون مهتمة احيانا بك".