فشلت بمعجزة محاولة مخرب منتحر يبدو أنه من سيناء في استعمال سيارة مفخخة على وزير الداخلية المصري في الاسبوع الماضي. وأُضيف الى ذلك عملية قاتلة وسلسلة مظاهرات لا تنتهي، في اطار الفوضى التي يطمح اليها قادة الاخوان المسلمين بغرض زعزعة مصر لاعادة مرسي الى الحكم.
برغم تصريحات قادة الاخوان المسلمين بأنهم يعارضون العنف واستعمال السلاح يلوح تصعيد كبير في نشاطهم وبازاء ذلك تزيد قوات الامن المصرية في الضغط المستعمل عليهم. وفي اطار نشاط أمني معزز اعتُقل نشطاء كبار آخرون من قيادة الاخوان وسُجن مصلون في مسجد مركزي في مدينة أسيوط في اثناء صلاة يوم الجمعة. وبوحي من شيخ الأزهر محمد الطيب الذي يعمل بتفاهم وتنسيق مع الحكومة الجديدة، أُقيل أئمة وعُين في اماكنهم خريجون من مؤسسة الأزهر فقط موالون للسلطة، بل إن الحكومة تزن إخراج الاخوان المسلمين خارج القانون.
يشمل العلاج الجذري لمساعدي الاخوان المسلمين أطراف سيناء ايضا التي أصبحت جيبا انفصاليا للارهاب الاسلامي وخرجت منها العمليات الارهابية التي وجهت على عسكريين وعلى أهداف استراتيجية في مصر. ويوجه جزء من هذه الخطوات ايضا على حماس التي لها صلة بنشاط تآمري وبعمليات في مصر مساعدة للمنظمة الأم، الاخوان المسلمين.
تُعاني حماس أعراض "الملك ميديس". فمعها مال كثير جمعته من صناعة الأنفاق الى أن تم القضاء عليها، لكنه بازاء الدمار والخنق على حدود رفح لا يوجد شيء يشتريه رجال الحركة بهذا المال. وتنهار في هذه الاثناء نظم البنى التحتية والطبية والاقتصادية، وتستعد حركات احتجاج مثل "تمرد" في مدن القطاع لمسيرات ضخمة موجهة على حماس.
على حسب ما تقول الصحيفة الاسبوعية "وطن" التي تعتمد على موقع الانترنت "أسرار عربية"، تنظم نفسها في سيناء عصابة مسلحة من مقاتلي فتح بقيادة محمد دحلان، هدفها الدخول الى القطاع بمساعدة مصرية والقضاء على حكم حماس. وحتى لو كان الحديث حتى الآن عن ستار دخان فقط فان حماس تخشى امكانية أن تُشعل فتح نارا عليها في ساحتها الخلفية.
طُردت فتح من القطاع بعد الانتخابات في 2006، لكن السلطة الفلسطينية لم تتخل قط عن رغبتها في العودة الى حكم القطاع وأن تكون قائدة الشعب الفلسطيني في هذه المنطقة ايضا. بيد أن حماس التي تمتعت بوضع سياسي أخذ يتحسن في نهاية عهد مبارك وعلى عهد مرسي في الأساس، شعرت بأنها الحاكمة الوحيدة وتجاهلت أبو مازن وجهود مصالحته. لكن حينما وجهت الدعاوى على الفلسطينيين بسبب الانقسام بينهم أدركوا في حماس أنه توجد مشكلة يجب تجاوزها كي يُنظر إليهم على أنهم كيان واحد. وتمت في الحقيقة عدة لقاءات كهذه في محاولة للمصالحة بين الطرفين، لكن خالد مشعل واسماعيل هنية أفشلا هذه الجهود على نحو منهجي. والآن بقيت المنظمة وحيدة بسبب سقوط مرسي وبسبب فقدان مراكز دعم حماس في ايران ولبنان وسوريا.
توجد في الميدان إشاعات عنيدة تقول إن فتح لم تتخل عن السيطرة على القطاع من جديد وقد تفعل ذلك بمساعدة من مصر. إن العلامات التي تشهد على القضاء على البنى التحتية لحماس في رفح المصرية وفي سيناء، ومقدار المشاركة المتزايدة للاستخبارات والجهات الامنية المصرية على حدود القطاع، والمصالح المشتركة مع فتح، تشهد على أن المصريين لن يجلسوا مكتوفي الأيدي بازاء ما يجري في داخل القطاع ايضا.
صحيفة اسرائيل اليوم 10 سبتمبر 2013


