القدس المحتلة / سما / ذكرت صحيفة " لو فيجارو" الفرنسية نقلاً عن مصادر تابعة لها، أن قوات خاصة تابعة للجيش الأميركي والإسرائيلية والأردني، تعمل إلى جانب قوات المعارضة في سوريا ضد قوات الجيش السوري التابعة لنظام بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن القوات المشتركة بدأت بالعمل إلى جانب الثوار السوريين منذ منتصف شهر آب/أغسطس الحالي، مشيرة إلى أن القوات المشتركة بدأت بتدريب 300 مقاتل من الجيش السوري الحر لمواجهة قوات الأسد.
ولفتت الصحيفة نقلاً عن مصادر عسكرية إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تفضل عدم إرسال قوات تابعة لها في سوريا، وتعمل في الوقت الحالي على تدريب عناصر من قوات المعارضة لتنفيذ عمليات ضد نظام الأسد.
ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين فرنسيين قولهم :" الولايات المتحدة تعمل على إنشاء منطقة عازلة في جنوبي سوريا، تكون خالية من قوات الجيش التابعة لنظام الأسد، عبر إقامة حظر جوي للطيران السوري، ومن ثم الانطلاق إلى داخل سوريا انتهاءً بإسقاط نظام الأسد".
وبينت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية وضعت منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع أرض-جو "باتريوت" بالقرب من الحدود السورية الأردنية، بالإضافة إلى طائرات حربية من نوع "F16"، بهدف إقامة حظر جوي للطيران السورية في المناطق الجنوبية.
وتابعت المصادر العسكرية قولها:" إن ما دفع نظام الأسد لاستخدام الأسلحة الكيماوية هو علمه بوجود قوات دولية تحارب داخل سوريا، فقد هدد المتحدث باسم النظام السوري، بأن سوريا لن تستخدم الأسلحة الكيماوية إلا في حال دخول قوات أجنبية إلى داخل الأراضي السورية ".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد ذكرت في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة الأميركية قد أرسلت أربعة بوارج بحرية إلى مياه البحر المتوسط، موضحة أن هذه البوارج قادرة على إطلاق صورايخ "التوماهوك" ذات القدرة التدميرية العالية.
قالت صحيفة هآرتس صباح الأحد، إن التقديرات الإسرائيلية في أجهزة الأمن ترجح أن يقوم الرئيس الأمريكي، براك أوباما بتوجيه ضربة محدودة لسوريا، "عقابا" لها على استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين في الغوطة الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة إن التقديرات الإسرائيلية تستند بالأساس إلى تعاظم الضغوط التي يتعرض لها أوباما، على أثر استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية ضد مواطنيه، إذ يطالبه الرأي العام بتنفيذ تحذيراته للأسد من العام الماضي بأن الأسلحة الكيماوية هي خط أحمر.
وكشفت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي أجرى أمس اتصالا هاتفيا برئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بني غانتس. وتناول الاثنان في اتصالهما الهاتفي الأوضاع في المنطقة، وتدهور الأوضاع على نحو خاص في سوريا.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن الجنرال ديمبسي ، سيصل الأسبوع القادم إلى المنطقة للمشاركة مع عدد من نظرائه الأوروبيين في مؤتمر في العاصمة الأردنية عمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن لجوء الولايات المتحدة لخيار عسكري ضد سوريا سيلزم إسرائيل بزيادة منسوب الحذر والاستعداد العسكري على الجبهة الشمالية وفي الجبهة الداخلية، والتأهب لعدة سيناريوهات مختلفة كانت أجهزة الأمن الإسرائيلية ناقشتها الأسبوع الماذي مع ارتفاع منسوب التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا.
وقالت الصحيفة إن الأدلة الأخيرة التي أثبتت دون أدنى شك استخدام الأسلحة الكيماوية ستضطر الإدارة الأمريكية الى التحرك عسكريا ضد سوريا، على الرغم من عدم حماس الرئيس أوباما لذلك. وبالتالي فإن أي خطوة أمريكية قادمة ستكون بداية محدودة وعينية لا تورظ الولايات المتحدة بحرب جديدة في الشرق الأوسط ، ومع أن القرار الأمريكي بهذا الخطط لم يتخذ في واشنطن بعد إلا أنه من المؤكد أن أوباما سيمتنع عن عملية إنزال برية على الأرض السورية.


