خبر : اسرائيل هي المستفيد من جريمة قتل الجنود المصريين...اطلس للدراسات

الخميس 22 أغسطس 2013 01:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
اسرائيل هي المستفيد من جريمة قتل الجنود المصريين...اطلس للدراسات



ان جريمة ذبح الجنود المصريين عندما كانوا يرتدون لباسهم المدني في طريق عودتهم من نهاية خدمتهم , مستسلمين وادعين كالخراف , جريمة بشعة وفعل شنيع وقبيح , لا يصدر الا عن ألة قتل غريزيه تقتل لترتوي بدماء الضحية او لتشعر بالرضى الذاتي امام منظر الدماء المتطايرة والاجساد المرتجفة و المتلوية مستنجدة برب القتلة الملوثون عقليا والمنحرفون نفسيا وعاطفيا بعد ان تم استئصال بعض ما كان لديهم من ثقافة البشر .

لهول الجريمة وعبثية اهدافها التي صدمت الجميع واعادة الى الاذهان جريمة قتل الجنود الستة عشر في رمضان من العام السابق ولأن هذا الفعل الجريمي المنظم الواعي لما يريد , غير مفهوم من تلقاء نفسه ولأنه مستنكر ومستهجن ولأننا مسلمون لا نستطيع ان نتقبل حقيقة ان يقوم عربيا مسلما بهذا القتل الجماعي المتعمد، فلا يمكننا الا ان نتهم اسرائيل وعملائها بتنفيذ هذه الفعلة . فكل هذا الحاصل ان نحن امعنا النظر لا يخدم في النهاية الا طرفا واحدا يحلم ويتمنى الخلاص من هذه الامة بايدي ابنائها. كما أن مشاهد القتل والدماء والعبث بحياة المصريين ومحاولات شق وحدة الشعب والامة المصرية عبر موجات تحريض اعلامي اسود تعبئ جزء من الشعب ضد جزء اخر لا تخدم في النهاية سوى اعداء مصر واعداء الامة . من يتابع الاعلام الصهيوني يرى بوضوح الفرحة التي تسكن النخب السياسية والامنية وهي تتابع هذا الصراع الدامي على السلطة في ارجاء العالم العربي وعلى وجه الخصوص في مصر نظرا لأهميتها وتاثيرها في قلب وعقل الامة. وهو ما عبر عنه رجب طيب أردوغان حين اشار الى لقاء عقد في فرنسا في 2011 جمع تسيفي ليفني وزيرة العدل في حكومة اسرائيل الحالية والمثقف الفرنسي اليهودي برنار ليفي حيث قالت ليفي انه حتى لو فاز الاخوان المسلمون في الانتخابات فانهم لن يتولون الحكم وذلك لان الديمقراطية ليست في الصناديق . صحيفة يديعوت ذاتها أشارت الى مؤتمر نظمته دائرة العلوم السياسية في جامعة تل ابيب في ذات العام, 2011 , شارك فيه المثقف الفرنسي اليهودي برنار ليفي والذي كان بعنون " أثر الربيع العربي على إسرائيل " حيث أوصى برنر ليفي الجيش المصري بمنع الاخوان من الوصول الى الحكم.
كما أن معهد الأمن القومي الاسرائيلي في تقرير نشره في نهاية العام الماضي أشار بوضوح الى أن عام 2013 هو عام الصراع على السلطة في مصر .
ليس معروفاً على وجه التحديد من قام بجريمة قتل الجنود المصريين في سيناء بهذه الطريق البشعة والتي تذكر بحادثة قتل 12 جندي مصري في رمضان قبل السابق , وهي بالتأكيد من فعل أيدي مجرمة وعابثة تريد خلط الأوراق في المشهد المصري واستدراج المصريين شعباً وحكومة ومعارضة في حرب عبثية لا تبقي ولا تذر والمستفيد أولاً وأخيراً هو عدو المصريين كلهم وعدو العرب كلهم والأمة كلها وهي بالتأكيد اسرائيل ومشايعوها اصابع اسرائيل في المشهد المصري . لا ينكر متابع ان اسرائيل بصفتها العدو الاكبر للعرب والمسلمين بحكم الصراع الوجودي لن تألوا جهدا في التآمر وصناعة الدسائس لكنها اكثر خبثا ودهاءً من الظهور المباشر في الجريمة النكراء , فإسرائيل لها مصلحة كبيره فيما يجرى من قتل ودماء وتفجير في كل ساحات العرب لإشعال الفتن وضرب وحدة الشعوب. بالطبع ثمة مسؤولية عامه ومبدأيه وغير مباشره تتحملها جهات رسميه ومجتمعيه سمحت لإسرائيل ان تدس اصابعها واياديها لتعبث بأمن سيناء

وقد اشرنا في مقال سابق لتعقيد المشهد في سيناء والمخطط التخريبي و الخطط والتوجهات الاسرائيلية الرامية الى زعزعة الامن في سيناء من جهة وجر الجيش المصري الى رمال الصحراء بهدف استنزافه واضعافه وكشف عجزه كمقدمة لتفرض القبول بشراكتها الامنية وتعمي التنسيق وتبادل الادوار والمسؤوليات .

ان سيناء بحكم طبيعتها وطبيعة سكانها والاهم بحكم ملاحق كامب ديفيد الامنية التي تحد من التواجد العسكري المصري جغرافيا وعتادا وعديدا , تجعل منها الخاصرة الرخوة لمصر وهى موطئ الشر ومكمنه , هذا الشر الذى ينفجر اليوم ارهابا وعنفا وقتلا وتدميرا هو ثمن عقود من السياسات الفاشلة للدولة المصرية ومن التهرب من مواجهة المشكلة والتهرب من الاعتراف بأسبابها الحقيقية والاكتفاء بتحميل الاخرين المسؤولية عنها والتجبر في عقاب من لا صلة لهم بها والبطش الدائم بهم .