دبي / سما / حين يمتزج الفن مع الوجع، يصبح كلاهما رسالة ودافعاً لخدمة قضية عادلة،هذا ما حدث مع الفنان محمد عساف،اللاجئ الفلسطيني الذي عانى مرارة الاحتلال والاعتقال والتنكيل، وذهب إلى مصر باحثاً عن أحلامه، ووقف على معبر رفح في محاولة للوصول إليها، وتخطى كل الصعاب، ليخرج من برنامج"أراب آيدول" حاملا ألقاباً مهمة، وعلى عاتقه مسؤولية كبيرة ضاعفت سنوات عمره الـ 23.
"البيان" التقت محمد عساف الذي أكد بأنه أفضل من يتحدث بلسان اللاجئين كونه واحداً منهم،مشيراً إلى أنه تعلم من وجعه كيف يخدم قضيته.
بدأت جولة أعمالك بزيارة دبي، ما هو أهم سبب لهذه الزيارة؟
أتيت لتسجيل تتر مسلسل" أمس أحبك وباجر وبعده"، كما بدأت التحضير لألبومي تحت إشراف الفنان راشد الماجد، وقد اجتمعت معه في بيته، وظهرت ملامح الألبوم، إذ سيضم حوالي سبع أغنيات، وسيكون منوعاً بين الخليجي والمصري واللبناني.
يقال إن الألقاب التي حصلت عليها أكبر من سنوات عمرك بكثير، ما تعليقك؟
الاختلاف في الآراء أمر طبيعي، فهناك من يرون بأني أستحق هذه الألقاب، وآخرون يرون عكس ذلك، ولكني أمتلك قناعة بأن كل إنسان ينال حصته على قدر نيته، وبالنسبة لي فأنا إنسان بسيط، وتحملت فجأة مسؤوليات كبيرة، ولكني أعد الجميع بأني سأكون على قدر المسؤولية، ومن يشكك في قدرتي على القيام بمهام سفير النوايا الحسنة أقول له بأنني أكثر من يمتلك الخبرة والدراية والمقدرة على التحدث بلسان اللاجئين لأني لاجئ مثلهم، وعشت معاناة المخيم والاحتلال، ولن أنسى من يعانون في صمت.
كثرت الأقاويل حول محاولة احتكار الساسة ورجال الأعمال لك ولصوتك، ما ردك ؟
ليس هناك أي احتكار من قِبل أي أحد، وأنا لست محسوباً على هذا ولا ذاك، ولا أتحدث بلسان فلان أو علان، فأنا فنان أؤدي رسالة فنية، ولكني لا أنكر في نفس الوقت دعم رجال الأعمال الفلسطينيين لي، إلى جانب دعم الشركات والمؤسسات والبنوك، وأشكرهم جميعاً على ذلك، ولا أتنكر لأي منهم.
عادة ما يتفاعل الجمهور مع المتسابقين ويدعمونهم معنوياً ومادياً من خلال التصويت لهم، ولكن بعد الفوز باللقب، يدخل الفائز في غفوة لا يخرج منها إلا على أعمال دون المستوى المطلوب، بماذا تعد الجمهور الذي دعمك؟
المرحلة التي وصلت لها اليوم ليست شيئاً بسيطاً، فقد تحققت بصعوبة بالغة وبمعاناة لا يمكن وصفها، فليس من المعقول بعد كل هذا أن أغفو وأتكاسل، بل سأطور من نفسي يوماً بعد يوم، وهذا وعدي للجمهور.
وماذا عن قضيتك وقضية شعبك؟
أنا ابن قضية عادلة وجزء منها، هي قضية شعب يعاني لأكثر من ستين عاماً تحت الاحتلال والاعتقال والظروف الصعبة، ولا يمكن أن أنسى هذه القضية التي ائتمنت عليها، ولن أنسى حياتي بين أزقة مخيم خان يونس ووجعي منذ الصغر، وقد تعلمت من وجعي هذا كيف أخدم قضيتي.
تميز "أراب آيدول" هذا الموسم بأصوات قوية، هل يزيدك هذا الأمر غروراً كونك الفائز؟
حقاً كان هذا الموسم متميز بكل معنى الكلمة، وكانت الأصوات التي وصلت للمراحل الأخيرة وخصوصاً الـ13 صوت الأخيرة رائعة، ولا أتوقع أن يكون الموسم المقبل بقوة هذا الموسم، وأوجه رسالة لأحمد جمال وفرح يوسف بأن يكملا مشوارهما الفني، ولو لم أكن مشاركاً في البرنامج لكنت صوّت لها.
على الصعيد الشخصي، هل أنت مرتبط؟
لا، ليس هناك مشروع ارتباط في الوقت الحالي.
حالة نشاط
يعيش الفنان محمد عساف حالة نشاط فني من الدرجة الأولى إذ تتواصل حفلاته في الفترة المقبلة، فبعد تقديمه لعدة حفلات في فلسطين والضفة الغربية وبيت لحم ونابلس وأريحا ورام الله، يرتبط بحفلات في عَمان وقطر ودبي والساحل الشمالي بمصر والمغرب والناصرة والكويت، هذا بشكل مبدئي، والقائمة في حالة استعداد لتضم نشاطات أخرى.


