غزة /سما/ استهجنت حركة حماس الأربعاء توجه حركة فتح في اتخاذ خطوات أحادية الجانب، مستغلة الظروف الراهنة في المنطقة، ومساعي العودة إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة منها لتعزيز الانقسام والانعزال.وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل تعقيباً على تصريحات القيادي في فتح محمد اشتية حول توجه حركته نحو التحضير للانتخابات العامة من جانب واحد، إن "فتح تستغل الوضع الحالي لتوجيهه ضد حماس".
وأضاف البردويل أن فتح تعمل بشكل انتهازي لما يجري للتلويح بمضيّها قدماً في الانعزال والتمرد على القانون والشرعية لأبعد مدى، مردفاً: "هم عطلوا المصالحة من أجل المفاوضات، وعندما شعروا أن الأمريكيين والإسرائيليين رفضوا شروطهم، أرادت فتح أن تعود للمفاوضات دون شروط".كما قال
واضاف أن العودة المرتقبة للمفاوضات جعلت "فتح" تبحث عن تكوين حالة من الشرعية، وذلك من خلال العمل على إجراء انتخابات في الضفة بما يعزل حماس ويظهرها بأنها خارج الشرعية، وهو ما يعني تعزيز الانقسام، مؤكداً أن أية انتخابات دون توافق وإجماع وطني مرفوضة تماماً.
وذكر أن اتخاذ عقد الانتخابات بشكل أحادي نقض لاتفاق المصالحة الذي يجب أن يسير برزمة واحدة دون انتقائية، ويجب أن تسبقها مصالحة مجتمعية تنهي حالة الخصومة، وترتيب الوضع الأمني الذي كان سبباً من أسباب الانقسام، فضلاً عن ملف التنسيق الأمني مع الاحتلال ضد المقاومة.
وشدد البردويل على أن ملف منظمة التحرير وإصلاحها أمر أساسي في هذا الجانب، ولا بد من إعادة صياغتها عبر مشاركة الجميع، لكن قيادة المنظمة اتخذت قرارات منفردة لا تخدم المصلحة الفلسطينية، قائلاً إن القيادة وحركة فتح تسعى إلى الهروب من هذا المطلب.
ولفت القيادي في حماس إلى أن هذا الطرح يعبر عن توجه لدى فتح للقفز على موضوع تشكيل حكومة الكفاءات المتفق عليها، وعلى مهامها المحددة ومنها إعادة إعمار القطاع، وإصلاح الأجهزة الأمنية وإتمام المصالحة المجتمعية، مشيراً في ذلك السعي إلى تحديد موعد للانتخابات خلال 3 أشهر بدون تمكين الحكومة من إتمام مهامها.
وقال إن التوجه إلى الانتخابات دون تحضير أو تهيئة الأجواء السياسية والمجتمعية والأمنية على الأرض، ومواصلة ملاحقة النشطاء والمقاومة في الضفة سيعطي انطباعاً بأن هناك وصفة واضحة للتزوير، ومحاولة للتحكم بالنتيجة وقلبها بهذه الطريقة.
وأضاف البردويل: "يريدون قلب الأمور، ولا يوجد سوى هذا التفسير في مقابل حالة التخبط التي تمر بها فتح لإخراج حماس من المعادلة، فضلاً عن محاولة فتح تكريس الانقسام وتصفية القضية". وتابع: "هذا لن يجدي ولن يخرج بأية نتيجة، ولن يقبل أحد بتصفية القضية، ولن يقبل أحد بتكريس الانقسام".
وكان اشتية قال لصحيفة "القدس العربي" الثلاثاء إن الرئيس محمود عباس من المتوقع أن يصدر مرسومين رئاسيين في 14/8، حسب إعلان الدوحة، الأول بتشكيل حكومة المستقلين، والثاني بتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وصرح أنه "بعد ذلك التاريخ لن يبقى قرار تعليق المصالحة وعدم تنفيذها بيد حماس بل سيتم الشروع في التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية"، مضيفاً إن هذا التوجه "ليس مرتبطاً" بمسار المفاوضات التي تسعى الولايات المتحدة إلى استئنافها.


