غزة / سما / أكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أنه في اليوم الذي تتفق فيه حركة (حماس) والفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة انتقالية وحدوية جديدة "ستحل الحكومة التي كلف بها الرئيس الفلسطيني، الاكاديمي المستقل رامي الحمد الله فوراً، وتشكل حكومة جديدة". وقال شعث في تصريحات صحفية أن حكومة الأكاديمي رامي الحمد الله، ليست عائقاً ولن تكون كذلك أمام ملف المصالحة، وذلك رداً على حركة حماس التي اعتبرت أن الحكومة الجديدة تشكل عائقاً أمام ملف المصالحة. وأضاف شعث "في اليوم الذي تكون فيه حركة (حماس) والفصائل الفلسطينية الأخرى جاهزة لتشكيل حكومة انتقالية وحدوية جديدة تحل الحكومة التي شُكّلت في الضفة الغربية لتشكل حكومة جديدة". وقد كلف الرئيس عباس مساء (الأحد)، الأكاديمي المستقل رامي الحمد الله بتشكيل حكومة جديدة، خلفاً لحكومة الدكتور سلام فياض، والتي قدمت استقالتها منتصف أبريل الماضي. وأكد عباس خلال اجتماعه مع الحمد الله، على تمسكه باتفاقيات المصالحة الموقعة في القاهرة والدوحة، وحرصه الشديد على إتمامها وفق الجدول الزمني المتفق عليه في القاهرة. وتابع "أنت لا تستطيع أن تحكم أي مكان توفر له الحد الأدنى من الخدمات والتماسك الدولي من غير حكومة، ونحن نريد حكومة وحدة وطنية بدون شك، كنا نأمل ان تُكوّن حكومتنا هذه الحكومة الانتقالية كما تم الاتفاق عليه، ولكن هناك فراغ كبير في الضفة الغربية لا يمكن ان يترك هكذا واضطررنا لشغله لحين تستعد حركة المقاومة "حماس والفصائل الفلسطينية للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة ". وحول الأسباب التي تعيق تشكيل الحكومة الانتقالية الوحدوية، أجاب "تعرف ليس من عادتي وضع اللوم على أي جهة، حركة حماس أجلت تشكيل الحكومة 3 شهور، والاتفاق الأخير الذي جرى في القاهرة اتفق على أن تشكل الحكومة خلال 3 شهور، وإذا حماس جاهزة خلال هذه الفترة لتشكيل حكومة خلال 3 شهور، يتم تشكل حكومة جديدة، وفتح جاهزة للحكومة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها في القاهرة، ولكن الحكومة التي تم الاتفاق عليها في القاهرة تريد 3 شهور وانت لا تستطيع ترك حكومة فراغ، خاصة بعد استقالة حكومة الدكتور سلام فياض، وقبول الاستقالة، وانتهاء الفترة القانونية بعد الاستقالة". وحول اعتبار حركة (حماس) الحكومة الجديدة غير قانوني، لعدم عرضها على المجلس التشريعي، قال شعث: "أين هو المجلس التشريعي الفلسطيني الآن، يجب أن لا نضحك على أنفسنا ليس هناك فرصة لعقد اجتماع للمجلس التشريعي، ونواب حماس في السجون الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن النظام القانوني الفلسطيني لا يسمح باستبدالهم أوتوماتيكياً بأعضاء آخرين. وأوضح شعث أن استبدال النواب بآخرين في حال تم اعتقالهم، هو أحد الاقتراحات التي وضعت للمجلس التشريعي الجديد وهو أن يكون نسبي، وعندما يصبح نسبي، إذاً أي نائب يعتقل من فتح وحماس يمكن استبداله. وقال: "يجب أن لا نضحك على أنفسنا، القضية ليست قضية شكلية إنما قضية حقيقية، أنت لا تستطيع أن تستمر بدون حكومة في غزة وكذلك الضفة الغربية، موضحاً أن المشكلة هو الحاجة إلى حكومة، إلى أن يتم الاتفاق على حكومة وحدة وطنية جديدة". وفي سياق أخر، وحول رؤية حركته من السلام الاقتصادي، تحدث شعث ضاحكاً: "لا يوجد هناك سلام اقتصادي، ولا سلام "بطيخي"، هذا السلام الاقتصادي نكتة سخيفة، وقليلة الأدب، تعني بيع حريتك وكرامتك وأرضك وحقك مقابلة حفنة من الأموال، هذا كلام فارغ، وكلام عيب على أميركا وغير أميركا أن تتحدث به، وعيب على أي عاقل يتصور ممكن نقبل به. وتساءل شعث، هل يمكن تنمية اقتصادية في ظل الاحتلال الاستيطاني الاجلائي ؟؟، مجيباً "هذا غير ممكن ونحن جربنا ذلك. وتابع "المطلوب هو أن يكون هناك ضغط عالمي حقيقي لكي تلتزم "إسرائيل" بما عليها، حتى نتمكن من إقامة دولة مستقلة على حدود 4/ حزيران عام 1967، ونحقق للاجئين حقوقهم في العودة من خلال هذه المفاوضات، ونحل كافة المشاكل القائمة، هذا هو الحل ولا يوجد أي حل آخر". وأشار إلى أن أي حديث عن حل اقتصادي هو مجرد تعطيل للوقت، قائلاً: ""إسرائيل" غير ملتزمة بمرجعية السلام، ويجب على العالم أن يوجه ضغطه على "إسرائيل" وليس على الفلسطينيين". وأضاف "إن الاغراءات سخيفة جداً التي تم تقديمها لنا، وهي 4 بليون دولار بحيث يمكن للمستثمرين الأميركان أن يستثمروا في الضفة الغربية، هذا كلام فارغ، وهذا الكلام يتخطى المشكلة الحقيقية، وهي "إسرائيل" متمثلة بحكومة بنيامين نتنياهو، من يريد سلاماً عليه أن يضغط هناك، وليس على أي مكان آخر، نحن لم نغير رأينا ولم نوقف التزامنا، نحن نريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة للاجئين". وفيما يتعلق بعقد لقاءات استكشافية في العاصمة الأردنية عمان، قال: "ستة أسابيع في لقاءات استكشافية، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، رجل زكي ومنصف وتفكيره راجح واعتقد أنه يريد أن يرى سلاماً ولكن ليس في يده أي قدرة للضغط على نتنياهو، وبدون الضغط من أجل أن تلتزم "إسرائيل" بما عليها نحن ليس لدينا أي جديد". وطالب شعث "إسرائيل" بالالتزام بحدود 4/ حزيران لعام 1967 كأساس للدولة الفلسطينية، وأيضاً تلتزم بأن الاستيطان خرق للقانون الدولي، إضافة إلى التزامها بأن سرقة الماء والأرض هي سرقة، ولا يجوز السماح بها، مشيراً إلى أنه في حال التزمت "إسرائيل" بذلك يعود الطرف الفلسطيني لطاولة المفاوضات . وقال: "لا يمكن العودة بدون التزام الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية، كيف نعود للمفاوضات مرة ثانية، هل لكي نتفاوض لمبادلة الأرض بالسلام على طاولة وهم يسرقوا الأرض من أسفل الطاولة، إن هذا كلام فارغ". وفيما يتعلق بفحوى رسالة وزير الخارجية الأردني ناصر جودة التي نقلها للرئيس الفلسطيني محمود عباس من الملك الأردني، رفض شعث الخوض في تفاصيل ذلك، وقال: "أنا لم أكن في الاجتماع ولا أعرف ما الذي جري به". وأضاف "لكن أقول لك موقفنا واضح ، هو موقف مرن من منطلق أنه لا عودة للمفاوضات مع "إسرائيل" دون وقف الاستيطان والتزامها بالاتفاقات السابقة"، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تستجيب فيه "إسرائيل" لتلك الالتزامات يعود الطرف الفلسطيني للمفاوضات في اليوم التالي.