سما / وكالات / قالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية: إن مواطني دول الربيع العربي، الذين ينظرون إلى تركيا بإعجاب كنموذج للنهضة الاقتصادية قد شعروا بالمفاجأة من المظاهرات التى تشهدها تركيا ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأضافت الصحيفة في عددها الصادر صباح اليوم أن صور عناصر الشرطة التركية التى تملأ الصحف والقنوات الفضائية العربية وهي تطلق قنابل الغاز وتفرق المتظاهرين بخراطيم المياه أعادت إلى العرب ذكريات الربيع العربي قبل عامين. ونقلت الجريدة مقتطفات من أحد المدونين التونسيين قائلا "ككثير من الشباب العرب أشعر بانني تعرضت لخيانة من قبل من قدموا لي تركيا على أنها أكبر دولة ديمقراطية في العالم الإسلامي". وتقول الجريدة: إن المظاهرات في تركيا انعكست في شكل خلافات متباينة بين أبناء الدول العربية على حسب انتمائهم الفكري أو العرقي، كما انعكس الوضع الطائفي في سوريا أيضا على هذه الصورة الكبيرة. فأنصار بشار الأسد يشعرون بالفرح ويؤيدون المتظاهرين في تركيا التى تدعم مقاتلي المعارضة كما قامت دمشق باصدار تحذير إلى رعاياها من السفر إلى الأراضي التركية. وتضيف الجريدة "أما في العراق فقد دعى رئيس الوزراء نوري المالكي الحكومة التركية إلى التحلي بالهدوء في التعامل مع المتظاهرين حيث تدهورت العلاقات بين المالكي وإردوغان قبل فترة نتيجة العلاقات المتنامية بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراق، علاوة على الانتقادات المتكررة التى وجهتها تركيا إلى سياسات المالكي في السابق". وتختم الجريدة الموضوع بنقل تصريحات لعلي الدباغ المتحدث السابق بإسم المالكي والتى قال فيها "إن بغداد تريد الآن أن تدس أنفها في الشؤون الداخلية التركية، كما فعلت تركيا من قبل كنوع من الثأر"، موضحا رأيه بأن تركيا ليست هي النموذج الذي ينبغي أن تحتذي به دول الربيع العربي. وفي سياق متصل يبدو أن عمر العشرين يحمل من الجرأة ما يكفي لإدهاش العالم دائماً، إذ تناقلت المواقع الإلكترونية صورة لفتاة تركية في العشرينات ترتدي فستاناً أحمراً، وقفت في وجه رذاذ الفلف الحار أثناء التظاهرات التي جرت قرب منتزه "جيزي بارك" الشهير في ميدان تقسيم احتجاجاً على قرار إزالة ذلك المنتزه وبناء مركز تجاري كبير مكانه. وقالت صحف تركية إن الفتاة ذات الفستان الأحمر ممن تظاهر في تركيا، وعند مجيء الشرطة تراجع الشباب بسرعة مما جعلها تبقى وحيدة للحظات، ما جعل فستانها الأحمر ووقوفها يكاد يصبح الشغل الشاغل للصحافة التركية، وخصوصاً المعارضة منها. وبحسب صحيفة توداي زمان التركية، فإن الصورة أثارت استياءً شعبيا. يذكر أن الفتاة ومعها العشرات بدؤوا اعتصاما في المتنزه منذ الاثنين الماضي لوقف محاولات الحكومة إزالة الأشجار وهدم الأسوار. "العربية"