القدس المحتلة / سما / كشفت تقارير بيئية وصحية، تم تقديمها لما يسمى بالادارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية، ولوزارة حماية البيئة في اسرائيل، ان ثلثي محطات التنقية التابعة للمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، غير صالحة للإستعمال، او انها متوقفة عن العمل، الامرالذي يؤدي الى تلويث خطير للبيئة وللمياه الجوفية في المنطقة. ورغم اعتراف وزارة حماية البيئة الاسرائيلية بهذه الحقائق في تقريرها الا ان الجهات الاسرائيلية، تتجاهل ذلك وتعتبر المدن والقرى الفلسطينية "الخطر الاكبر على البيئة، ومصادر المياه" كما ورد في ذات التقرير. ويعود تاريخ هذه التقارير الصادرة عن وحدة البيئة التابعة لسلطة حماية الطبيعة والحدائق، الى العام الماضي 2012، وشملت جميع محطات التنقية، واماكن تجميع النفايات التابعة للمستوطنات والمناطق القريبة منها، والحديث يدور وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" بهذا الشأن عن اكثر من 150 نقطة استيطانية، تضم حوالي 350 الف مستوطن، وان اغلب هذه البقايا عبارة فضلات منزلية وليست صناعية. ووفقاً لهذه التقارير فإن سكان المستوطنات المقامة في الضفة تلقي ما مقداره 17.1 مليون متر مكعب من الفضلات، وان اغلبها يتم تحويله الى محطات التنقية، في حين يتسرب اكثر من 2.2 مليون كوب، عبر الاودية والقنوات الخارجية، تذهب الى جوف الارض دون ان تمر على محطات التنقية. وتبين ايضا انه وبسبب الاعطال في محطات التنقية، فإن الفضلات التي تُمررُ اليها، تتسبب هي الاخرى بالتلوث، حيث اظهر التقرير انه ومن بين الـ 54 محطة تنقية تعتبر صالحة للاستعمال فان 39 منها لا تعمل حسب المطلوب، وهي معدّة بالاصل لمعالجة 28% من فضلات سكان المستوطنات. ويشير التقرير على سبيل المثال الى أن فضلات مستوطنة "يتسهار" المقامة على اراضي محافظة نابلس، ويقطنها اكثر من 1000 مستوطن، لا تمر بمحطات التنقية، ويتم تسريبها الى المناطق المجاورة من خلال خمس نقاط مختلفة، علما ان هناك محطة تنقية معطلة ومتوقفة عن العمل موجودة شرق المستوطنة. وقالت صحيفة "هآرتس" في تقريرها بأن جولة في مستوطنة "آفني حيفتس" المقامة على اراضي محافظة طولكرم، اظهرت ان فضلات هذه المستوطنة، لا تمر بأي محطة تنقية، ويتم تسريبها بصورة إجمالية الى الاودية المحيطة، وان محطة التنقية الموجودة في المستوطنة، متوقفة عن العمل ومعطلة منذ سنوات، وكذلك الحال بالنسبة لفضلات البؤرة الاستيطانية المجاورة لها التي تضم 20 كرفاناً. وفي مستوطنة "القنا" التي يقطنها 4000مستوطن، فان الفضلات تتسرب من محطات التنقية الى الوادي القريب، الذي يؤدي الى مياه خزان "اليركون" الجوفي الذي يعتبر اكبر خزان مياه جوفي في الضفة. وتشير صحيفة "هآرتس" الى ان تقارير البيئة الاسرائيلية، ورغم كل هذه الحقائق سالفة الذكر، تذهب بصورة معاكسة لتُدين الفلسطينيين وتحملهم مسؤولية التلوث البيئي، حيث خرج التقرير بنتيجة تقول بأن "الخطر الاكبر على البيئة، ومصادر المياه، مصدره المدن والقرى الفلسطينية، حيث لا يوجد فيها محطات تنقية، ويتم تسريب فضلاتها عبر الاودية المجاورة" حسب التقرير!