السجون في اسرائيل تحتجز اليوم أكثر من مائة سجين جنائي في العزل التام، لفترات طويلة وفي شروط حبس قاسية. عشرة من المحتجزين في العزل هم قاصرون، لا يرون احدا على مدى اشهر غير السجانين الذين يقدمون لهم الطعام عبر نافذة الحجرة – هكذا كشف النقاب عنه أمس في مداولات لجنة الداخلية في الكنيست، التي جرت في أعقاب نشر "هآرتس" جاء فيه ان عشرات السجناء في سجن ايشل يحتجزون في ظل عزل متشدد وخلافا للقانون. وتمكنت ممثلة المحامية العامة في النقاش، غاليا نتساني، التي كانت بذات بنفسها عضوا في فريق الرقابة في سجن ايشل، من المفاجأة بل ومن اقلاق الحاضرين بالمعلومات التي عرضتها في المداولات. فقد قالت لتصف الامر ان "الاشخاص يمكثون 7، 9 و19 سنة في العزل، كما كان هناك من مكث 24 سنة في العزل. وفي الاقسام المحروسة التي اجرينا الرقابة فيها، وجد 55 سجينا في وضع عزل – بعضهم ثنائيا وبعضهم فرادى. و 12 فقط خرجوا الى النزهة في الساحة، اما الباقون فكانوا بالعزلة المطلقة. هذا حجز يتعارض مع القانون. ضوء النهار لا يدخل اليهم الى الحجرة، والحجرات غارقة بالماء وبالزواحف".المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين الذي التقى مع بعض مشاركي المداولات بعد انتهائها، قال انه يجب تجديد المتابعة للسجناء المعزولين وأعلن بانه قريبا سيزور بنفسه هذه الاقسام. وقال فينشتاين انه يجب الضمان بان في كل الاحوال عندما تسعى مصلحة السجون الى تمديد احتجاز السجين في غرفة العزل، يحظى بتمثيل المحامية العامة اذا لم يكن موكلا لمحامٍ خاص، خلافا لما يجري اليوم. وقال نتساني أمس انه "في معظم الاحوال التي لا يكون فيها السجناء المعزولون ممثلين في المحاكم، نحن نرى أن هذا يؤثر على القرار بمواصلة احتجازهم في حجرات العزل". وعلى حد قولها "نحن نعرف بان النشر عن وضع الحبس في سجن ايشل اثر على القضاة ليفحصوا بشكل افضل استمرار العزل".في أثناء حديث نتساني عن شروط العزل القاسية، نظر اعضاء اللجنة الى مندوبي مصلحة السجون في المداولات على أمل أن يحصلوا على نفي لهذه الادعاءات، ولكن هؤلاء بقوا مجمدين دون الاعراب عن اي مشاعر. وروت قائلة: "التقينا بسجناء كثيرين في اقسام العزل ممن يعانون من اعراض الذهان. والتقينا في سجن هداريم بسجناء كثيرين كهؤلاء. رأينا هناك سجينا يوجد وحده في الحجرة، مكبل اليدين والقدمين بسريره على مدى خمسة اشهر. وكان الادعاء انه يعرض نفسه للخطر ولكن لم تكن متوفرة اي فتوى في هذا الموضوع. في سجن هشارون راينا سجينا يجلس في حجرة العزل في ظلام مطبق، مكبل اليدين والقدمين. وفي مصلحة السجون ادعوا بانه لا يريد ازالة القيود، ولكننا عندما سألناه اذا كان يريد ازالتها أجاب بنعم، ولكنه ادعى بانه من شدة الصدى عليها لم يعد ممكنا فعل ذلك". وفي نهاية الامر اضطروا الى نشر القيود الصدئة.النائب اسرائيل حسون من كديما، نائب رئيس المخابرات سابقا، فقد في هذه المرحلة هدوءه وبدأ يوبخ مصلحة السجون ووزارة الامن الداخلي، فتساءل "كيف يقيد شخص لخمسة اشهر؟ الا يغير قميصه؟ الا يأكل". فاجاب مندوبو مصلحة السجون بانه من أجل السماح له بالاستحمام أو بارتداء الملابس ينزع السجانون احد القيود، ولكنه يعاد اليه مع ختام العملية. كما ادعوا بانه في حالة السجن المحدد اجري فحص من لجنة مهنية ولكنهم لم يقولوا ماذا كانت استنتاجاتها.وجاء من مصلحة السجون التعقيب التالي: "حجرات العزل هي مثابة اضطرار لا بد منه، تتخذ كوسيلة أخيرة بعد فحص جذري لتبين ضرورتها. واليوم يحتجز في العزل في مصلحة السجون نحو مائة سجين هم نحو 0.5 من عموم عدد السجناء. قرارات العزل هي قرارات قضائية أو قرارات خاضعة للرقابة القضائية وكل شيء وفقا لمدة الاحتجاج في العزل. القسم المحروس هو قسم انتقالي بين حجرات العزل وبين القسم العادي؛ وهذا ثمرة استثمار فكري ويجب الترحيب بوجوده. المحكمة ايضا التي تناولت القسم المحروس عدة مرات ردت الادعاء وكأن الحديث يدور عن قسم عزل".