واشطن/ وكالات / رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية استعداد إسرائيل، التي وصفتها بالقلقة جراء المستجدات الأخيرة بالمنطقة، للحرب باعتبارها أسوأ السيناريوهات المطروحة. وأشارت -في تعليق على موقعها الإلكتروني اإلى قول عمير إيشيل، قائد القوات الجوية الإسرائيلية قبل أسبوع "نشهد هذه الأيام عددا من السيناريوهات التي قد تقود إلى حرب مفاجئة"، موضحة أن سيناريو "صوملة" سوريا الذي يراه الدبلوماسيون الإسرائيليون والعرب على السواء أمرا ممكنا، قد يضع إسرائيل وجها لوجه أمام حزمة جديدة من التحديات الأمنية. ونوهت الصحيفة بأنه لم يمض يوم على مدار الأسابيع الأخيرة دون طرح خيار الحرب على طاولة نقاش القادة في إسرائيل على الرغم من حرصها على ألا يتم استدراجها إلى ساحة الاضطراب السورية. وأشارت إلى وضوح الموقف الإسرائيلي إزاء المشهد، فتل أبيب -حسب الصحيفة- لن تسمح بوقوع أسلحة من شأنها تغيير موازين القوى في الأيادي الخطأ، كما لن تسمح لسوريا بإرسال أسلحة كيماوية إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية. ولن تسمح كذلك بحصول سوريا على أنظمة صواريخ تجعل من الصعب على إسرائيل مستقبلا الدفاع عن نفسها حال تعرضها للعدوان. ورصدت "نيويورك تايمز" في هذا السياق قصف طائرات حربية إسرائيلية في وقت سابق من الشهر الجاري أهدافا سورية للحيلولة دون وصول صواريخ إيرانية إلى "حزب الله". ورأت أنه في ظل هجمات إسرائيل وتعهداتها "بالتعامل بحزم" لتحقيق أهدافها، كان من الصعب تفادي تصعيد من الجانب الآخر ولو بالوعيد والتهديد الخطابي، مشيرة إلى تهديدات سوريا باستخدام صواريخ ضد إسرائيل، بالإضافة إلى تهديد جماعة "حزب الله" بتدشين "حملة مقاومة شعبية" في مرتفعات الجولان السورية المحتلة على غرارها في الجنوب اللبناني، وهو ما استتبع تصعيدا من جانب إسرائيل في نبرة تهديدها. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن البروفيسور إيال زيسر من جامعة تل أبيب قوله "إن إسرائيل تريد أن تجمع بين أكل الكعكة والإبقاء عليها كاملة غير منقوصة في الوقت نفسه: فالحكومة الإسرائيلية تريد مهاجمة منشآت وقوافل سورية عندما ترى ذلك ضروريا وفي الوقت ذاته تتوخى الحيلولة دون اشتعال فتيل الحرب". وقالت "نيويورك تايمز" إن على قادة إسرائيل أن يطلعوا شعبهم على الحقيقة" فالحرب على سوريا ليست تفضيلا بين أمرين أحدهما جيد والآخر سيء وإنما هو اختيار لأمر سييء متمثلا في الحرب كبديل عن السماح لأعدائها بالحصول على أسلحة جديدة. واختتمت الصحيفة تعليقها بقول أحد العاملين السابقين بقوات حفظ السلام في لبنان "إن استمرار الحال الراهنة من التصعيدات يجعل من الصعب وصف نشوب حرب بالأمر المفاجئ".