نابلس / سما / حصدت فلسطين المركز الرابع في معرض "انتل" الدولي للعلوم التكنولوجية (فئة العلوم البيئية)، الذي اقيم مؤخرا في الولايات المتحدة الامريكية، بمشاركة طلبة من 70 دولة . وحققت هذا الفوز الفلسطيني، رغد اشتية الطالبة في الصف العاشر بمدرسة بنات سالم الثانوية في محافظة نابلس، من خلال مشروعها "الحماية الصامتة من التسمم بأول اكسد الكربون". وطورت اشتية مجسّاً الكترونيا صغيرا لاستشعار غاز اول اكسد الكربون والتخلص منه، والمجس مرتبط بشفاط ذي سرعات متعددة. وبمجرد ان يستشعر المجس وجود اول اكسيد الكربون في الغرفة او المكان الموجود فيه، يبدأ الشفاط بالعمل ونفث الغاز السام للخارج تلقائيا. وبدت اشتية سعيدة بهذا الابتكار العالمي، وبالنتيجة التي حصلت عليها، وقالت إنها، استنبطت الفكرة بعد تكرار حوادث الاختناق بغاز اول اكسيد الكربون الناجم عن استخدام مواقد الفحم في المنازل خلال فصل الشتاء. واشارت، الى انها قبل البدء بمشروعها العلمي، اجرت استبانة في قريتها سالم شرق مدينة نابلس، تبين من نتائجها ان نسبة عالية من السكان اصيبوا بالتفحم الناجم عن استنشاق اول اكسيد الكربون. واضافت اشتية بانها طرحت الفكرة على معلمة التكنولوجيا في مدرستها المربية حنين سماعنه، فشجعتها وساعدتها في عمل نماذج صغيرة للمشروع. وتقدمت اشتية بمشروعها في البداية الى مسابقة على مستوى مدارس مديرية نابلس، فحصلت على المرتبة الرابعة، وتأهلت مع 3 مشاريع من مدارس اخرى في المحافظة للمشاركة في معرض فلسطين لعلوم التكنولوجيا الذي عقد في رام الله. وحصل مشروع اشتية على المركز الاول في معرض فلسطين عن فئة العلوم البيئية، واثر ذلك تأهلت مع مشروعين اخرين للمشاركة في معرض "انتل الدولي للعلوم التكنولوجية" بالولايات المتحدة الامريكية. وذكرت اشتية، أن المشاريع الفلسطينية الاخرى التي تأهلت مع مشروعها للمشاركة في "انتيل" كانت ذات مستوى متقدم، وهي" مشروع المُنهُلْ الالكتروني للطالبة هديل سماعنة من مدرسة الطلائع في نابلس، ومشروع الابجور الاوتوماتيكي الذي يعمل بالطاقة الشمسية للطالبة شروق عياد من مدرسة العودة في بيت لحم. واوضحت ان المجس الذي طورته متعدد السرعات، بحيث تزداد سرعة الشفاط كلما زادت نسبة اول اكسد الكربون. وقالت إن هذا الانجاز يمكن ان يساهم في حماية ارواح الناس الذين يتعرضون لغاز اول اكسيد الكربون. واشارت اشتية، الى ان فوزها كان فوزا لفلسطين، وما كان لمشروعها ان ينجح لولا الدعم والمساندة التي حظيت بها من قبل اسرتها وتحديدا والدتها التي تعمل مشرفة تربوية في مبحث العلوم في مديرية تربية وتعليم نابلس، ووالدها مدير عام التعليم المهني، ومن معلمتها والهيئة التدريسية في مدرستها والمجلس القروي، والعديد من المؤسسات التي وقفت الى جانبها. وتسعى اشتية لتطوير مشروعها بحيث يصبح في متناول الجميع، داعية المؤسسات الى تبني المبدعين، والاخذ بيدهم، مؤكدة ان شعبنا يزخر بالكفاءات. من ناحيتها اعربت، مي ابو عصبة (والدة رغد) عن فخرها بابنتها. وقالت إنه لربما وجود عائلة متعلمة حول رغد قد شجعها وسهل عليها انجاز مشروعها. وأكدت الوالدة الدور الذي يجب ان تمارسه المدارس والمؤسسات في اكتشاف المواهب والابداعات لدى الاطفال وتوجيهها نحو المسار الصحيح. واعربت ابو عصبة عن شكرها لكافة المؤسسات التي وقفت الى جانب ابنتها وساعدتها من ناحية تقنية في انجاز هذا المشروع.