لا تعتزم اسرائيل التدخل في الحرب الأهلية في سوريا – هذا ما يُفهم من رسالة سرية نُقلت الى الرئيس بشار الاسد عبر قنوات دبلوماسية في أعقاب التقارير عن هجوم على أهداف في منطقة دمشق في الليلة بين السبت والاحد. وتُقدر مصادر استخبارية في الغرب بأن الهجوم في سوريا، الثاني في غضون 48 ساعة، يستهدف ضرب ارسالية صواريخ ايرانية من نوع "فاتح 110" مخصصة لحزب الله. ووصلت الارسالية الى سوريا قبل نحو اسبوع ووزعت على ثلاثة مواقع مختلفة. صحيح حتى يوم أمس، لم يُعقب أي مصدر اسرائيلي على الادعاءات بأن اسرائيل هي التي تقف خلف العملية. ومع ذلك، فقد اقتبست وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في القدس يؤكد ان اسرائيل هاجمت ارسالية سلاح ايرانية في ضواحي دمشق وقرب المطار الدولي السوري. في اسرائيل يقدرون بان احتمال ان يرد حزب الله أو سوريا على الهجوم منخفض. ورغم ذلك، ابقيت حالة التأهب العالية في سلاح الجو – مع التشديد على منظومة الدفاع الجوية. ونشر سلاح الجو بطاريتي قبة حديدية في شمالي البلاد – واحدة في حيفا واخرى في صفد. واضافة الى ذلك اصدر الجيش الاسرائيلي تعليماته أمس لاغلاق المجال الجوي في منطقة الشمال حتى يوم الخميس. والغت شركة "أركيع" كل رحلاتها في خط حيفا ايلات. وفي الجيش قالوا ان "مجالات الطيران المدني يديرها سلاح الجو حيال سلطة المطارات المدنية حسب تقويمات الوضع. وبالتوازي، تقرر مستوى التأهب لحراسة الممثليات الدبلوماسية والسفارات الاسرائيلية في أرجاء العالم خوفا من عملية انتقام من حزب الله. وفي اسرائيل يقدرون بان المنظمة قد ترد من خلال عملية في سفارة في الخارج أو على الجدار الحدودي مع لبنان. امكانية اخرى هي اطلاق صوارخ من منظمة فلسطينية من لبنان لا يتحمل حزب الله المسؤولية عنه". وكان التلفزيون السوري أول من بلغ بالهجوم، فجر أمس. وحسب هذا التقرير، فقد هزت انفجارات شديدة في ساعة الليل المتأخرة دمشق. وتصاعدت السنة اللهيب خارج المدينة. وفي البداية ادعت سوريا بان اسرائيل قصفت "معهد البحوث العسكرية" في جمارية – ذات القاعدة التي هوجمت في 30 كانون الثاني من هذا العام. وبعد ذلك أعلن النظام في دمشق بانه تعرضت للهجوم أيضا اهداف في منطقة المطار العسكري وقواعد عسكرية اخرى. وأفادت قناة "الميادين" اللبنانية المتماثلة مع حزب الله بانه قتل في الهجوم الاسرائيلي أربعة أشخاص واصيب 70. وحسب شهادات السكان استمر القصف نحو 30 دقيقة، وتواصلت أعمدة الدخان التصاعد على مدى ساعات فوق ضواحي دمشق والمطار العسكري. وخلف القصف مبانٍ مدمرة ولم يكن أمام النظام السوري مفر هذه المرة غير بدء البث الاذاعي والتلفزيون ببيان عن عملية طائرات سلاح الجو "للعدو الصهيوني". وبالتوازي ادعت امس المعارضة السورية بانه في الهجوم الذي وقع يوم الجمعة فجرا في المطار في دمشق دمرت طائرة نقل ايرانية مدنية نقلت صواريخ "فاتح 110" كانت في طريقها الى حزب الله.
