- 1 - لا تَسأليني، يا صديقةُ، مَنْ أنا؟ما عُدْتُ أعرفُ...- حينَ اكتُبُ - ما أُريدُ...رَحلتْ عباءَاتٌ غزَلتُ خُيُوطَها...وتَمَلمَلَت منّي العُيُون السُودُ...لا الياسمينُ تجيئُني أخبارُهُ...أمَّا البَريدُ...فليسَ ثَمَّ بَريدُ...لم يَبقَ في نَجدٍ... مكانٌ للهوى أو في الرَصَافَةِ...طائرٌ غِرِّيدُ...- 2 -العَالَمُ العربيُّ...ضَيَّعَ شعرَهُ... وشُعُورهُ...والكاتبُ العربيُّ...بينَ حُرُوفِهِ... مَفْقُودُ!!- 3 -الشعرُ، في هذا الزمانِ...فَضِيحةٌ...والحُبُّ، في هذا الزمانِ...شَهيدُ...- 4 -ما زالّ للشِعر القديمِ نضارةٌ...أما الجديدُ...فما هناكَ جديدُ!!لُغةٌ... بلا لُغةٍ...وجوقُ ضفادعٍ...وزوابعُ ورقيّةٌ ورُعُودُهم يذبحونَ الشِعرَ...مثل دجاجةٍ...ويُزّورونَ...وما هناكَ شهودُ!!- 5 -رحلَ المُغنون الكِبارُ بشعرِنا...نفي الفرزدقُ من عشيرتهِوفرَّ لبيدُ!!- 6 - هل أصبحَ المنفى بديلَ بيُوتنا؟وهل الحمامُ، مع الرحيلِ...سعيدُ؟؟- 7 - الشعرُ... في المنفى الجميلِ...تحرّرٌ...والشِعرُ في الوطنِ الأصيلِ...قيودُ!!...- 8 -هل لندنٌ...للشعرِ، آخرُ خيمةٍ؟هل ليلُ باريسٍ...ومدريدٍ...وبرلينٍ...ولُوزانٍ...يبدّدُ وحشتي؟ فتفيضُ من جسدي الجداولُ...والقصائدُ...والورودُ؟؟...- 9 -لا تسأليني...يا صديقةُ: أين تبتدئ الدموعُ...وأين يبتدئ النشيدُ؟ أنا مركبٌ سكرانُ...يُقلعُ دونَ أشرعةٍ ويُبحرُ دون بُوصلةٍ...ويدخُلُ في بحار الله مُنتحراً...ويجهلُ ما أرادَ... وما يريدُ...- 10 -لا تسأليني عن مخازي أُمتيما عدتُ أعرفُ - حين أغضبُ -ما أُريدُ...وإذا السيوفَ تكسرت أنصالُهافشجاعةُ الكلماتِ... ليس تُفيدُ...- 11 -لا تسأليني...من هو المأمونُ... والمنصورُ؟أو من كان مروانٌ؟ ومن كانَ الرشيدُ؟أيامَ كان السيفُ مرفوعاً...وكان الرأسُ مرفوعاً...وصوتُ الله مسموعاً...وكانت تملأ الدنيا...الكتائبُ... والبنودُ...واليومَ، تختـــجلُ العروبة من عروبتنا...وتختجلُ الرجولةُ من رجولتنا...ويختجلُ التهافتُ من تهافتنا...ويلعننا هشامٌ... والوليدُ!- 12 -لا تسأليني...مرةً أخرى... عن التاريخ...فهو إشاعةُ عربيةٌ...وقصاصةٌ صحفيةٌ...وروايةٌ عبثية...لا تسألي، إن السّؤَالَ مذلةٌ...وكذا الجوابُ مذلةٌ...نحنُ انقرضنا...مثل أسماكِ بلا رأسٍ...وما انقرضَ اليهودُ!!- 13 -أنا من بلادٍ...كالطحينِ تناثرَت...مِزَقاً...فلا ربٌّ... ولا توحيدُ...تغزو القبائلُ بعضها بشهيةٍ كبرى...وتفترسُ الحُدودَ... حدودُ!!- 14 -أنا من بلادٍ...نكّست راياتها...فكتابُها التوراةُ... والتلمودُ...- 15 -هل في أقاليم العروبةٍ كُلّها...رجلٌ سَوِيُّ العقلِ...يجرؤ ان يقول: أنا سعيدُ؟؟...- 16 -لا تسأليني من أنا؟ أنا ذلك الهِندي...قد سرقوا مزارعهُ...وقد سرقوا ثقافته...وقد سرقوا حضارتهُ...فلا بقيت عظامٌ منهُ...أو بقِيت جُلودُ!!...- 17 -أنيابُ أمريكا تغوصُ بلحمِنا...والحِسُّ في أعماقنا مفقودُ...- 18 -نتقبلُ (الفيتو)...ونلثمُ كفَّها...ومتى يثورُ على السياطِ عبيدُ؟؟- 19 -والآن جاؤوا من وراء البحرِ...حتى يشربُوا بترولنا...ويبدّدوا أموالنا...ويُلوّثوا أفكارنا...ويُصدِّروا عُهراً الى أولادنا...وكأننا عربٌ هنودُ!!- 20 -لا تسأليني. فالسؤالُ إهانةٌ.نيران اسرائيل تحرقُ أهلنا...وبلادنا... وتُراثنا الباقي...ونحنُ جليدُ!!- 21 -لا تسأليني، يا صديقةُ، ما أرى.فالليلُ أعمى...والصباحُ بعيدُ...طعنوا العروبةَ في الظلام بخنجرٍفإذا هُمُ... بين اليهودِ يهودُ!!__._,_.___