خبر : فياض: لا سلام مع الإحتلال والإستيطان ولا سلام بين سادة وعبيد

السبت 27 أبريل 2013 02:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
فياض: لا سلام مع الإحتلال والإستيطان ولا سلام بين سادة وعبيد



رام الله / سما /  قال الدكتور سلام فياض رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال، أنه لا سلام مع الإحتلال والإستيطان ولا سلام بين سادة وعبيد. جاء حديث فياض، في كمته أمام اللقاء الدولي بمناسبة مرور 11 عاما على اعتقال النائب مروان البرغوثي، والذي نظم في فندق "الجراند بارك" صباح اليوم السبت، حيث شدد على حق مروان وكل الأسرى لتجسيد حلمهم بالعيش احراراً في وطن حر ومع شعبهم من الأحرار. واليكم النص كامل كما وصل (سما):- السيدات والسادة جميعاً مع حفظ الألقاب... اسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم في فلسطين، وأشكركم على حضوركم هذا اللقاء الذي ينظم بمناسبة مرور أحد عشر عاماً على استمرار اعتقال المناضل من أجل الحرية، النائب مروان البرغوثي، حيث أن مشاركتكم تشكل بالنسبة لنا وقفة تضامن مع جميع أسرى شعبنا وحقهم في الحرية. وهي تحمل دلالات كبيرة، تتجاوز البعد الإنساني، وحتى القانوني، رغم ما لذلك من أهمية، لتعبر عن وقفة الضمير الإنساني، وكافة القوى المحبة للعدل والسلام مع قضية أسرى الحرية في فلسطين، والتي تمثل حالة إجماع وطني في ضمير كل فلسطينية وفلسطيني، إذ لا يكاد يخلو بيت على أرض دولة فلسطين المحتلة لم يتعرض أحد أفراده للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات الاحتلال الطويلة والقاسية، وبما شمل ما يزيد عن 670 ألف فلسطيني وعربي تم اعتقالهم منذ عام 1967، منهم ما يقارب ثلاثة عشر ألف أسيرة، و25 ألف طفل في انتهاك واضح لاتفاقية حماية الطفولة، الأمر الذي يجسد وحدة المعاناة في حكاية كفاح شعبنا، وإرادته الجماعية في رفض الاحتلال، وإصراره على نيل الحرية والاستقلال. نعم، أيها السيدات والسادة، إن مشاركتكم في هذا اللقاء الدولي الهام، تشكل بالنسبة لنا حدثاً هاماً ونوعياً لتأكيد التضامن مع شعبنا وأسراه، في وقت نسير فيه بثبات، نحو الحرية بمعناها الواسع، وخاصة الحرية التي يسعى شعبنا لنيلها في وطن له، كحق طبيعي كباقي شعوب الأرض. واسمحوا لي أيضا، أن أتوجه من على هذا المنبر إلى كل أسرانا القابعين في سجون الاحتلال، وفي القلب منهم أسرى القدس المحتلة، إلى الأطفال منهم والمرضى والنساء، وإلى الإداريين والمحكومين والموقوفين ، وإلى أعضاء المجلس التشريعي مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وجمال الطيرواي،و حسن يوسف، ومحمد طوطح، وأحمد مبارك، ومحمود الرمحي، وفتحي قرعاوي، وباسم الزعارير،وعماد نوفل،وياسر منصور،ومحمد الطل،وحاتم قفيشه، وأحمد عطوّن، لأقول لهم جميعاً "لستم وحدكم. فشعبكم يقف موحدا خلف قضيتكم، وهذا اللقاء هو رسالة أخرى تؤكد أنكم لستم وحدكم في معركة الحرية. فكل مناضلي العدل والسلام في العالم يقفون معكم ومع نضال شعبكم من أجل حريتكم وحرية فلسطين وشعبها." السيدات والسادة، إن المأساة الإنسانية التي يعيشها شعبنا من جراء الاحتلال وإرهاب مستوطنيه تستصرخ ضمائر كل أحرار العالم، للوقوف مع شعب فلسطين وحقه الطبيعي في الحياة والحرية والكرامة، ووقف كل ما يتعرض له من ظلم وطغيان، وتمكينه من الخلاص من الاحتلال ومعاناته، بما يتطلبه ذلك أيضاً من ضرورة حشد الدعم الدولي للوقوف مع حق أسرانا في الحرية، والإقرار بحقوقهم ومكانتهم التي تؤكدها كافة المعاهدات والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها اتفاقيتا جنيف الثالثة والرابعة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، بالإضافة إلى اتفاقية لاهاي، واتفاقية مناهضة التعذيب. نعم، لم يعد ممكناً السماح باستمرار إسرائيل في القفز عن قواعد القانون الدولي وعن المكانة القانونية لدولة فلسطين كأرض محتلة، ولا الاستمرار في انتهاك المكانة القانونية للأسرى الفلسطينيين. وقد أكدت فتوى لاهاي انطباق اتفاقية جنيف على الأرض الفلسطينية المحتلة، وبما يعني مسؤولية إسرائيل كقوة احتلال، الأمر الذي يشمل الأسرى الفلسطينيين في سجونها ومعتقلاتها. كما أن قبول دولة فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة يعزز من المكانة القانونية لأسرانا، حيث أن ذلك يفتح الباب لتكون فلسطين واحدة من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف، بكل ما يترتب على ذلك كله من حقوق، في مقدمتها حق الأسرى في الحرية، كما حق شعبنا في الخلاص من الاحتلال، وتقرير مصيره، وتجسيد سيادته في كنف دولة مستقلة وكاملة السيادة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف. السيـدات والسـادة، لا ينبغي أن يغيب عن بال أحد أن لكل أسير قصته الإنسانية. فهم ليسوا مجرد أرقام كما تسعى إسرائيل إلى تحويلهم، بل إنهم بشر طبيعيون لهم أحلامهم وتطلعاتهم الإنسانية للعيش مع عائلاتهم، والمساهمة في إزدهار مجتمعهم. لهم آباء وأمهات وأزواج وأبناء وبنات وإخوة وأخوات. ولهم ذكريات جميلة عن سهول وجبال ووديان بلادنا. ولعلني أجزم أن ما سجلته ذاكرة الأسرى من إنتاج ثقافي وأدبي وإنساني رفيع، وثَّق تجربتهم ومعاناتهم، لم يكن معزولا عن أحلامهم الجميلة ليس فقط بالحرية، بل وبذكريات أجمل عاشها كلّ منهم مع أحبته، وتطلعات مشروعة لكل منهم للمشاركة في بناء مستقبل أفضل لعائلاتهم ولشعبهم. فمروان وكل الأسرى لهم الحق، كل الحق، في أن يجسدوا حلمهم بالعيش أحراراً في وطن حرٍ ومع شعب من الأحرار. السيـدات والسـادة، ما زال يقبع في سجون الاحتلال 4900 من أسرانا، أسرى الحرية، منهم مئة وستة منذ ما قبل عام 1994، وأقلهم مضى على اعتقاله حوالي 19 عاما، وسبعة وعشرون منهم أمضوا أكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال. هذا بالإضافة إلى الأطفال دون سن الثامنة عشر، والمرضى، حيث العديد منهم في حالة خطيرة، ويعانون من أمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض الصعبة والمزمنة، ولا يتلقون العلاج المناسب. إن استشهاد أكثر من 200 أسير بعد الاعتقال داخل السجون والمعتقلات جراء الإهمال الطبي أو التعذيب أو القتل العمد، وأخرهم الأسير ميسرة أبو حمدية، وقبله الاسير عرفات جرادات، يؤكد ضرورة الوقوف على الواقع الصحي والإنساني للأسرى، وفي هذا المجال، هناك أهمية قصوى لتنفيذ قرار البرلمان الأوروبي بإرساله بعثة تقصي حقائق برلمانية حول ظروف الأسرى الفلسطينيين، وكذلك قرار منظمة الصحة العالمية بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأوضاع الصحية للأسرى السيـدات والسـادة في الختام، أجدد لكم شكري وتقديري على المشاركة في هذا اللقاء الهام، متمنياً أن يخرج بتوجهات وقرارات تنقل قضية أسرانا في سجون الاحتلال خطوة إضافية نحو تعجيل حريتهم. وأتوجه إلى أسرى الحرية بأن يوم الحرية قريب، وأن حريتكم هي جزء لا يتجزأ من حرية الوطن والشعب وكرامته. وسيظل شعبنا متمسكاً بخيار بالسلام العادل الذي يضمن حقوقه الوطنية المشروعة كافة، وفي مقدمتها حق العودة والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، وحق تقرير المصير في دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس. وكما قال شاعرنا محمود درويش "لا سلام مع الاحتلال ولا سلام بين سادة وعبيد". وأضيف: لا سلام مع الاستيطان ولا سلام بين سجين وسجَّان. المجد للشهداء، والحرية للأسرى شكراً لكم، والسلام عليكم