– اسرائيل تحولت الى جسر تجاري بين تركيا والاردن كانت منظومة العلاقات السياسية بين تركيا واسرائيل حتى قبل بضعة اسابيع في درك أسفل كبير، ولكن يتبين أن على الاقل في كل ما يتعلق بالتجارة، الواقع في الشرق الاوسط ينتصر على السياسة. ومؤخرا فقط نشر أن محافل معارضة في تركيا سعت الى احراج رئيس الوزراء اردوغان، عندما كشفت النقاب عن أن ابن اردوغان هو صاحب شركة سفن تركية رست سفنها التجارية في اسرائيل رغم التوتر بين الدولتين في السنوات الاخيرة. ويتبين الان أن اردوغان الابن ليس وحيدا. فمنذ خمسة اشهر ودولة اسرائيل تشكل جسرا بريا للبضائع التركية التي تشق طريقها الى الاردن عبر شاحنات كبرى وبضائع اردنية تشق طريقها عبر اسرائيل الى تركيا ومنها الى مقاصد اخرى. ما جعل اسرائيل هدفا جذابا لذلك هو الوضع الحربي المستمر في سوريا والمشاكل في معابر الحدود بين تركيا وسوريا وبين الاردن وسوريا. وقبل اندلاع القتال في سوريا كانت الشاحنات التركية تنقل البضائع عبر الطريق السوري ومن هناك تواصل الى الاردن والى السعودية ودول الخليج. ومنذ قرابة السنة توجد قطيعة بين تركيا وسوريا. وفي اعقابها لا يمكن للشاحنات التركية ان تمر عبر الحدود السورية. كما أن شركات التأمين غير مستعدة لان تؤمن على البضائع بحيث نشأت مشكلة حقيقية في نقل البضائع من والى تركيا. المشكلة على الحدود السورية أدت الى وجود المشروع المميز الذي تتحمل مسؤولية النقليات فيه شركة "تيران شيبنغ" الحيفاوية، التي تعمل كوكيلة لشركات سفن، ضمن اخرى لشركة السفن التركية "سيسا"، التي ترسو سفنها مرة في الاسبوع في ميناء حيفا. "بدأ هذا المشروع كمنح خدمات للسوق الاردنية"، روى دافيد بريش من أصحاب "تيران شيبنغ". العلاقة التجارية تخدم الان فقط الاستيراد والتصدير الاردني، وذلك لان السعودية لا توافق على استقبال شاحنات مع بضائع تمر عبر اسرائيل. وصحيح حتى اليوم تصل سفينة تركية ميناء حيفا مرة في الاسبوع وتتجه النية الى زيادة العدد الى مرتين في الاسبوع. وهكذا مثلا، في السبت، ستصل الى ميناء حيفا سفينة ستجلب 60 شاحنة محملة بالبضائع. ولدى خروجها من اسرائيل عائدة الى تركيا، ستحمل السفينة معها 60 شاحنة محملة بالبضائع الزراعية الاردنية. وتسافر الشاحنات التركية في قافلة طويلة من حيفا الى جسر الشيخ حسين حيث تقطع الحدود الى الاردن. وأحيانا يصل طول القافلة الى نصف كيلو متر. وجاء من ميناء حيفا: "يسعدنا منح خدماتنا لكل زبون يصل الى ميناء حيفا".