خبر : في شوارع اليأس – "الاعمال التجارية في رام الله ماتت منذ زمن بعيد"../ معاريف

الخميس 25 أبريل 2013 02:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
في شوارع اليأس – "الاعمال التجارية في رام الله ماتت منذ زمن بعيد"../ معاريف



              المشاعر في الشارع الفلسطيني، في أعقاب الازمة الاقتصادية التي تعصف بالسلطة، قاسية جدا. فالمحلات فارغة واصحاب المطاعم يستغلون الساعات الميتة لاجراء اصلاحات والاستعداد لايام افضل. "الاعمال في رام الله ماتت منذ زمن بعيد"، يقول شادي، أحد التجار في الشارع الرئيس في المدينة. "نحن ندحرج الديون، نأخذ قروضا من الاصدقاء ومن العائلة، ونحرر شيكات مؤجلة لثلاثة اشهر اخرى، على أمل، او ربما على وهم، أن تحصل معجزة ما فيتحسن الوضع الاقتصادي".             شادي، صاحب مصلحة لاستيراد المنتجات الكهربائية، يشرح بان الوضع الحالي حين لا يكون لدى الناس مال، لا توجد امكانية لدى احد لشراء ثلاجات أو غسالات جديدة. "حتى الناس الذين كانوا في المحل وعقدوا صفقة، يتصلون بي ويقولون لي انهم حاليا سيحتفظون بثلاجتهم القديمة فليس لديهم المال ليدفعوه لقاء الثلاجة الجديدة".             ويشير شادي الى أنه اذا لم يحصل شيء شاذ فالوضع سيكون اسوأ. "سلام فياض رفع الضرائب والاسعار، ولكنه على الاقل كان شخصية معتبرة في العالم يمكنه أن يجلب المستثمرين الى فلسطين. وبعد أن استقال نحتاج الى معجز كي نعيد الحياة الى الاقتصاد الفلسطيني".             يوسف، صاحب محل ملابس، يعرض الاسعار في نافذة العرض، ويسارع الى الايضاح لنا بانه توجد تنزيلات. "أنت ترى هذا البنطال؟" يسأل. "مكتوب 150 شيكل. ولكن من أجلك سأجعله 110. القميص يكلفك 30 شيكل اقل مما هو مسجل".             ويخيب أمله بعد أن يكتشف أننا صحفيون ولسنا زبائن. وعندما أشكره على وقته يبتسم. "في كل الاحوال ليس عندي ما افعله. أحد لم يدخل الى المحل منذ ثلاثة ايام".             في المطعم فوق ميدان الساعة يعمل العاملون دون ضغط. اربع نساء يجلسن في الزاوية ويتحادثن. ويحتسين القهوة. أشرف، صاحب المطعم، ينظر اليَّ بيأس. "صدقني، لا فكرة عندي كيف أدفع للنادلين الذين يعملون عندي. خمسين شيكل هذا ما أدخلته اليوم من العمل. لا حرك. كله ميت".             وحددت مصادر في وزارة المالية الفلسطينية قطاع غزة بانه المصدر الاساس للازمة الاقتصادية. "المشكلة معقدة لعدة أسباب. أولها هو الثقب الكبير الذي يسمى قطاع غزة. كل شهر تنقل السلطة رواتب 78 ألف موظف يوجدون في القطاع. اضافة الى الاموال التي تنقل للكهرباء، المياه، وغيرها من الاحتياجات. اجمالي المبالغ التي تنقل تبلغ 130 مليون دولار كل شهر. وبينما يضخ المال الى القطاع، فان من يجبي الضرائب من السكان هناك هي حماس. وهكذا تنفق السلطة من جيبها مئات ملايين الدولارات في كل سنة لقطاع غزة دون أن تحصل على مقابل".