القاهرة / وكالات / تزامناً مع اقتراب إعلان مؤسسة الرئاسة المصرية بقيادة محمد مرسي ورئيس الحكومة هشام قنديل لتعديلات وزارية مُرتقبة، لربما تكون في نهاية الأسبوع الجاري، تكهن عسكريون بأنه لا يُمكن أن يتم الإطاحة بوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، في وقتٍ ألمحت فيه مصادر عسكرية مُطلعة بـ «انقلاب عسكري» على إدارة الرئيس مرسي ونظام جماعة الإخوان المسلمين حال ما إن شمل التعديل الإطاحة بالسيسي من منصبه. المصادر العسكرية استبعدت إمكانية أن يتم الإطاحة بالسيسي في التعديل المُرتقب، لعدة أسباب جوهرية، هي أن منصب وزير الدفاع يحتاج لاستقرار، فضلاً عن كون الإقالة سوف تترجم فوراً على أنها واحدة من مساعي جماعة الإخوان المسلمين لأخونة القوات المُسلحة المصرية. كما تترجم على كونها واحدة من حلقات مسلسل الصدام الحالي بين الإدارة السياسية والمؤسسة العسكرية، في وقتٍ لم يصبح فيه ذلك الملف قابلاً لأي نوع من أنواع المُزايدة، عقب أن بلغ حدَ الخطورة، تزامناً مع دخول الشارع لاعباً رئيسياً في تلك العملية، إذ استنجد البعض بالقوات المسلحة طالبين العون من الجيش عقب أن رأوا إخفاقاً من جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق مطالب ثورة يناير. سيناريو الانقلاب ومن جانبه، لم يستبعد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء أركان حرب طلعت مسلم في تصريحات خص بها «البيان» إمكانية أن يحدث سيناريو الانقلاب العسكري في حالة ما إن تمت الإطاحة بوزير لدفاع من منصبه حالياً، وخاصة أن الجيش كله لن يقبل بذلك، لأن ذلك الأمر سوف يُعد إهانة لرموز المؤسسة العسكرية في خضم حالة من الجدل تُحيط العلاقات بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة. مؤكداً على كونه من المستبعد جداً أن يشمل التعديل الوزاري المرتقب وزير الدفاع وخاصة أن ذلك الأمر من شأنه إحداث ثورة غضب عارمة في صفوف القوات المسلحة، وكذلك في الشارع المصري نفسه الذي يرفض المساس بالجيش، وبالتالي فإن الإدارة السياسية تعرف ذلك جيداً ومن ثم سوف تترفع عن إقالة السيسي. صدام مخفي وأكد مراقبون على كون العلاقات الحالية بين المؤسسة العسكرية والرئاسة قد بلغت حداً من الخطورة، حاول الطرفان إخفاءه من خلال تصريحات طمأنة بوسائل الإعلام، لكن بوادر المشكلة قد استبقت تلك التصريحات وظهر الصدام المخفي بين الطرفين مُسيطراً على كافة الأوضاع حالياً في مرحلة اتسمت بالغموض. نفي «إخواني» أكد مصدر مسؤول داخل جماعة الإخوان المسلمين في تصريحات لـ«البيان» على أنه من «المستبعد إقالة السيسي لاعتبارات الأمن القومي بصفة عامة»، لكنه في الوقت ذاته نفى وجود صراع بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية. مؤكداً على أن الجيش هو خط الدفاع الرئيسي عن مصر، وأن كل ما يثار بشأن علاقات مضطربة بين الطرفين هي محاولات هادفة إلى توتير العلاقات بين الطرفين، ودفعها إلى نقطة الهاوية، في مرحلة تحتاج مصر فيها إلى تكاتف كل الجهود، مشيراً في السياق ذاته إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي لعب درواً مهماً في الساحة المصرية خلال الفترة الأخيرة وكان من أكفأ وزراء حكومة قنديل.