غزة / سما / أكد إبراهيم صلاح، مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية بحكومة غزة، أن الاحتلال يعاني حالياً من حالة تخبط وارتباك شديدة بعد نجاح حملة مكافحة التخابر مع الاحتلال، التي أطلقتها الوزارة الشهر الماضي. وقال صلاح، في مقابلة تلفزيونية مع فضائية "القدس" : " يحاول الاحتلال الاتصال بالعملاء وطمأنتهم أن هذه الحملة لن تنال منهم، في إشارة واضحة لفقدان الاحتلال العناصر المعلوماتية والاستخباراتية في قطاع غزة". وأعلن صلاح نجاح الحملة وتحقيق الأهداف التي وضعتها الوزارة بالكامل، مبيناً أنها جاءت تتويجاً لانتصار المقاومة في العدوان الأخير على غزة بعد أن فقد الاحتلال بنك أهدافه. وأفاد أن وزارة الداخلية رصدت 100 اتصال في الفترة الأخيرة من قبل الاحتلال لإقناع بعض الشباب في الانضمام إلى صفوف المتخابرين معه، مؤكداً أن متلقي الاتصالات أخبروا الوزارة عن فحوى هذه الاتصالات التي هدفت إلى ملاحقة المقاومين. وأوضح أن الداخلية عالجت قضايا المتخابرين التائبين بعيداً عن مقرات الأجهزة الأمنية، منوهاً إلى أن المتخابرين الذين تابوا وسلموا أنفسهم لم يدخلوا هذه المقرات قط. وقال صلاح: "إن المتخابر يستطيع التوبة والعودة إلى أحضان شعبه ضمن نطاق هذه الحملة، بإجراءات بسيطة جداً، تتمثل في توجه العميل إلى شخصيات ذات ثقة عالية في المجتمع من خطباء ووجهاء وأساتذة جامعات، والتي بدورها تتواصل مع وزارة الداخلية في سرية تامة". وأشار إلى أن كل المعلومات التي وصلت من العملاء أطلعت وزارة الداخلية فصائل المقاومة عليها، وفق ما يلزمهم بخصوص عتاد المقاومة وأماكنها، معلناً عن سعادته الغامرة ورضاه بما حققته الحملة حتى اللحظة. وذكر صلاح أن الاحتلال يركز على الفئة الشبابية لإسقاطهم في وحل العمالة والتخابر، كونهم أقرب إلى العمل الميداني وأقدر على التحرك ورصد أعمال المقاومة الفلسطينية. ولفت إلى أن حملات التوعية في المدارس الثانوية مستمرة للقضاء على آفة التخابر والوصول إلى مجتمع نظيف خالٍ من العمالة للاحتلال. وأشاد بتفاعل أطياف المجتمع مع هذه الحملة، بعد محاضرات التوعية الأمنية التي استهدفت طلاب المدارس والجامعات، والعاملين في المعابر والصيادين على وجه الخصوص، مشيراً إلى ارتفاع حالة اليقظة في صفوف الشارع الفلسطيني حول خطر التخابر. وأوضح صلاح أن مكافحة التخابر لا تقع على عاتق وزارة الداخلية والأمن الوطني فقط، بل هي مسؤولية جماعية ومهمة وطنية تشترك في أدائها فصائل العمل الوطني والإسلامي ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والتربوية والأسر الفلسطينية. ووفق صلاح، تميزت هذه الحملة بالتكاتف الشعبي والفصائلي، كما نجحت في تحقيق هدفها بتشجيع العملاء لتسليم أنفسهم ومعلوماتهم للأجهزة الأمنية، فكان عددهم أكثر ممن سلموا أنفسهم في الحملة السابقة عام 2010، رغم أن فترة هذه الحملة أقصر من مدة تلك الحملة. وأشار إلى اجتماع الداخلية قبل انطلاق الحملة بالفصائل ووسائل الإعلام والقوى الفاعلة في المجتمع من كتاب وأكاديميين وحقوقيين، لاطلاعهم على أهداف الحملة ووضعهم في صورة الخطة الأمنية المعدة من قبل الداخلية لترسيخ مفاهيم الأمن في قطاع غزة. وقال: "نجاح هذه الحملة ليس نجاحاً لوزارة الداخلية فقط، بل هو نجاح كبير للمقاومة وفصائل العمل الوطني والإسلامي، وشرائح المجتمع الفلسطيني بكافة أصنافها وتوجهاتها السياسية". الملاحقة ستكون ضارية وشدد على أن الداخلية لن تتوقف عن ملاحقة العملاء الذين يساهمون في زعزعة الجبهة الداخلية وإضعاف المقاومة الفلسطينية، مبيناً أن هذه الحملة التي ستنتهي الساعة الثانية عشرةً من مساء غد ليست إلا خطوة تحفيزية وتشجيعية للعملاء لتسليم أنفسهم وحفظ أمن الشارع الفلسطيني. وذكّر صلاح العملاء بموعد انتهاء الحملة يوم غد، لاقتناص الفرصة وتسليم أنفسهم قبل فوات الأوان، مبيناً أن حملة اعتقالات واسعة ستشنها الأجهزة الأمنية بحق العملاء بعد يوم غد الخميس. وأكد أنه لا يتم اعتقال أي متخابر إلا بعد متابعة ملفه بالكامل، والتأكد من تخابره مع الاحتلال، موضحاً أن كل المتخابرين المعتقلين أدلوا باعترافاتهم وتورطهم في زعزعة الجبهة الداخلية الفلسطينية وتقديم خدمات مجانية للاحتلال. وتوحدت 14 إذاعة محلية في بث برامج توعوية خاصة بحملة التخابر تقودها وزارة الداخلية، فمن المقرر أن تبث هذه الإذاعات حلقة خاصة غداً في نهاية حملة مكافحة التخابر، وذلك باستضافة شخصيات وطنية، وعرض نماذج حية من العملاء المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية للحديث عن تجاربهم.