التقى وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس للمرة الثانية في غضون يومين مع رئيس الوزراء نتنياهو في إطار محاولات استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. ولم ينجح كيري في احداث اختراق في الاتصالات التي اجراها والقليل الذي حققه كان اتفاقا بشأن حث عدد من المشاريع الاقتصادية التي يفترض أن تساعد في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. وحسب التقديرات يدور الحديث عن عدد من مشاريع البنية التحتية في المنطقة ج في يهودا والسامرة، توجد قيد السيطرة الاسرائيلية الكاملة. ولكن يبدو أن هذه البادرة التي وافق عليها نتنياهو لا تزال بعيدة عن ارضاء رئيس السلطة ابو مازن ولن تسمح باستئناف المفاوضات. وبالنسبة لطلب الفلسطينيين تحرير 123 سجينا محتجزين في اسرائيل من الفترة ما قبل اتفاقات اوسلو، مارس كيري ضغطا شديدا على نتنياهو ليحرر على الاقل جزءا منهم، في الفترة القريبة القادمة، مع حلول يوم الاسير في الاسبوع القادم. بل ان جهاز الامن أوصى نتنياهو بتحرير بضع عشرات المخربين، وان كانوا "مع دم على الايدي"، الا انهم مرضى وكبار في السن لا ترى المخابرات فيهم خطرا أمنيا. وأمس ذاعت شائعات عن أن نتنياهو وافق على تحرير السجناء بشكل تدريجي، فقط مع استئناف المفاوضات. واصطدم كيري في أثناء محادثاته، في هذه الزيارة وفي الزيارة السابقة قبل نحو ثلاثة أسابيع بأزمة ثقة شديدة بين الطرفين، ولهذا فقد طلب الدفع الى الامام بعدد من البادرات الطيبة الاقتصادية تجاه الفلسطينيين. ولكن هو ونتنياهو على حد سواء سارعا الى التشديد على اهمية المسائل الجوهرية في المفاوضات. وعلى حد قول كيري، فان على المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين أن تعنى بالحدود وبالترتيبات الامنية أيضا. "علينا أن نعنى بخطوط 67 وبتبادل الاراضي، ولكن الطرفين سيتعين عليهما البحث في هذه الامور". والى جانب الحدود، التي يجد نتنياهو صعوبة جدا في البحث فيها، شدد كيري أيضا على اهمية ترتيبات الامن. وعلى حد قوله، فان الرئيس اوباما يعرف بان كل اتفاق سلام يجب أن يلبي احتياجات الامن لاسرائيل. وصحيح حتى هذه اللحظة ليس واضحا بأي قدر، اذا كان على الاطلاق سيوافق نتنياهو على كبح جماح البناء خارج الكتل الاستيطانية وان كان الفلسطينيون سيوافقون على توفير تصريح يتطرق للاعتراف بدولة يهودية، وان كان بشكل غير مباشر. كما أنه ليس واضحا في هذه المرحلة الاستعداد الاسرائيلي للبحث في مسألة الحدود بشكل مفتوح. هذا ومن المتوقع لكيري أن يعود لاسرائيل في الاسابيع القريبة القادمة.