خبر : كاتب لبناني: تكليف سلام خطوة سعودية لإستعادة بعض الأوراق القطرية

الإثنين 08 أبريل 2013 02:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
كاتب لبناني: تكليف سلام خطوة سعودية لإستعادة بعض الأوراق القطرية



بيروت :كتب أنطوان الحايك: إبتسم دبلوماسي عربي مخضرم عايش أزمات الشرق الاوسط منذ عقود في معرض قراءته لتطورات وأحداث الأيام الأخيرة الماضية، داعياً إلى عدم إغفال فرضية تصفية حسابات قاسية بين السعودية من جهة وقطر من جهة ثانية، فواقع الحال أن الأداء السعودي تغير منذ إقالة رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز وتعيين الأمير بندر بن سلطان مكانه، أي منذ أن شعرت هذه الأخيرة بإضمحلال دورها في لبنان منذ العام 2008، حيث دخلت قطر بقوة على أزمته الناجمة عن أحداث 7 أيار من خلال حوار لبناني رعته قطر في الدوحة ومولته، وفرضت توافقاً القت عليه حينها تسمية اتفاق الدوحة الذي أدى بدوره للتوافق على قانون النتخابي جديد وعلى رئيس جديد للجمهورية، فضلاً عن خسارة السعودية  لعدد من الأوراق الإقليمية من خلال تقدم قطر عليها في دعم الثورة السورية والتنظيمات الأصولية والسلفية العاملة ميدانياً هناك، حتى كاد الدور السعودي يقتصر على التمويل دون تحقيق أي مكسب سياسي بارز، ما خلا صراعات داخلية أدت إلى استبدال بعض الرموز وانتقال بعضها الآخر من محور إلى آخر. استناداً إلى هذه الحقائق المعروفة يبدو أن السعودية رأت الوقت مناسباً لاستعادة النفوذ الذي كانت قد خسرته على مستوى الساحة المحلية منذ اتفاق الدوحة  فعمدت إلى شن هجوم سياسي مفاجىء حضرت له بعناية بالتنسيق الكامل مع الدبلوماسية الأميركية، وذلك من خلال تحضير أرضية خصبة لإسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، باعتباره أحد الرموز الذين التحقوا بالركب القطري وسقطوا في امتحان النأي بالنفس عن الأزمة السورية، بيد أنه نفذ مرغماً السياسة القطرية تجاه سوريا من حيث السماح بفتح الحدود اللبنانية على تهريب السلاح والرجال لاسيما في جرود عرسال وعكار، وبالتالي الإتيان بشخصية محسوبة بالكامل على المملكة ولا تتأثر اسلامياً سوى بها وحدها بعيداً عن قطر، وهذا ما يفسر الدور السعودي البارز على مستوى تزكية رئيس الحكومة المكلف تمام سلام وليس أحد سواه من رموز الرابع عشر من اذار، خلافاً لما كان يسعى اليه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الدائر في الفلك القطري منذ أن ساعدته الأخيرة على الخروج من أزمته المالية عبر عمليات تجارية مركبة. انطلاقاً من هذه القراءة، يعتبر الدبلوماسي أن تسمية سلام وإعادة احياء دور البيت التاريخي العريق المعروف بصداقته المطلقة مع السعودية لم يأت مطلقاً ليصب في خانة تيار "المستقبل"، بل على العكس تماماً فإنه يمعن في محاصرته سياسياً وشعبياً من خلال الوقائع الاتية: إن مراكز الثقل الأساسية والاستراتيجية للتيار باتت مهددة بالكامل، فطرابلس التي لطالما شكلت له الخزان البشري الداعم خرجت عن سيطرته بشكل كبير بعد أن توزعت ولاءات شارعها بين التيارات السلفية والاسلامية المدعومة وهابياً والممولة قطرياً من جهة، والتيار المعتدل الذي يمثله إلى حد ما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير المالية محمد الصفدي من جهة ثانية، إضافة إلى "المستقبل". المعادلة نفسها تنسحب على مدينة صيدا، وهي عقر دار "المستقبل"، التي خرجت بدورها من القبضة الحريرية، لتستقر منقسمة بين "التنظيم الشعبي الناصري" من جهة، والتيار السلفي الذي يمثله إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير المدعوم قطرياً و"المستقبل". ويبدو أن بيروت تسير بخطى ثابتة على طريق عاصمتي الشمال والجنوب، بحيث أن زعامة الشارع السني ستتأثر حتما بعودة بيت سلام إلى المعادلة من خلال بوابة السراي الكبير، وبمعادلة أوضح فإن تأثير الشارع  على "المستقبل"، انطلاقاً من دار الفتوى وصولاً الى السراي سيكون كبيراً، لاسيما اذا ما نجح سلام المدعوم سعودياً في لعب دوره المطلوب، بحيث يصح الاعتبار أن العملية الجارية راهناً هي محاولات جدية لاستعادة بعض الأوراق من اليد القطرية لتستقر في أيد سعودية.    عن النشرة اللبنانية